رمز الخبر: ۱۹۹۸۱
تأريخ النشر: 10:03 - 21 January 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - تعيش بيروت هذه الايام مهرجانات وندوات على وحي المقاومة حيث الوجوه الفكرية والعلمية المشاركة تتحدث عن تجربة ناجحة ادت الى تغيير المفاهيم والمعادلات على مستوى الصراع مع الغدة الصهيونية القابعة في قلب العالم الاسلامي والتي حاولت ان تحقق المشروع الغربي للهيمنة على العالم الاسلامي عبر بوابة فلسطين وكسر جدار الممانعة في لبنان .

وعلى وحي المناسبة فقد كشفت بعض المصادر الاعلامية عن تحركات صهيونية داخل المنظومة الاسلامية والعربية حيث ربطت هذه التدخلات باغتيال عالم الفيزياء الايراني واعمال التجسس على المؤسسات الدينية في العراق والتحريض على الفتنة الطائفية بين المسلمين .

وحسب المصدرفان الحديث عن وجود إسرائيلي في العراق صار من المسلّمات، نتيجة تواتر أخبار مصدرها في كثير من الأحيان جنود أميركيون.

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في تموز من عام 2004، ذكرت المسؤولة الأميركية السابقة عن سجن «أبو غريب»، جانيت كاربنسكي، أنها التقت في السجن محقّقاً إسرائيليّاً يُجري عمليات استجواب السجناء.

في السياق نفسه، تردّدت أنباء، تؤكّدها الحوزة العلمية في النجف، عن نشاط استخباري إسرائيلي ينشط في غالبية المحافظات. وذكر العديد من العراقيين، الذين اعتقلوا لفترات قصيرة، أنه بعد إجراء الجنود الأميركيين التحقيق معهم، أُحيلوا على محقّقين «من نوع مختلف» تركّزت أسئلتهم على «مدى شعبية حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية في صفوف العراقيين»، فضلاً عن دور الحرس الثوري الإيراني، إضافةً إلى استفسارات عن مقامات لأنبياء بني إسرائيل وآثار يهودية قديمة في العراق. ويشير هؤلاء إلى أن لهجة المحقّقين الملثّمين كانت أقرب إلى اللبنانية، وتدلّ على أنهم تعلّموا العربية وليسوا عرباً.

إضافةً إلى ذلك، بثت قناة الـ «بي بي سي» الثانية شريطاً لضباط إسرائيليّين يدرّبون جنوداً أكراداً شمال العراق.

هذه التقارير والأنباء تقود إلى التساؤل عن أهداف وأدوار الوجود الإسرائيلي في العراق. وهنا يمكن تحديد إطار هذا الوجود.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أول صحيفة إسرائيلية تؤكّد خبر وجود شركات إسرائيلية في العراق في شهر كانون الثاني من عام 2005، حين تحدثت عن عشرات الشركات التي تعمل في مجالات الاتصالات والمعلوماتية والمقاولات والاستشارات في مختلف المجالات؛ الأمر الذي أكّدته أيضاً صحيفة «معاريف» عام 2007 حين تحدثت عن «اختراق إسرائيلي كبير» في العراق. ونشرت موضوعاً على صدر صفحتها الأولى تحت عنوان «هكذا يتحول الإسرائيليون إلى أغنياء على حساب العراق».

وأوضحت «معاريف» أن أكثر من سبعين شركة تجارية إسرائيلية من جميع فروع التجارة والصناعة تعمل في العراق تحت غطاء شركات غربية، ومن بين الشركات الإسرائيلية التي اخترقت العراق، وذكرتها «معاريف» في تحقيقها: شركة الحافلات «دان» التي تبيع العراقيين الحافلات المستعملة، وشركة «ربينتكس» لبيع الأقنعة الواقية، وشركة «سونول» وهي أكبر الشركات الإسرائيلية لبيع الوقود، إذ تزوّد يومياً جيش الاحتلال الأميركي بملايين اللترات من الوقود، وشركة «دلتا» التي تصنع ملابس النسيج، وغيرها من الشركات.

وتطول لائحة المجالات والشركات الإسرائيلية العاملة في العراق بدءاً بالاتصالات (عبر القمر الاصطناعي الإسرائيلي «ايريديوم»)، إلى النقل والشحن (شركتا «ترانس كلال ساخار» و«فيديرال اكسبرس إسرائيل»)، إلى القطاع الصحي (شركتا «امنت» و«اتيربول» للأدوية والأدوات الطبية)، وغيرها من القطاعات.

فقد نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، في 12 حزيران 2004، مقالة لسايمور هيرش يوضح فيها أن الأهداف الإسرائيلية من وجودها في المنطقة المحاذية لايران هو «بناء قاعدة للتجسس على المنشآت النووية الإيرانية».

وفي نفس السياق فان العمل الاستخباري الصهيوني لن ينحصر على العراق بل هناك تدخل في بقية الدول العربية تحت غطاء الاستثمار اوالتجارة .

ويقول المسؤول الإعلامي في شركة باراك للمشورة الاقتصادية الاستراتيجية «بيني ميدان» للصحيفة الإسرائيلية إن الشركة التي يديرها شاحاك فازت بمناقصتين جديدتين بالمشاركة مع شركات أجنبية. وأضاف المسؤول الإعلامي إن الشركات الإسرائيلية تعمل بغالبيتها العظمى تحت غطاء أردني، وتدفع العمولات للأردنيين في مقابل ذلك.

هذا غيض من فيض عن المحاولات الاسرائيلية لخرق المجتمعات الاسلامية ويجب الحذر من كيد الصهاينة بحيث عندما سقطوا في ميدان المواجهة وهزموا في لبنان وفلسطين سوف يحاولون العودة بأساليب مخادعة فاحذروا من كيد العدو . ....