رمز الخبر: ۱۹۸۴۳
تأريخ النشر: 13:11 - 18 January 2010
عصر ایران - وکالات - شهدت الساحة البرلمانية الكويتية خلال الساعات القليلة الماضية سجالا حادا على خلفية منع الداعية السعودي محمد العريفي من دخول البلاد، فيما خلت قوائم وزارة الداخلية من اسم العريفي الأمر الذي يبدو على انه تراجع من الوزارة عن قرار منعه من دخول الكويت بعد أن تسبب قرارها السابق بمنعه بردود أفعال مختلفة من معارضين ومؤيدين للقرار، وصلت الى حالة من الانشقاق بين أعضاء مجلس الأمة.

فقال النائب د.وليد الطبطبائي فقد قال بلغنا أن الحكومة تراجعت عن قرار منع الشيخ محمد العريفي ونشكرها على ذلك، فالرجوع الى الحق فضيلة، والخطأ لا يعالج بخطيئة، والجميع مدعوون لما يحفظ ثوابت الاسلام ويدعم استقرار الكويت.

كما وصف النائب ضيف الله بورمية قرار المنع بانه مثير للفتنة وانه غير مدروس داعيا الحكومة الى التراجع عنه متهما الحكومة بنبش الفتنة بشكل او بآخر كلما هدأت في الوقت الذي انتقد قرار المنع النائب د.محمد هادي الحويلة داعيا "الداخلية الى تصحيح خطئها ورفع اسم العريفي من قائمة الممنوعين مؤكدا ان العريفي كان يدافع عن بلاده ضد فئة الحوثيين الذين تعدوا على سيادة المملكة مذكرا بان الكويت ادانت حكومة وشعبا تلك الاعتداءات واكدت اكثر من مرة استعدادها للمشاركة في الدفاع عن اراضي المملكة.

أما النائبة د. أسيل العوضي، فأعلنت رفضها منع دخول الأشخاص إلى الكويت بسبب الاختلافات الفكرية، مشيرة إلى أنها لا تدافع عن شخصيات وأفكار بعينها، منتقدة تعامل بعض النواب مع القضية ودفاعهم عن الأشخاص والأفكار والأحزاب التي يمثلونها، مذكرة بما جرى في موضوع محاولة بعض النواب التدخل لمنع شخصيات من دخول البلاد كالفالي وأبوزيد.

في المقابل، حذر النائب حسين القلاف الحكومة من السماح لـ "العريفي" بدخول البلاد، قائلاً: "إن البعض من التكفيريين يصرون على الفتنة، ومادام وصف أحد مراجع المسلمين بالزنديق من قبل العريفي أمراً مقبولاً لديهم، فسيكون لنا موقف متشدد لو دخل البلاد، وليتحمل دعاة الفتنة النتائج".

من جانبه، قال النائب صالح عاشور: يا وزير الداخلية.. أخطأت بتراجعك عن منع محمد العريفي من دخول الكويت حيث انه أساء لفئة كبيرة من المواطنين وهاجمهم في معتقدهم، وأضاف يا وزير الداخلية ما هكذا تورد الابل وأعتقد أنك بهذا القرار خسرت من وقف معك".

على الصعيد نفسه، ذكر مصدر أمني مطلع لصحيفة "الجريدة" أن وزارة الداخلية لم تمنع أساساً الداعية الإسلامي د. محمد العريفي من دخول الكويت، حتى تقوم بإلغاء المنع وفتح الباب أمامه للدخول.

وأضاف المصدر إن "المنع جاء عن طريق إحدى الصحف المحلية، ولم تتطرق له أي من الجهات الرسمية، وأن العريفي لم يمس أي رمز من رموز البلاد". وتابع إن المنع لا يحدث إلا للأشخاص الذين تتوقع الجهات الأمنية أن يشكلوا خطراً.

بداية الأزمة

كانت صحيفة "الوطن" الكويتية ذكرت في عددها الصادر السبت، أن الكويت ادرجت اسم العريفي على قائمة الممنوعين من دخول البلاد ، وذلك في أعقاب الهجوم الذي شنه في خطبة له تناول فيها الشيعة ، بالاضافة إلى وصفه للمرجع الشيعي العراقي علي السيستاني بـ"الزنديق الفاجر"، الأمر الذي اعتبره الكثيرون "هجوماً على الشيعة وإثارة للخلافات المذهبية".

ويعتاد العريفي المرور بالكويت كل يوم سبت في طريقه إلى العاصمة القطرية الدوحة حيث يقدم على التلفزيون القطري برنامجاً بعنوان "مع الناس".

وقالت الصحيفة ان العريفي تلقى اتصالا من أحد المسؤولين الأمنيين في السعودية أبلغه فيه بمنعه من دخول الكويت.

وأوضحت أن العريفي تأكد من قرار المنع عبر أحد معارفه في الكويت، مؤكدة أن "اسم العريفي على قائمة الممنوعين من دخول البلاد"، مشيرة إلى أن قرار المنع جاء بتوجيه "لا علاقة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية به".

وكان العريفي، إمام وخطيب جامع البواردي في الرياض، قال في خطبة الجمعة والتي كانت بعنوان "قصة الحوثيين"، إنهم خلال معاركهم مع الحكومة اليمنية "أصروا على أن يكون السيستاني هو الوسيط لحل النزاع، لم يطلبوا أن يكون علماء كبار الوسطاء، بل شيخ كبير زنديق فاجر، في طرف من أطراف العراق".

ورأى العريفي أن الشيعة عاونوا المغول خلال هجمات هولاكو في القرون الوسطى على الخلافة العباسية، كما هاجموا الحجاج في السعودية في الماضي والحاضر، كما لم يوفر شيعة السعودية من هجومه، قائلاً إنه لولا يقظة الأجهزة الأمنية لرأى الناس "من أفعالهم عجباً".

واتهم العريفي الشيعة باضطهاد السنة في إيران، ومنعهم من بناء مساجد في طهران، كما اتهمهم بقتل أكثر من مائة ألف سني في العراق.