رمز الخبر: ۱۹۷۴۸
تأريخ النشر: 09:21 - 16 January 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - مع نشر اولى الصور عن معاناة الشعب الهاييتي اثر الزلزال المدمر، تابع الناس في انحاء العالم هذا الحدث الاليم وابدوا تعاطفهم مع هذا الشعب المنكوب واقدموا على جمع المساعدات لتخفيف المعاناة عن المنكوبين رغم اختلافهم في اللغة والقومية والتاريخ والجغرافيا، مما يعني ان البشرية اهم عنوان لتعايش الانسان معاً في السراء والضراء.

ولاشك بأن الكارثة الانسانية في هاييتي مؤلمة ومؤسفة لكن هذا لا يقلل من أهمية الكوارث التي يصنعها البشر وتتسبب في الضحايا والدمار وايضاً الاحساس بالرعب والخوف من المستقبل.
ان العالم الذي يقف اليوم صفاً واحداً لدعم الشعب الهاييتي يؤكد على ان الانسانية لازالت بخير وان الذين يمارسون العنف والارهاب ويستهدفون المدنيين من النساء والاطفال في بيوتهم ليسوا إلا حفنة من المجرمين لا يملكون من الضمير الانساني شيئاً.

ان زلزال هاييتي ورغم فجاعته يعتبر محكا للبشرية وتحذيرا لأسياد الحروب بأن الانسان ينتمي الى بني جلدته فهو، كما تعاطف مع الضحايا والمشردين في هاييتي، تعاطف قبل ذلك مع الضحايا والمشردين في غزة ويتعاطف مع المضطهدين في افغانستان وباكستان كما انه يكره أمراء الحروب وقاذفي الصواريخ الفسفورية والذين يضعون طائرات من دون طيار لضرب الآمنين تحت غطاء محاربة الارهاب.

ان الصوت الذي دعا الى مساعدة المنكوبين في الكارثة الطبيعية ينادي ايضا الى وقف الكوارث العسكرية والممنهجة ويطالب باخلاء العالم من القتلة والحاقدين. ونعرف جميعاً بان هاييتي تقع بجوار امريكا واكثرية شعبها البالغ تعداده تسعة ملايين نسمه يعيشون تحت خط الفقر فيما الولايات المتحدة تخصص مليارات الدولارات لغزو البلدان وتدمير المدن وقتل وتشريد سكانها، كما يفعل الكيان الصهيوني الاسرائيلي لتدمير فلسطين وابادة شعبها بأموال امريكية تفوق اضعاف ميزانية هاييتي المنكوبة.

هذه المفارقة بين الاقوال والافعال تجعل العالم على حافة الهاوية لنشاهد مدناً تدمر في الكارثة زلزالية ومدناً اخرى تدمر في كارثة حربية ولكن هناك فارق بين كارثة وكارثة.