رمز الخبر: ۱۸۷۱۰
تأريخ النشر: 12:27 - 15 December 2009
عصرایران – دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الدول العربية إلى حوار مفتوح مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول کل القضايا, مؤکداً في الوقت نفسه, أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة للوصول الى حل حول الملف النووي الإيراني.
   
رئيس دائرة معارف العالم الإسلامي الدكتور حداد عادل يسلم الرئيس بري نسخة من الموسعة
ونبه بري، في کلمة ألقاها خلال رعايته حفل إطلاق "دائرة معارف العالم الإسلامي" (الإيرانية) باللغة العربية في بيروت مساء أمس إلى حملات التهويل الصهيونية على لبنان، والتي سبقتها على التوالي سلسلة مناورات حربية وکيانية آخرها الجوية المشترکة مع الجيش الأميرکي.

وأکد أن الضغوط الأميرکية والصهيونية المتواصلة "لن تؤدي إلى إخضاع لبنان للتخلي عن المقاومة وعن سلاحها، لأن هذه المقاومة حاجة وضرورة ومصلحة لبنانية طالما بقي الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء عزيزة من أرضنا في طليعتها مزارع شبعا وتلال کفرشوبا، وطالما استمرت الخروقات العسکرية الإسرائيلية، وطالما بقيت التهديدات الإسرائيلية باللجوء الى القوة ضد لبنان".

وأعلن بري رفض لبنان لاقتراح العدو الصهيوني بإجراء استفتاء على الانسحاب من الانسحاب من الجزء اللبناني من قرية الغجر, واصفاً هذا الاقتراح بأنه "ديمقراطية احتلالية", وقال: "لن نقبل إخضاع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأي جزء عزيز من أرضنا واندحار الجيش الإسرائيلي عنها لأي نوع من أنماط الديمقراطيات الإسرائيلية المضحکة المبکية، نحن إذ نراهن على إلزام إسرائيل تنفيذ القرار الدولي 1701 وقبله القرار 425، بکل فخر ومن دون تبجح فإننا لسنا عاجزين عن فرض تطبيق القرار 425 بالمقاومة".

وتابع: ثانياً: على مساحة العالمين العربي والإسلامي نلاحظ استنهاض التوترات العرقية والطائفية والمذهبية على مساحة ما يسمى بمشروع الشرق الاوسط الکبير من أفغانستان وباکستان واليمن وحدود اليمن مع السعودية والسودان والصومال والصحراء الغربية. إن عالمنا الإسلامي وهو لم يکد يلمس تحسن الأوضاع في العراق، ودخوله مرحلة سياسية تبشر بقابلية التقدم والقدرة على ترسيم حالة مقبولة على الأقل من السلم الأهلي، مبنية على قواعد دستورية رغم حفلات الإعدام الجماعية المستمرة بواسطة التفجيرات الإجرامية، فإن عالمنا الإسلامي وقع في حالة من الاضطراب والقلق الناجمة عن أحداث اليمن، والنار المشتعلة بأطراف الحدود اليمنية ـ السعودية.

وقال: إن قلق العالم الإسلامي لا يقف عند هذه الحدود بل يتجاوزها الى الوقائع الأفغانية والباکستانية الدامية ومشهد زيادة حشد القوات الأجنبية، الأمر الذي يثبت ان التغيير الذي جرى الرهان عليه مع وصول الإدارة الأميرکية الجديدة کان تغييراً في الوجه وليس في الأهداف، وأن الهوس بالقوة لا زال يحکم تحالف الراغبين من أفغانستان الى باکستان والعراق، رغم ان الايام اثبتت تآکل قوة الردع لذلک التحالف.

ورأى الرئيس بري أن هناک تصعيداً في الخطاب الغربي تجاه الملف النووي الإيراني يرافق الموقف الصهيوني وقال: "إننا نرى أن الحوار والتباحث حول حزمة المقترحات الإيرانية هو الوسيلة الوحيدة المجدية للوصول إلى حلول، مؤکدين على حق إيران کما حق الدول الأخرى بالحصول على التخصيب".

أضاف: "هذا على صعيد الملف النووي، أما في ما يخص علاقات الجوار الإيراني، فإننا ندعو الدول العربية کما إيران إلى طاولة حوار مفتوحة حول کل القضايا وکل الهواجس".

ونوه الرئيس بري ب "موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه المستجدات اللبنانية والتي عبر عنها وزير الخارجية منوشهر متکي، والتي شددت على ضرورة تعزيز الوحدة الداخلية في لبنان لترسيخ الأمن والسلام".

وندد بالإجراءات الصهيونية الاستفزازية التي طاولت القدس وکل المدن والبلدات الفلسطينية وکل الشعب فلسطيني، مذکراً بوجود أکثر من 12 ألف فلسطيني داخل المعتقلات الصهيونية بينهم مئات النسوة والأطفال.

ولفت الرئس بري الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية، إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني من جرائم واعتداءات وقيود وعقوبات لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل، معرباً عن أمله في أن يکون "واقع الضعف والتفکک بل الشلل الذي يصيب النظامين العربي والإسلامي، واقعاً مؤقتاً", مشيراً إلى أن "هناک طاقة کامنة أقوى مما نتصور لدى العالمين الإسلامي والعربي تجعلهما يقرنان القول بالفعل اذا ما صمما على أي موقف".

ودعا الرئس بري إلى "وقف کل أنواع عمليات التطبيع مع إسرائيل، والعودة الى التزام مقررات مکتب مقاطعة إسرائيل، والى زيادة دعم الشعب الفلسطيني وتمکينه من توسيع خياراته وممارسة حقه في المقاومة بکل أشکالها". منوهاً بالموقف الأوروبي الذي وصفه بأنه "خطوة إلى الأمام نحو حقوق الفلسطينيين".

ثم تحدث رئيس "دائرة معارف العالم الإسلامي" رئيس مجلس الشورى الإيراني السابق غلام علي حداد عادل، الذي قدم شرحاً وافياً عن عمل دائرة المعارف ودورها وأهدافها وقال: "إنها موسوعة تتعلق بالعالم الإسلامي وليس إيران فقط. من أهدافها تطوير الحوار بين الإسلام والأديان الأخرى، ولا سيما المسيحية". معتبراً "أن القرن الحالي هو قرن يقظة العالم الإسلامي ونبذ روح الاستسلام بالعودة إلى الذات".