رمز الخبر: ۲۰۲۸۹
تأريخ النشر: 08:46 - 01 February 2010
عصرایران - ارنا- صرح رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني بانه على اتحاد برلمانات الدول الاسلامية، من خلال النظرة البعيدة المدى، العمل على توفير الارضية لبلورة البرلمان الاسلامي.
   
وقال لاريجاني في المراسم الافتتاحية للجمعية السادسة لاتحاد برلمانات الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي، قبل اکثر من 50 عاما قامت الدول الاوروبية بعد حروب طويلة فيما بينها عبر تاسيس اتحاد وبرلمان اوروبا بتوفير الارضية للتعايش السلمي وتمکنت في ضوء ذلک من اتخاذ خطوات مهمة لتطور اوروبا.

واوضح لاريجاني بان الدول الاسلامية اليوم وبالمقارنة مع زمن تاسيس الاتحاد الاوروبي تتمتع بامکانيات افضل واضاف: ان مصادر الطاقة الغنية والثقافة الاسلامية التقدمية التي بامکانها ان تکون حجر الاساس للحضارة الاسلامية الحديثة وکذلک الکوادر المتخصصة الواسعة والموقع الجيوسياسي البارز لبعض الدول الاسلامية، توفر جميعها فرصة ذهبية لتعزيز اتحاد البرلمانات الاسلامية.

واضاف: ان افريقيا نفسها التي يعقد فيها الان مؤتمر اتحاد البرلمانات الاسلامية هي ارض ذات شعوب واعية وامکانيات واسعة ولکن للاسف لم تستطع تحقيق التقدم والنمو بسبب الاستعمار القديم والجديد، لذا فان فرصا کبرى متوفرة الان للدول الاسلامية في هذه القارة.

وتابع رئيس مجلس الشورى الاسلامي: من جانب اخر فان ظروف الازمة المالية في الغرب ونظرية اميرکا احادية الجانب قد ترکت اثارا مدمرة على مجال الاقتصاد والاجتماع والسياسة في الغرب، وان الازمة المعنوية في الغرب وفرت مکانة ممتازة للحضور الاکثر قوة للدول الاسلامية على الساحة الدولية.

وتابع لاريجاني: رغم ان اميرکا والکيان الصهيوني ومن خلال خلق العديد من الازمات والايحاء بهواجس کاذبة يسعيان لاثارة التفرقة بين الدول الاسلامية والعمل من خلال ذلک على ثبيت حضورهما في هذه الدول والهيمنة على مصادر الطاقة لديها، وان يقوما عبر اثارة الخلافات تبديل عائدات الطاقة فيها الى اسلحة عديمة الفائدة.

وقال: الا ان هذه الظروف تجعل مسؤولية النخب والمفکرين السياسيين وممثلي البرلمانات جسيمة اکثر ليعملوا بدلا عن الانفعال امام تحرکات اولئک، ومن خلال مبادرات خلاقة لاعادة تعريف مکانة الدول الاسلامية على الساحة الدولية.

واکد لاريجاني بانه لا ينبغي اعتبار اتحاد برلمانات الدول الاسلامية غاية التضامن بين الدول الاسلامية وقال: بل ان هذه هي الخطوة الاولى في حرکة رقيهم کي يتمکنوا من توفير الارضية للبرلمان الاسلامي وان توجه عبر هذا الطريق قدرات الدول الاسلامية بدلا عن اطار المؤتمر الاسلامي الى اتحاد الدول الاسلامية.

واوضح رئيس مجلس الشورى الاسلامي، انني ادرک بان هذه النظرية لا تتطابق مع الظروف الراهنة بسبب بعض المشاکل الموجودة في بعض الدول الاسلامي وتدخلات الدول الغربية.
واضاف: لا بد ان يقوم اتحاد برلمانات الدول الاسلامية عبر نظرة بعيدة بتوفير الارضية لتحقيق البرلمان الاسلامي.

وتابع لاريجاني: مر اکثر من نصف قرن على الظلم الذي يمارسه الکيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وان مشاريع السلام الجارية من مختلف القنوات لم تحقق اي نتيجة بل جعلت الکيان الصهيوني ايضا اکثر غرورا، بحيث انه لجا من جديد اخيرا الى ارهاب الدولة اذ ان اغتيال عالم الفيزياء الايراني علي محمدي واغتيال محمود المبحوح احد قادة کتاب الشهيد عزالدين القسام في دبي، انموذج لهذا الاسلوب الارهابي.

واشار الى انه في الاعوام الاخيرة کسرت المقاومة في لبنان وفلسطين هيمنة الکيان الصهيوني ودحضت مزاعم هيمنة هذا الکيان في المنطقة وقال: ينبغي معرفة قدر عنصر المقاومة القيم، حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي، وان يتم من خلال دعمها والشعب الفلسطيني تمهيد الارضية لتحرير القدس.

واشار رئيس السلطة التشريعية في الجمهورية الاسلامية الايرانية الى مضي عام على العدوان الصهيوني على غزة وقال: اننا نحيي شهداء فلسطين ومجاهديها، ولکن الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة يعاني الان من برد الشتاء القارس دون ماوى في ظل الحصار الظالم الذي يشتد يوما بعد يوما.

واضاف لاريجاني: الم يحن الوقت لان يتم في هذا المؤتمر اتخاذ قرار حاسم لمصلحة الشعب الفلسطيني؟ ان المؤتمرات المختلفة التي تعقد لدعم الشعب الفلسطيني ورغم انها قيمة من الناحية السياسية ولکن لا بد من توفير سبل مساعدة هذا الشعب بصورة اسرع.

وقال: ان هذا المؤتمر النابع من ارادة شعوب الدول الاسلامية يمکنه من خلال تخصيص الحد الادنى من الميزانية السنوية لکل بلد، اتخاذ خطوة عملية في مسار دعم الشعب الفلسطيني.

واشار لاريجاني الى ان المجلس التنفيذي لاتحاد البرلمانات الاسلامية استطاع في الوقت المناسب في العام الماضي من خلال مبادرة تشکيل مؤتمر غزة في ترکيا، ان يزيح الستار عن الخدع التي يمارسها الکيان الصهيوني وقال: لقد تبين تاليا في تقرير ممثل الامم المتحدة ماذا ارتکب الکيان الصهيوني من جرائم رهيبة في حرب غزة.

واوضح بان الشعوب الاسلامية تتوقع اليوم بان يتم اتخاذ الخطوة التالية وقال: ان مؤتمر اتحاد البرلمانات الاسلامية يمکنه تکليف لجنة تتمکن عبر استخدام محامين بارزين جر ملف جرائم الکيان الصهيوني الحربية الى المحاکم الدولية، کيلا تکون لهذا الکيان من الان فصاعدا الجراة على الغطرسة في المنطقة وممارسة الظلم بحق الشعب الفلسطيني.

وفي جانب اخر من کلمته اکد لاريجاني بان التفرقة المذهبية لا مکان لها في الثقافة الاسلامية وان الاصوات التي تسمع اليوم عن الخلافات المذهبية بين الشيعة والسنة وسائر الفرق الاسلامية، اعتبرها بانها من مخططات اجهزة استخبارات الکيان الصهيوني واميرکا والتي اتخذت السياسة البريطانية المعروفة "فرق تسد" منهجا لها.

واکد رئيس مجلس الشورى الاسلامي على ان الشيعة والسنة اخوة ومشترکون في الوحدانية ولهم کتاب سماوي ونبي واحد وقال: ان هذه الامور يمکن من خلال التمسک بها احياء مجد الحضارة الاسلامية.

واضاف: يبدو ان اتحاد البرلمانات الاسلامية يمکنه ان يطلب من جميع برلمانات الدول المصادقة على وثيقة التعايش السلمي بين المذاهب الاسلامية والتي تتضمن الاخوة والحقوق المتساوية واجهاض فتن الغرب والصهيونية.

واکد بانه لا شک ان الغرب يعتبر تقدم العالم الاسلامي عائقا امام نظريته الاستعمارية وقال: لهذا السبب فان الغرب يقوم بخلق العقبات بمختلف الطرق امام مسيرة التطور العلمي للدول الاسلامية لاسيما في التکنولوجيا المتطورة.

واشار لاريجاني الى القضية النووية الايرانية وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية التي قبلت معاهدة "ان بي تي" وتنظم اجراءاتها العلمية في اطار الوکالة الدولية للطاقة الذرية، تواجه على الدوام تحديات الغرب، الا ان الکيان الصهيوني الذي يرفض المعاهدة المذکورة ويعزز سرا اسلحته ورؤوسه النووية مستهزئا بالاخرين، يحظى بدعم الغرب.

واضاف: انني شخصيا وعلى مدى سنوات من قيادتي للموضوع النووي الايراني واجهت في المفاوضات النووية العبارة المؤسفة من الاطراف الاخرى المفاوضة وهي انه "لو جعلناکم تمتلکون التکنولوجيا النووية السلمية فعلينا ان نسمح بذلک لسائر الدول الاسلامية ايضا".

واکد لاريجاني: ان هذا الکلام ينبئ في الحقيقة عن نيتهم الاساسية من مغامراتهم النووية.
واکد بان الغرب لا يريد ان يتجاوز المستوى العلمي والتکنولوجي للدول الاسلامية حدا معينا وقال: انهم يريدون بان تکون الدول الاسلامية من شعوب الدرجتين الثانية والثالثة.

وقال: ان امکانيات الدول الاسلامية الاقتصادية واسعة الا انها لا تلتفت الى بعضها الاخرى.

واضاف رئيس مجلس الشورى الاسلامي: يبدو ان برلمانات الدول الاسلامية يمکنها ان تلزم حکوماتها بتنظيم ميزانياتها السنوية برعاية اولوية التعاون الاقتصادي والعلمي مع سائر الدول الاسلامية.

واعرب لاريجاني عن اسفه للظرف الراهنة في افغانستان وقال: ان اميرکا زادت من قواتها باکثر من 30 الفا في افغانستان.

واضاف: لا بد انکم تتذکرون بان الناتو جعل مکافحة المخدرات والارهاب ذريعة لاحتلال افغانستان، الا انه ووفقا لتقارير منظمة الامم المتحدة ازداد انتاج المخدرات في هذا البلد 40 ضعفا وان بريطانيا التي تولت مسؤولية السيطرة على انتشار المخدرات منهکمة في الاتجار بها، وبدلا من مکافحة الارهاب تقوم باللقاء معهم سرا واقدمت اخيرا على الاعتراف بهم تحت يافطة جديدة.

وقال: ولو ان هذا التغيير في دبلوماسية الناتو مؤشر لعجزهم في افغانستان الا انه عليهم الا يخفوا فشلهم في هذا البلد. مضيفا: انه عليهم الاعلان بشجاعة عن فشلهم ليوفروا الارضية لاصلاح الطريق ويهيئوا امکانية خروج جنودهم تعيسي الحظ.

واشار لاريجاني الى ان التصور العام على الساحة الدولية هو ان التغييرات في الادارة لاميرکية التي جاءت بشعار التغيير کان بامکانها ان تکون نافذة للتغيير الواقعي وقال: ولو ان ذوي الفطنة في الساحة الدولية کانوا يعرفون بان اللوبي الصهيوني والمصالح الاستکبارية الاميرکية تسعى من وراء مثل هذه الخطط لفرض المزيد من الهيمنة.

واضاف لاريجاني: مضى العام الاول على الادارة الاميرکية بالموعظة والخطابات وعمليا فشل السيد اوباما في اختبار ملف فلسطين وملف افغانستان وحصل بصعوبة بالغة على الدرجة الادنى للقبول في ملف العراق.

واشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي الى ان استمرار المسار في الايام التالية سيظهر اکثر فاکثر الفراغ السياسي للقوى الدولية واکد قائلا: انه على الدول الاسلامية ان تتابع نظرية معينة من اجل ايجاد الاستقرار والامن المستديم في مناطقها.

وقال: ان ظرية الحل والتسوية الاقليمية للقضايا السياسية والامنية في اطر معينة يمکنها ان تزيد من دور الدول الاسلامية.