رمز الخبر: ۱۹۶۲۴
تأريخ النشر: 09:49 - 12 January 2010
عصرایران - الجزیره _ فتحت عائلة شاب أردني قتل في باكستان السبت في قصف يعتقد أنه أميركي "عرس شهيد" لتقبل "التهاني" بابنهم في مدينة إربد (80 كلم شمالي عمان).

وقالت عائلة محمود مهدي زيدان (35 عاما) الملقب "منصور الشامي" في تنظيم القاعدة وحركة طالبان، أنها تلقت اتصالا من شاب عربي نجى من قصف طائرة يعتقد بأنها أميركية في وزيرستان بباكستان وأبلغهم بأن ابنهم استشهد في الحادث إلى جانب باكستانيين اثنين.

وبحسب العائلة فإن ابنها المكنى أبا عبد الله غادر الأردن عام 1999 قاصدا باكستان لإكمال دراسته، لكنه ما لبث أن التحق بمعسكرات القاعدة وانتقل هناك للعمل ضمن الهيئة الشرعية لحركة طالبان التي كانت تسيطر على أفغانستان وقتذاك.

ومحمود من مواليد عام 1974 وهو الرابع بين إخوته الذكور الذين يبلغ عددهم سبعة، وتعود جذور والده إلى قرية جسير إحدى القرى القريبة من قطاع غزة والتي احتلتها إسرائيل عام 1948، حيث هاجر والده إلى الضفة الغربية قبل أن يتنقل بين السعودية وليبيا والإمارات لنحو ثلاثين عاما حتى استقر في مخيم للاجئين بمحافظة إربد شمالي الأردن.

شقيق بغوانتانامو

ولزيدان شقيق خرج العام الماضي من معتقل غوانتانامو، وهو إبراهيم زيدان الذي مكث في السجون الأميركية بأفغانستان وغوانتانامو أكثر من ستة أعوام.

وقال والد محمود زيدان إن ابنه درس أصول الدين في جامعة اليرموك شمالي الأردن، وحفظ القرآن الكريم وحصل على إجازة في القراءات العشر قبل أن يقرر الانتقال إلى باكستان عام 1999، حيث تبعه شقيقه إبراهيم بعد ذلك بأشهر.

وزيدان متزوج وله ثلاث بنات وابن يبلغ من العمر خمسة أعوام، لم يتمكن والده من مشاهدته حيث عادت والدته إلى الأردن عام 2004 عندما كانت حاملا به.

وقال أحد أشقاء محمود زيدان للجزيرة نت إن "الشهيد كان أحد أركان الهيئة الشرعية لحركة طالبان، وتتلمذ على يديه عدد من المسؤولين في حركة طالبان"، وإنه أكمل تعليمه الشرعي على يد "أبو الوليد الأنصاري".

ولزيدان خطب مرئية من إنتاج مؤسسة السحاب المتخصصة في إنتاجات تنظيم القاعدة، أشهرها رسالة بعنوان "نصائح لأهل الجهاد"، وخطبة عيد الأضحى لعام 1430هـ، إضافة إلى مساهمات أدبية نشرتها مجلة "طلائع خراسان".

من جهته قال أنور أبو فارس -وهو صهر زيدان- إنه كان في أفغانستان عندما حضر محمود زيدان إلى هناك، وإنه خضع لتدريب عسكري لمدة سنة تقريبا في معسكرات تابعة لتنظيم القاعدة.

وأضاف أبو فارس أنه تلقى اتصالا من زيدان قبل نحو عشرة أيام اطمأن خلالها على أحوال عائلته وأهله.

وأضاف للجزيرة نت أن زيدان تنقل بين أكثر من مدينة أفغانية، وأنه مكث في مدينة خوست حتى احتلالها من قبل القوات الأميركية عام 2001.

كبقية العرب

وأوضح أبو فارس أن زيدان انتقل كبقية العرب الموجودين في أفغانستان إلى مناطق القبائل الأفغانية، ومنها إلى وزيرستان الباكستانية حيث بقي هناك حتى قضى نحبه في قصف أميركي قبل يومين.

ويأتي الإعلان عن مقتل زيدان بعد أيام فقط على تنفيذ الطبيب الأردني هُمام خليل أبو ملال البلوي عملية فجر خلالها نفسه في قاعدة أميركية بخوست قتل فيها سبعة من ضباط المخابرات الأميركية وضابط أردني.

ويلفت الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور محمد أبو رمان إلى أن مشاركة الأردنيين ليست كبيرة من حيث العدد في تنظيم القاعدة وحروبه في العراق وأفغانستان.

وقال للجزيرة نت إن "مشاركة اليمنيين والمصريين والجزائريين والسعوديين تفوق الأردنيين من حيث العدد".

مشاركة نوعية

وأضاف أبو رمان "لكن مشاركة الأردنيين تبدو نوعية وهذه ظاهرة تحتاج لدراسة ووقفة"، لافتا إلى أن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي قتلته القوات الأميركية عام 2006 كان أبرز الأردنيين في التنظيم.

وتابع "هناك أبو أنس الشامي المستشار الشرعي السابق للقاعدة في العراق، وهُمام البلوي الذي نفذ عملية خوست التي اعتبرت الأكبر ضد المخابرات الأميركية منذ عام 1983".