رمز الخبر: ۱۸۸۱۳
تأريخ النشر: 11:08 - 17 December 2009
مصیب نعیمي
عصرایران - انتهت قمة الكويت لدول مجلس التعاون بحضور اعلامي لافت وبنتائجها المتوقعة، منها الربط الكهربائي بين الدول الاعضاء والموافقة على مشروع سكك الحديد بين الأعضاء، والاعلان عن قرب تداول العملة الموحدة بين أربع من البلدان الستة بانتظار التحاق الإمارات وسلطنة عمان، إضافة الى نقل الأمانة العامة من قطر الى البحرين.

اما باقي المواضيع المدرجة في البيان فلا تعدو كونها عبارات روتينية لم يجر تداولها في نقاشات القمة ولم تصوت عليها، حسب المصادر العليمة.

ولا شك بأن أي تعاون اقليمي يعتبر انجازا خاصاً اذا كان يحقق مشاريع تنموية وامنيات الشعوب، غير ان ادراج هذه التطلعات في اروقة سياسية ضيقة تقلل من اهمية الانجاز وتبعدها عن الأهداف المرجوة. وللمثال فإن خطاب امير دولة الكويت في الجلسة الافتتاحية للقمة كان متوازناً ومدروساً ومقتضباً، اذ وضع الامور في نصابها واعتمد عبارات تؤكد سياسة الكويت المتوازنة اقليمياً وعربياً ودولياً رغم ان البعض فسرها حسب رؤيته الضيقة وتوجهاته السياسية الخاصة.

الى جانب الأعمال الرسمية للقمة فإن تلاقي الاعلاميين ونقاشاتهم الحرة والمفتوحة كانت لها نكهتها الخاصة، حيث النقاش كان ساخناً بين رجال الإعلام، ومن جميع المستويات، حول مختلف القضايا من السودان الى لبنان وفلسطين والعراق وافغانستان مروراً باليمن والسعودية وانتهاءً بإيران وباكستان وحتى تركيا وامريكا و...

وان لم يقتنع الكثير من الاعلاميين بمبررات زملائهم غير ان رؤية متجددة خلقت في اذهانهم بعد سماع الأدلة والمعلومات ومعرفتهم للمعلومات الخاطئة. لكن الأهم انهم كانوا متفقين على التواصل فيما بينهم، كي يتمكنوا من المساعدة في تنقية الأجواء الملبدة.

ويبدو ان تجديد الثقة بالحكومة الكويتية بعد يوم من انعقاد قمة الكويت كان أحد نتاجات النجاح ويدل على الحيوية التي يتمتع بها المجتمع الكويتي مما يستوجب التقدير لمثل هذه الخطوات والتي تصب في بناء اتحاد اقليمي شمولي يعيد للمجتمعات المتجاورة حقوقها في التلاقي ويزيل عنها شبهة الكراهية التي يحاول الاعداء زرعها بين الأمة الواحدة.

فالكويتيون انجزوا اكبر هدف الى جانب القمة لأن المؤتمرات الجانبية بين الإعلام والسياسيين وبين الإعلاميين انفسهم قد تساعد على تلطيف الأجواء إذا وضعت في إطارها الصحيح.