رمز الخبر: ۱۹۶۶۰
تأريخ النشر: 09:02 - 13 January 2010
عصرایران - الجزیره - أقدمت وزارة الخارجية الإسرائيلية على توبيخ وإهانة السفير التركي في تل أبيب بشكل غير مسبوق ردا على انتقادات رئيس الحكومة التركية لإسرائيل وعلى مسلسل يبثه التلفاز التركي وصفته بـ"اللاسامي" وسط تحفظات إسرائيلية غير رسمية على الطريقة "الدبلوماسية".

واستدعى نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون السفير التركي أحمد جليلقل لمقره في الكنيست واضطره للانتظار مدة طويلة قبالة باب موصد وأجلسه على مقعد منخفض مقابل مقاعد مرتفعة للموظفين الإسرائيليين.

ليس هذا فحسب بل بادر أيالون للقول أمام كاميرات التلفاز إنه يرفض مصافحة السفير وإن الأمر الجوهري أن يرى العالم أنه يبدو "منخفضا" بينما نحن "مرتفعون"، وإن "هناك علما إسرائيليا فقط على المائدة بيننا".

كما سبق أن أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا حملت فيه بشدة على انتقادات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان جاء فيه أن تركيا هي آخر من يوجه عظات لإسرائيل وجيشها، في إشارة لاتهامات تاريخية للأتراك بارتكاب مذبحة ضد الأرمن عام 1915.

حسابات داخلية

في المقابل، نقلت هآرتس اليوم عن موظفين كبار في الخارجية الإسرائيلية قولهم إن الوزير أفيغدور ليبرمان أوعز لنائبه داني أيالون بإهانة السفير التركي عمدا لإفساد زيارة وزير الدفاع إيهود باراك لأنقرة الأحد المقبل.

وأوضحت هذه المصادر أن ليبرمان أراد الرد بعنف على الانتقادات اللاذعة الصادرة عن رئيس الحكومة التركية ضد إسرائيل وانتهاكاتها وعلى مسلسل "وادي الذئاب" الذي يبثه التلفاز التركي علاوة على رغبته في إحباط زيارة خصمه السياسي باراك.

كما أعربت أوساط إسرائيلية غير رسمية عن تحفظها على تصرف الخارجية واعتبرته مسا بالعلاقات الإستراتيجية مع تركيا.

ومنذ دخوله وزارة الخارجية، ما فتئ ليبرمان يكرر دعوته لضرورة وقف ما يسميه "تذلل" إسرائيل لدول مختلفة ولاستعادة كبريائها القومي من خلال تصريحات وخطوات تتسم بالفظاظة مما ساهم في تفاقم أزمات دبلوماسية مع السويد والنرويج وتركيا وغيرها.

صمت نتنياهو

ومن المقرر أن يقوم باراك ووزير الصناعة والتجارة بنيامين بن إليعازر بزيارة مشتركة لتركيا في محاولة لترميم العلاقات بين البلدين، في ظل تعمق التوتر بينهما لا سيما بعدما كان الوزير ليبرمان قد أكد في تصريحات إعلامية رفض إسرائيل لوساطة تركيا بين تل أبيب ودمشق.

وبينما يلتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي وديوانه الصمت حيال ما جرى، برر وزير المالية يوفال شطاينتس في تصريح إذاعي اليوم الرد الإسرائيلي على ما وصفه بالاستفزاز والتحريض "الدموي" التركي على إسرائيل.

لكن أيالون من جهته رفض في تصريح للقناة الثانية الاعتذار عن إهانة السفير، وتابع "هذا الحد الأدنى من الردود المتوفرة بحوزتي بعد التحرشات التركية المتكررة بنا".

وفي تعليقه على هذه التطورات، رأى المدير العام السابق للخارجية ألون ليئيل أن الحادثة تدلل على وجود دبلوماسية إسرائيلية جديدة يبتكرها ليبرمان، موضحا أنها ستترك أثرا غير جوهري على العلاقات الثنائية لكنها تجعل الخارجية الإسرائيلية مثيرة للسخرية في العالم كله لا على مستوى العلاقات الثنائية مع تركيا فقط.

هدف ذاتي

وتساءل ليئيل في تصريح للجزيرة نت عن جدوى التوبيخ الإسرائيلي "الفظ وغير الدبلوماسي"، واعتبره "هدفا ذاتيا" سددته إسرائيل بشباكها، مشيرا إلى أن "إسرائيل، منذ الحرب على غزة ووقف محادثات السلام مع العرب، تشهد علاقات جديدة ومختلفة مع تركيا".

وقلل من أهمية زيارة باراك وبن إليعازر الوشيكة لتركيا وقال إنها لن تحسن العلاقات بين البلدين طالما ظلت المسيرة السياسية مع الفلسطينيين والسوريين عالقة.

وفي إشارة للانتقادات الرسمية والبرامج التلفزيونية التركية اللاذعة، اعتبر أنه لا حاجة لانتظار الرد التركي على إهانة سفيرها "فما تفعله تركيا شهريا أسوأ وأخطر من كل رد من طرفها على الحادثة".

عمل أخرق

أما السفير الإسرائيلي في أنقرة تسفي ألبيلغ فوصف إهانة السفير التركي أمس بأنها "عمل أخرق"، وقال للجزيرة نت إن "أسلوب الإهانة غير مجد ومضر".

وأوضح أن أسباب التوتر الحاصل بين تركيا وإسرائيل لا تقتصر على انتقادات الأولى لحرب الثانية على غزة فقط، منوها إلى أن أنقرة تمارس ضغوطا مختلفة على تل أبيب لتساعدها في إقناع الاتحاد الأوروبي بقبولها عضوا فيه.

ويستبعد ألبيلغ قطيعة دبلوماسية نظرا للعلاقات الإستراتيجية والمصالح المشتركة، ورأى أن تركيا تبحث عن تثبيت قدم واحدة في أوروبا وقدم أخرى في آسيا لاستعادة دورها كدولة عظمى إقليمية كما كانت حتى الحرب العالمية الأولى.

وأضاف "تركيا وإسرائيل مرتبطتان بعلاقات اقتصادية قوية وتريان أنهما الدولتين الديمقراطيتين الوحيدتين في الشرق الأوسط".

وكانت تركيا تعتبر حليفا لإسرائيل في المنطقة منذ العام 1998 عندما وقعتا على اتفاقية تعاون عسكري، لكن منذ يناير/كانون الثاني الماضي شهدت العلاقات توترا كبيرا عندما وجهت تركيا انتقادات حادة لإسرائيل جراء حربها على غزة.