رمز الخبر: ۱۸۸۰۷
تأريخ النشر: 10:40 - 17 December 2009
قال خبير سابق في وزارة الدفاع البريطانية إن الرئيس السابق للجنة المخابرات المشتركة في بريطانيا السير جون سكارليت ضلل التحقيق في حرب العراق عندما بالغ في صدقية المزاعم حول قدرة  صدام حسين على إطلاق أسلحة دمار شامل.

وكان سكارليت الذي تسلم ملف الحكومة المثير للجدل عام 2002 حول غزو العراق، قد زعم الأسبوع الماضي أمام تحقيق شيلكوت -الخاص بالظروف المؤدية للحرب- أن المعلومات الاستخبارية التي تؤكد أن العراق كان يملك صواريخ يمكن إطلاقها خلال 45 دقيقة، كانت "معتمدة ويعتد بها".

غير أن الخبير في أسلحة الدمار الشامل الدكتور بريان جونز -الذي اطلع على المعلومات الاستخبارية الأصلية- دحض تلك المزاعم وقال إنها مبهمة وغير حاسمة ولا يعتد بها.

وجونز الذي كان يرأس الفرع الكيميائي والبيولوجي لهيئة الاستخبارات الدفاعية قبل غزو العراق، قال لصحيفة ذي إندبندنت "لقد كان واضحا بشكل قاطع" أن تلك المعلومات التي اعتمدت عليها الحكومة أتت من مصادر لم تجرب من قبل.

وتذكر الصحيفة أن مقولة "45 دقيقة" كانت إحدى القضايا الأساسية التي أقنعت مجلس العموم في بريطانيا لخوض الحرب.

ترقية سكارليت

ولفتت ذي إندبندنت إلى أن سكارليت حظي بالترقية من قبل رئيس الوزراء السابق توني بلير ليصبح رئيسا لجهاز المخابرات المعروف بـ"أم أي6" عام 2004، رغم ما أثاره تعاطيه مع الملف العراقي من جدل.

ورغم ما توصل إليه تحقيق باتلر (مفتش الأسلحة ريتشارد باتلر) الذي جرى لاحقا من أن المعلومات الاستخبارية في الملف العراقي كانت مزورة، حصل سكارليت -الذي تقاعد من جهاز "أم أي6" مطلع هذا العام- على جائزة الفرسان من قبل بلير عام 2007.

وأضافت الصحيفة أن تصريحات جونز ستضيف مزيدا من الضغوط على بلير قبيل وقوفه أمام التحقيق في يناير/كانون الثاني.

وقالت إن جهاز "أم أي6" يعترف الآن بأن مصادره التي وصفها بأنها من الدرجة الثانية والتي استندت إليها لندن في الحرب، غير جديرة بالثقة.

كما أن جونز أبلغ الصحيفة بأنه "متشكك جدا" في الطريقة المربكة التي ذُكرت في الملف حول إطلاق الصواريخ خلال 45 دقيقة، مشيرا إلى أنها لم توضح هل الأمر يتعلق بسلاح للاستخدام الداخلي أم بسلاح للهجوم على دول أخرى.

وتحدى الخبير فريق التحقيق للكشف عن هوية المصدر الذي مرر تلك المعلومة، مشيرا إلى أن ما قاله الضابط العراقي الدباغ -الذي قيل إنه مصدر المعلومة- عام 2003، "كان يتعلق بأسلحة ميدانية دون شك".