رمز الخبر: ۱۸۹۲۸
تأريخ النشر: 09:13 - 22 December 2009
عصرایران - وکالات - دعت عدة جهات إلى محاكمة المسؤولين عن سرقة الأعضاء البشرية في إسرائيل، بعدما أقر مسؤول إسرائيلي بأن هذه السرقات كانت تحدث فعلا في معهد الطب الشرعي، حيث كانت تنتزع أعضاء من جثث فلسطينيين وإسرائيليين أثناء تشريحها.

وقد كلف مجلس الوزراء الفلسطيني لجنة وزارية للتحقق من الأمر، كما أعلن النائب العربي في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أحمد الطيبي أنه طلب استجواب وزير الصحة الإسرائيلي في الموضوع، وأن طلبه سيبحث في الكنيست غدا الأربعاء.

من جهتها طالبت الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة بمساءلة دولية لإسرائيل في هذه القضية، ودعت الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي والمنظمات الإنسانية الحقوقية إلى تفعيل القضية في هيئات الأمم المتحدة.

واعتبر يوسف رزقة، المستشار السياسي لرئيس الوزراء في الحكومة المقالة، سرقة الأعضاء البشرية "جريمة بشعة ومحرمة يحاسب عليها القانون الدولي".

وحمل المنظمات الدولية، وبينها الصليب الأحمر الدولي، المسؤولية في هذا الموضوع، وأشار إلى أنه "عندما يتعلق الأمر بالأداء الإسرائيلي السلبي نجد هذه المنظمات تتقاعس في اتخاذ الإجراءات اللازمة".

اعترافات مسؤول

وفي وقت سابق نشرت صحيفة غارديان البريطانية تقريرا يتضمن اعترافات من المدير السابق لمعهد الطب الشرعي يهودا هيس يقر فيها بانتزاع أعضاء بشرية من جثث فلسطينيين وإسرائيليين دون موافقة ذويهم.

كما كشف المسؤول نفسه في شريط وثائقي بثته القناة الثانية الإسرائيلية أن الأعضاء التي نزعت من الجثث هي رقع جلدية وقرنيات عين وصمامات قلب وعظام، وأشار إلى أن ذلك لم يقتصر على الفلسطينيين بل شمل جنودا ومدنيين إسرائيليين وعمالا أجانب.

وقالت الناشطة الحقوقية الإسرائيلية ليئا تسيميل إن الجمعية التي تنشط فيها ستقاضي الجيش الإسرائيلي ومعهد الطب الشرعي إذا توفرت لديها أدلة تثبت هذه السرقات.

وأضافت في تصريحات للجزيرة مساء أمس أن جمعيتها ستستنفد كل الإمكانات القانونية المتاحة داخل إسرائيل، وإذا فشلت في محاكمة المسؤولين عن هذه القضية فإنها ستنقل عملها إلى المستوى الدولي.

وقالت "إذا تحققنا من حدوث هذه السرقات فإننا سنطالب بأن يحضر طبيب معتمد منا في أي تشريح يجري لأي جثة مستقبلا"، واعتبرت أنه في الظروف الحالية ليس هناك قيود أخلاقية تمنع ارتكاب مثل هذه الأعمال في إسرائيل.

وكشفت أن الجمعية عرفت بالموضوع منذ سنوات، ووصلتها شكاوى من عدة أسر مفادها أنها اكتشفت أن جثث قتلاها التي تسلمتها للدفن تعرضت للتشويه.

تقرير جديد

وبدوره قال الصحفي السويدي دونالد بوستروم -الذي سبق أن نشر مقالا في صحيفة أفتون بلاديت عن الموضوع- إن وزير الصحة الإسرائيلي أنجز تقريرا أكد فيه أنه وقعت سرقة لأعضاء بشرية أنجز خارج إسرائيل.

وكشف بوستروم في تصريحات للجزيرة أمس أنه يعد تقريرا جديدا عن الموضوع اعتمادا على وثائق جديدة حصل عليها، واعتبر أن ما حدث "فضيحة كبيرة" تستوجب التحقيق لمعرفة كم عدد الضحايا وما الذي جرى لهم، ودعا إلى معاقبة مرتكبيها.

وسبق لبوستروم أن كتب تقريرا منذ شهور أفاد فيه بأن جنودا إسرائيليين قتلوا عمدا شبانا وأطفالا فلسطينيين لسرقة أعضائهم والمتاجرة بها.

ولفت الصحفي السويدي آنذاك إلى أن قرار السلطات الإسرائيلية تشريح جثث الفلسطينيين الذين يسقطون برصاص الجيش الإسرائيلي غير مفهوم، لأن أسباب الوفاة واضحة ولا تحتاج إلى تشريح، واعتبر أن هذا الأمر قد يقود إلى إجراء تحقيق دولي في ما وصفه بأنه "جريمة حرب إسرائيلية".