رمز الخبر: ۱۸۹۳۳
تأريخ النشر: 09:20 - 22 December 2009
عصرایران - الجزیره - سادت الشارع السياسي باليمن حالة من القلق والجدل, في أعقاب ضربة جوية وصاروخية شنتها القوات اليمنية الخميس الماضي ضد ما قالت إنها "أوكار" تنظيم القاعدة بمديرية المحفد بمحافظة أبين ومنطقة أرحب بمحافظة صنعاء, حيث سقط ضحايا مدنيون.
 
جاء ذلك وسط توقعات بردود عنيفة على العملية، خاصة بعد الكشف عن دخول أميركا على خط الترحيب بها، وربما تنفيذ "العملية الاستباقية" ضد تنظيم القاعدة باليمن, طبقا لمراقبين.
 
أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسة باليمن)، اعتبرت ما حدث "مجزرة بشعة"، وقالت "إن جريمة بهذا الحجم من الضحايا لا ينبغي أن تمر دون حساب"، فيما ندد برلمانيون ينتمون لمحافظة أبين بالحادثة، ودعوا لتشكيل لجنة من البرلمان للتحقيق.
 
البرلمان

وقد أقر البرلمان استدعاء نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن لتوضيح ما جرى، لكن الأخير لم يحضر جلسة الاثنين حسب طلب البرلمان، وهو ما جعل نائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي (ينتمي لمحافظة أبين) يعلن تعليق عضويته في البرلمان احتجاجا على جريمة قتل الأطفال والنساء وغياب نائب رئيس الوزراء.
 
وفي هذا الصدد, اعتبر أبو الفداء العضو البارز السابق في تنظيم القاعدة باليمن، في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن "دخول العنصر الأميركي في العملية سيكون له أثر كبير وبالغ سواء على الساحة اليمنية أو على جهود التهدئة وتجنيب البلد أي صراع داخلي أو أعمال طائشة كالتفجيرات والاختطافات للأجانب والمصالح الأميركية".
 
وقال أبو الفداء "إن بعض شباب القاعدة الذين بينهم وبين الدولة اتفاق بالتهدئة سيجدون في هذه الضربة العسكرية التي دعمتها أميركا مبررا لهم للقيام بأعمال تفجيرية في البلاد بالدفاع عن أنفسهم واستهداف العدو الأميركي".
 
ورأى أن "النظام اليمني كان يتعامل بعقل وحكمة مع تنظيم القاعدة"، حيث اعتمد الحوار وسيلة لاستقطاب بعض شباب القاعدة وإدماجهم في المجتمع بعد تعهدهم بنبذ العنف وتجنيب البلد مزيدا من التوتر والصراعات".
 
وبرأي أبو الفداء, فإن الولايات المتحدة وقوى إقليمية مثل السعودية مارست ضغوطا قوية على النظام اليمني من أجل تصعيد المواجهة مع شباب القاعدة. ويضيف "نجحت تلك القوى في ذلك وصدرت أزماتها مع القاعدة إلى داخل اليمن الذي يصنف بأنه مأوى آمن للقاعدة، ويبدو أن أميركا تريد إشعال اليمن كما فعلت في باكستان".
 
ودعا أبو الفداء الدولة والمسؤولين إلى تجنب المزيد من الصراعات وسفك الدماء، وقال "إذا أرادوا أن تكون هناك حرب مفتوحة بينهم وبين القاعدة فعلى الطرفين الابتعاد عن المدنيين وعدم استهداف الأبرياء من الأطفال والنساء".
 
كما قال "إذا ابتعد العامل الأميركي والإقليمي الضاغط على الحكومة اليمنية فإننا نستطيع أن نعالج مشاكل الشباب والمجموعات من القاعدة التي تتواجد في مناطق القبائل وإيجاد حلول مع الدولة اليمنية تضمن الأمن والاستقرار للبلد".
 
من جانبه رأى الصحفي عبد الإله حيدر شائع المختص بالشؤون الأمنية والجماعات الإسلامية أن "اهتمام أوباما شخصيا بتنفيذ عمليات ضد القاعدة في اليمن، وتهنئته للرئيس اليمني بنجاح العملية بعد أن قتلت أطفالا ونساء ومدنيين،  يحفز القاعدة أكثر".
 
كما توقع أن تأتي عمليات القاعدة القادمة "واسعة وعابرة للحدود"، خاصة أن عملياتها كما يقول "قد تكتسب شرعية من أنصارها ضد النظام اليمني وحلفائه سواء أميركا أو المملكة السعودية".
 
وقال للجزيرة نت إن أوباما "قدم هدية للقاعدة بأن أعطى شرعية واسعة لمعركتها، حيث إن رأيا عاما واسعا يرى أن "أميركا تدعم الأشرار وتحارب الأخيار من خلال دعمها للاحتلال في فلسطين واحتلالها العراق وأفغانستان, بينما تعلن القاعدة أنها تقاتل في سبيل الله والمستضعفين".