رمز الخبر: ۱۹۷۴۱
تأريخ النشر: 08:20 - 16 January 2010
وعلى اي حال فان المسلمين الشيعة والسنة الذين يسيرون على نهج رسول الله (ص) يعرفون جيدا بان حكام السعودية قالوا بصراحة بان السعودية رصدت 50 مليار دولار لاسقاط صدام وان لم تكن الظروف ملائمة فانها سترصد ضعف هذا المبلغ من اجل اسقاط الحكومة الشيعية في العراق .
عصر ايران – في حين تمضي ايام على الاهانة التي وجهها رجل الدين الوهابي السعودي الى المرجع الديني الكبير اية الله السيستاني ، فان عزلة الوهابيين في المنطقة تتضح اليوم اكثر فاكثر.

فبعد سقوط صدام حسين الملعون في العراق وتسلم الشيعة السلطة في هذا البلد اتبعت السعودية سياستين توأمتين في المنطقة.

الاولى جعل القضية الفلسطينة عديمة الاهمية وتسويتها باي شكل كان بحيث ان احد الكتاب العرب قال في هذا الخصوص : المهم ان السعودية تريد التخلص من الملف الفلسطيني باي شكل كان ، لان هذا الملف اصبح يشكل عبئا ثقيلا عليها وتريد بيعه باي ثمن بخس.

والثاني التركيز على موضوع ايران ومواجهته بواسطة الماكنة الحربية الاسرائيلية او الامريكية او كلتاهما وكذلك محاربة الحكومة ومراجع الدين الشيعة في العراق وتحييد سوريا في التطورات الاقليمية التي تضطلع ايران بدور فيها.

وفي هذا الاطار تندرج الاساءة التي يوجهها الوهابيون ضد الشخصيات البارزة مثل اية الله السيستاني. لكن الطريف هو ان نعلم بان السعودية لم تدخل الحرب مع اي من جيرانها بشكل مباشر لحد الان ، لكنها نفخت في نيران حرب الاخرين بصورة غير مباشرة، وان القوة الرئيسية لهذا البلد في الحقيقة لا تكمن في قدرتهاالحقيقية بل في اشعال نار الحرب والاشتباكات في المنطقة ودعم الانظمة التي تريدها.

وبناء على ذلك ، فان النظام السعودي اثار على صعيدي الوهابية الدينية والوهابية السياسية ، التوترات في المنطقة لاستثمارها. فالوهابية الدينية تصدر احكام التكفير والاهانة ضد شخصيات مثل اية الله السيستاني في العراق فيما تقوم الوهابية السياسية باثارة الغوغائية واستخدام الارهاب والاغتيال وفتاوى الوهابية لاثارة صراعات في المنطقة لكي تستثمرها العائلة السعودية.

لكن يبدو بان حكمة وحصافة اية الله السيستاني في التعامل مع اهل السنة في العراق ، احبطت النتيجة التي كان يصبو اليها السعوديون بحيث ان بعض علماء السنة نددوا بشدة بالاهانة الاخيرة التي وجهت الى اية الله السيستاني.

وعلى اي حال فان المسلمين الشيعة والسنة الذين يسيرون على نهج رسول الله (ص) يعرفون جيدا بان حكام السعودية قالوا بصراحة بان السعودية رصدت 50 مليار دولار لاسقاط صدام وان لم تكن الظروف ملائمة فانها سترصد ضعف هذا المبلغ من اجل اسقاط الحكومة الشيعية في العراق لذلك فان سياسة الوهابية في المنطقة واضحة وان اهل السنة والشيعة وفي ضوء التحلي بالحكمة بامكانهم افشال مخططات السعوديين.

ان وزارة الخارجية الايرانية تؤدي واجبها في هذا الخصوص حسب العلاقات المعمول بها بالتنسيق مع مراجع الدين داخل ايران والحكومة العراقية لكن المهم هو احتجاج الشيعة العفوي والمدني في ارجاء العالم على انتهاك الحرمات هذه الامر الذي بامكانه تضييق الخناق على الوهابيين ضيقي النظر.