رمز الخبر: ۱۹۴۱۲
تأريخ النشر: 11:46 - 05 January 2010
عصرایران - أسوشيتد برس -  قال تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس، إن منظمات حقوقية وسجناء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكدوا أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية توقفت عن تعذيبهم. وبذلك انتهت ممارسة منهجية استمرت عامين، على حد قول تلك الجهات.
 
وبينما أكدت حماس هذا التطور وأرجعته إلى ضغوط على السلطة، أعربت جهات حقوقية عن ارتياحها، لكنها شددت على ضرورة إغلاق ملف التعذيب نهائيا، في إشارة إلى استمرار بعض أساليب إيذاء السجناء.
 
وقال رئيس الوزراء بحكومة تصريف الأعمال سلام فياض إن "43 من الضباط سجنوا أو طردوا من الخدمة أو خفضت رتبهم لإساءة معاملتهم السجناء". كما نفى بشكل قاطع أن التعذيب كان سياسة رسمية، لكنه اعترف أن تجاوزات الماضي كانت تنبع من ثقافة معيبة من الانتقام.
 
ويقول نشطاء حقوق الإنسان إنه في العامين الأخيرين استمر ورود تقارير عن إساءات للمعتقلين بالسجون ومراكز الاستجواب بالضفة، وتوفي منذ عام 2007 ثمانية منهم كما توفي 15 بقطاع غزة. والظروف في بعض الحالات لا تزال غامضة.
 
وعن دوافع الإساءة بالسجون قال صلاح موسى، وهو أحد نشطاء حقوق الإنسان وعضو سابق بأجهزة الأمن الفلسطينية، إنها كانت مدفوعة إما رغبة الانتقام لسيطرة حماس على غزة أو الخوف من إمكانية قيامها بالسيطرة على الضفة الغربية.
 
سجن جنيد بنابلس

ووقعت أسوأ حالات التعذيب حسب أسوشيتد برس في سجن جنيد، وهو مجموعة من المباني المنخفضة والمحاطة بالأسلاك الشائكة في مدينة نابلس.
 
ومنح فريق من الوكالة الأسبوع الماضي فرصة دخول السجن، بما في ذلك جناح يحتجز فيه أربعون من سجناء حماس. وخرج سجناء ملتحون يرتدون بدلات رياضية. وعلى مسمع السجانين قالوا إن ممارسات الماضي توقفت إلى حد كبير.
 
خالد سوسة (48 عاما) الذي أمضى الأشهر الـ14 الماضية في سجن جنيد سحب كمه لإظهار تورم بالرسغ الأيمن، وقال إنه كان نتيجة التكبيل المتكرر باليدين والتعليق بالسقف خلال ثمانين يوما من الاستجواب بداية اعتقاله.
 
وقال سوسة الذي ألقي القبض عليه للاشتباه بأن له صلات بالجناح العسكري لحماس، لكنه لم يحصل على موعد لبدء المحاكمة "كانوا يتعاملون معنا مثل النعاج في المسلخ".
 
مستشار لعباس أبلغهم

وقال السجناء إن السياسة الجديدة تجاههم تم إبلاغهم بها خلال زيارة رجل إلى السجن في أكتوبر/ تشرين الأول، وعرف عن نفسه بأنه مستشار للرئيس محمود عباس.
 
من جهته أظهر أيمن حمد (38 عاما) جرحا عميقا على رأسه الأصلع، وقال إنه بسبب الضرب المبرح من قبل أحد ضباط الأمن قبل عام. وأضاف "الآن الأمور أفضل بكثير.. الضرب توقف، باستثناء بعض الانتهاكات هنا وهناك، مثل الصفع".
 
وقال سجناء آخرون إن الإجبار على الوقوف ما زال ممارسا خلال الاستجواب، وأحيانا لعدة ساعات.
 
وفي قسم الاستخبارات العسكرية بالسجن قال السجناء إن هناك ثلاث زنزانات دون نوافذ، كل واحدة منها بحجم موقف سيارة، لا تزال تستخدم بينما أصر السجانون على أنها تستخدم فقط لمعاقبة أولئك الذين يخالفون قواعد السجن.
 
حماس تؤكد

ولم يسمح لأسوشيتد برس بالوصول إلى منطقة الاستجواب. لكن مسؤولا من حماس تحدث مع عناصر أفرج عنهم قال إن أجهزة الأمن توقفت عن إساءة معاملة السجناء.
 
وأضاف محمود الرمحي أحد قادة حماس بالضفة وأحد أبرز المنتقدين لقوات الأمن في الماضي "التعذيب توقف بعد تقارير قوية في وسائل الإعلام الأجنبية وتهديدات من قبل منظمات حقوق الإنسان برفع دعوى قضائية ضد مسؤولين في السلطة الفلسطينية".
 
بدورها أكدت مؤسسة الحق والهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان، وهما من أبرز مؤسستين لحقوق الإنسان في فلسطين، توقف التعذيب.
 
وقال شعوان جبارين من مؤسسة الحق "بعض الانتهاكات الثانوية ما زالت تمارس مثل حرمان السجناء من البطانيات عدة أيام، لكن هذه الظاهرة ليست واسعة الانتشار".