رمز الخبر: ۱۹۳۶۲
تأريخ النشر: 09:47 - 04 January 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - التلميحات الغربية الجديدة حول فرض عقوبات جديدة على ايران، والمدعومة بحملة إعلامية مكثفة بهدف التشكيك بمواقف الجمهورية الاسلامية الثابتة في مواجهة سياسة الهيمنة التي تمارسها أمريكا وحلفائها، جعلت الأمور تتجه الى المجهول.

وقد ذهب الأمريكيون بعيداً حين تحدثوا عن الثمن الذي يدفعه الايرانيون عن برنامجهم النووي، وهل انه يستحق دفع مثل هذا الثمن.

وهم بمثل هذه الإيحاءات يحاولون صرف الأنظار عن حقيقة الخلاف المتصاعد والذي يكمن في طريقة التعامل الغربي مع الشرق والقائم على أسلوب الإهانة واللاأخلاقية المرفوض أصلاً.

ان الموضوع أبعد من ملف نووي أو خلاف حول طريقة التبادل أو الكمية المتبادلة، بقدر ما هو خلاف في الشروط التعجيزية والنظرة المهينة للآخرين.

فإيران دولة صاحبة سيادة ولها الحق في امتلاك جميع التقنيات العصرية واستخدامها في مجال الرفاهية والتطور كأي دولة أخرى في هذا العالم، غير ان الولايات المتحدة التي تعتبر نفسها وصياً على الآخرين، تريد فرض قيود استعمارية على مَن يعارضها في السياسة.

فأي قانون يسمح للكيان الصهيوني الارهابي العنصري الذي يسفك الدماء ويقتل الأبرياء ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة أن يمتلك ترسانة نووية وأكثر من مئتي رأس نووي جاهزة للاطلاق، فيما تمنع ايران عن حقها الطبيعي لاستخدام التقنية النووية للأغراض السلمية؟

هذه الإزدواجية أشبه بقانون الغاب الذي يسمح للقوي الحكم بالحديد والنار دون أي رادع.

ان ايران، كأي دولة تحترم نفسها وتحرص على حقوق شعبها، لا ترضخ لمثل هذه الضغوط وهي مستعدة لدفع الثمن مهما كان باهضاً لأن ذلك يندرج في اطار استقلالها وسيادتها قبل أن يكون دفاعاً عن حقها في امتلاك التقنية النووية السلمية.

والخطأ الذي ارتكبه الغرب ويعمل على تكراره هو جهله بمعايير الشعوب الحرة. فالأفضل للأمريكيين أن يشاهدوا كراهية الشعوب العربية والاسلامية لسياساتهم، وينظروا الى الرفض المتصاعد لسياساتهم في أي بلد تدخلوا فيه عسكرياً أو سياسياً.

ان الرهان على القوة سياسة فاشلة، وكما سقط هتلر وموسوليني وأبناء صهيون، فان الغرب أيضاً سيكون مصيره الهزيمة.