رمز الخبر: ۱۹۶۶۹
تأريخ النشر: 10:45 - 13 January 2010
ماجد حاتمي
عصرایران - المتتبع لموشر مستوى الخطاب الامريكي تجاه ايران في الايام القليلة الماضية يرى وبشكل ملحوظ حدة ملفتة في نبرة هذا الخطاب تعيد للاذهان ما اعتدنا على سماعه ابان ادارة بوش المتطرفة للبيت الابيض.

التصريحات او بالاحرى التهديدات التى اطلقها قائد قوات القيادة الامريكية الوسطى ديفيد بترايوس ضد ايران ودعوته الى وضع سيناريوهات وخطط لقصف المنشآت النووية الايرانية، لم تكن آخر النبرات العالية في الخطاب الامريكي تجاه ايران، فبعد يوم واحد من هذه التصريحات دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الدول الخمس زائد واحد للاجتماع في نيويورك من اجل فرض العقوبات على طهران على خلفية برنامجها النووي السلمي .

رغم ان المراقبين للموقف الامريكي تجاه ايران اعتادوا على مثل هذه التصريحات الا ان الملفت فيها انها تأتي في ظل ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي فاز باصوات الناخبين الامريكيين على اساس شعار التغيير الذي رفعه والذي ناقض فيه سياسات بوش في داخل وخارج الولايات المتحدة .

المراقبون لمشهد العلاقة بين واشنطن وطهران يرون في حدة الخطاب الامريكي الحالي بأنه جاء انطلاقا من رؤية غير صحيحة للاحداث التي تشهدها ايران عقب الانتخابات الرئاسية والتي رأت فيها الادارة الامريكية، كما تعتقد هي، فرصة يمكن استغلالها لفرض شروط ظالمة على ايران في اطار برنامجها النووي السلمي.

ويمكن تلمس هذه القراءة الخاطئة للاحداث الداخلية لايران، من تصريحات كلينتون ذاتها عندما دعت الى فرض عقوبات على اصحاب القرار في ايران وليس الشعب الايراني . الارضية التي انطلقت منها كلينتون وقبلها بترايوس في اطلاق التهديدات لم تكن سوى القراءة الخاطئة للاحداث التي تشهدها ايران، والتي ليست الا تداعيات العملية الديمقراطية التي تمارس في ايران والتي يرى فيها الكثير من المراقبين عنصر قوة لايران وليس ضعفا، كما تتمنى الادارة الامريكية .

الرؤية الامريكية لمجمل القضايا الخاصة بايران هي رؤية تنفرد بها واشنطن عن الكثير من حلفائها، الامر الذي دفع كلينتون الى ايفاد المدير السياسي لوزارة الخارجية الامريكية بيل بيرنز الى موسكو وبقية العواصم الاوروبية من اجل اقناعها بوجهة نظر واشنطن من البرنامج النووي الايراني، وهي مهمة لن تكون سهلة بأي شكل من الاشكال.