رمز الخبر: ۱۸۶۸۴
تأريخ النشر: 09:35 - 15 December 2009
عصرایران - دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة والقيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إلى تشكيل حكومة توافق، وبرنامج إنقاذ وطني للخروج من حالة الانقسام الفلسطيني الحالي.

وأكد هنية -في مهرجان حاشد بمدينة غزة بمناسبة الذكرى الـ22 لانطلاقة حماس- تمسك الحركة بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي عبر خيار المقاومة "ليس باعتباره ثورة تهدأ، بل مشروعا متكاملا لن يهدأ إلا بتحرير فلسطين".

وقال أيضا "حركة حماس لن تتراجع عن خط المقاومة والجهاد حتى تعيد للشعب الفلسطيني حريته وحقوقه، ولن تكتفي بتحرير قطاع غزة من دنس الاحتلال بل تتطلع لفلسطين كل فلسطين".

استعادة الوحدة

واشترط رئيس الوزراء لبرنامج الإنقاذ الوطني استعادة الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة توافق وطني، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتأمين مشاركة الجميع فيها.

واعتبر أن الحرب الإسرائيلية على غزة في الشتاء الماضي أخفقت في تحقيق أهدافها، وأنّ التلويح بحرب جديدة لا يخيف الحركة والشعب الفلسطيني.

وأشار هنية إلى أن هذا الحشد الجماهيري الكبير "لم تشهده فلسطين من قبل وليس له مثيل"، وخاطب المشاركين في المهرجان بالقول "أنتم اليوم تمثلون الشعب الفلسطيني في فلسطين وخارج فلسطين، وتنادون بما نادت به حماس من أنّ: فلسطين من البحر إلى النهر أرض وقف إسلامي ولا تنازل عنها".

وأضاف أنه "ما كان لعقل بشري أن يتصور أنه بعد هذه الحرب القذرة التي شنّها العدو على قطاعنا وحركتنا وحكومتنا؛ سيشهد هذا الاحتفال وهذه الحشود، وما كان لأحد ممن خطّط لهذه الحرب أن يتوقع أنّ حماس بهذه القوة والانطلاقة والعطاء، وما كانوا يعتقدون أن حماس ستحتفل في غزة بهذه الانطلاقة".

وشهد المهرجان حضور حشود كبيرة من الفلسطينيين اكتظت بهم ميادين غزة، قالت حماس إنه غير مسبوق في تاريخ فلسطين.

كما دعا هنية إلى إعادة تشكيل أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية ودوائرها "بحيث لا تخدم المصالح الإسرائيلية ولا تعمل على خدمة أمن الاحتلال"، واستعادة البعد العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية وحشد حركة التضامن الدولي لدعمها.

وناشد القاهرة استئناف جهود إتمام المصالحة الفلسطينية "بعيدا عن الضغوط الخارجية"، ومناقشة ملاحظات حركته وباقي الفصائل على وثيقة المصالحة المصرية "لتفادي تجارب الحوار المؤلمة السابقة".

كما نفى اتهامات مسؤولين بالسلطة لحماس بالسعي لإقامة "إمارة إسلامية" أو "كيان مستقل" بقطاع غزة، مضيفا أن 18 عاما من المفاوضات مع الاحتلال فشلت، وأن إسرائيل تواصل بناء المستوطنات على الأراضي المحتلة.

رد من فتح

ومن جهتها انتقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) خطاب هنية معتبرة أنه مثل استمراراً "لسياسة الانقلاب وتكريس الانقسام".

فقد قال الناطق باسم حركة فتح فايز أبو عطية في بيان أمس الاثنين إن هنية أغلق الأبواب رسمياً أمام الجهود المصرية للمصالحة، معتبراً أن خطابه يمثل من الناحية العملية تراجعاً كاملاً عن ورقة المصالحة الوطنية وقفزاً عنها.

وأضاف أن ما طرحه هنية باعتباره مبادرة للمصالحة هو في الواقع "مبادرة خالية من أي مضمون، ولا يمكن تفسير طرحها في هذا الوقت بالذات إلا بأنه إمعان من حماس في التهرب من استحقاق المصالحة".

واعتبر أبو عطية أن خطاب هنية "لم يكن تصالحياً وجاء مليئاً بمفردات التشكيك في الآخر الفلسطيني"، مما يؤكد رغبة حماس في التفرد بالقرار الفلسطيني وإصرارها على استكمال "بناء إمارتها في قطاع غزة وإعطاء هذا الهدف الأولوية بعيداً عن أهداف شعبنا الوطنية".

وقال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول إن دعوة هنية لحكومة توافق "لا تعدو كونها شعارات غير صادقة وحملة علاقات عامة، وكلاما للاستهلاك المحلي".

وأضاف مقبول أن على حماس أن توقع الورقة التي أعدتها مصر من أجل المصالحة الوطنية "قبل طرح أي مبادرات الهدف منها الالتفاف على ورقة المصالحة".

وكانت القاهرة قد وزعت على الفصائل الفلسطينية وثيقة للمصالحة ودعتها إلى التوقيع عليها كل فصيل على حدة، وقد وقعت عليها فتح لكن حماس قالت إن الوثيقة تضمنت نقاطا لم يتم الاتفاق عليها في الحوارات.