رمز الخبر: ۲۰۳۲۱
تأريخ النشر: 12:09 - 01 February 2010
عصرایران - إختتمت يوم الأربعاء الماضي في طهران فعاليات المسابقة الأولى لترجمة القصة القصيرة (من العربية للفارسية ومن الفارسية للعربية) حيث أقيمت بهذه المناسبة مراسم تم خلالها الإعلان عن أسماء الفائزين الأوائل في المسابقة.

وجاء في تقرير عن الموضوع نشرته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) أن موسى بيدج أمين المسابقة ألقى كلمة في مراسم الإختتام أشار فيها إلى أن هذه المسابقة تأتي كمحاولة للجمع بين القابليات الكثيرة المتشتتة والمتفرقة وتوحيدها.

وقال بيدج: لقد أرسل 115 شخصاً أعمالهم الى مسابقة ترجمة القصة القصيرة، ما يعني أن هناك 115 قابلية وطاقة كامنة للترجمة بالعربية من الضروري تفعيلها ورفعها الى مستوى يمكن معه إطلاق إسم مترجم على كل واحد منها.

وأوضح قائلاً: إن هدفنا في الواقع كان التعرف على إمكانية تضييق الفجوة الموجودة بين الأدبين الإيراني والعربي.

وأضاف هذا الخبير في مجال الترجمة قائلاً: إن (مكتب الأدب الإيراني - العربي) يصبو إلى جمع شتات العاملين في هذا الحقل، فالشعراء الإيرانيون كما يعلم الجميع كان لهم دور كبير في مسيرة الأدب العربي، إلا أن زمننا الحالي شهد إنقطاعاً في هذا التواصل، فخلال الأعوام الـ 40 الماضية إقتصر ترجمة كتب الأدب العربي على 200 كتاب فقط وهو في الحقيقة أمر يدعو للأسف.

وأشار بيدج إلى أن الدعوة للمشاركة في هذه المسابقة إقتصرت على داخل ايران فقط وأوضح قائلاً: لو كنا أرسلنا دعوات للمشاركة من الخارج لكان لدينا الكثير من الترجمات من الفارسية للعربية.

وتابع حديثه قائلاً: من مجموع 115 عملا وضعنا 40 عملاً منها جانباً لأنها لم تكن حائزة على الشروط المطلوبة، فيما إخترنا 75 عملاً تمت دراستها وتقييمها وانتخاب الفائز منها.

من جهته ألقى أستاذ اللغة العربية الدكتور (آذرتاش آذرنوش)كلمة تساءل من خلالها التساؤل التالي: هل كان كبارنا يتخوفون من الترجمة عندما كانوا يمارسونها، وهل أنهم كانوا يهتمون بالترجمة بمختلف أشكالها؟

وتابع حديثه مجيباً على هذا التساؤل بنفسه قائلاً: إن 80% من الأدب الفارسي و50% من الأدب العربي وليد نتاجات الترجمة في الماضي، واللغة الفارسية تطورت من خلال نتاجات الترجمة من اللغة العربية إلى الفارسية خلال القرن الرابع الهجري. ومالم تكن هذه الترجمات الأولية لما كانت اللغة الفارسية بالإتساع الذي هي عليه الآن. ولكن هل كان أجدادنا الماضين يولون أهمية بالترجمة وأساليبها؟ نحن وللأسف لا نجد في تاريخ الأدب ولا حتى عالماً واحداً إهتم بالترجمة وأساليبها. إن آثار هؤلاء العلماء تتضمن الأساليب المتبعة في الترجمة، إلا أياً منهم لم يكن يعير إهتماماً بما كان يفعله. هناك واحد فقط يشير إلى أسلوب الترجمة هو (شهفور) أو (شاهبور بن إسفرايني) الذي يبدو من آثاره بأنه كان يحاول أن يترجم وفق أسلوب معين، لكنه لم يخط خطوة واحدة إلى الأمام.
وأضاف هذا الأستاذ الجامعي والمترجم للأدب العربي قائلاً: ولكن هل إهتم العرب بهذا الموضوع؟ نعم؛ إن العرب كان لديهم نوع من التقييم، لكني شخصياً لم أجد شيئاً منهم قالوه عن أساليب الترجمة. ثم جاء القرن الثالث حيث ظهر الجاحظ الذي يعد ظاهرة كبيرة ومتميزة في الأدب، لكني شخصياً لم أجد له هو الآخر شيئا بشأن أساليب الترجمة. يقول الجاحظ في كتابه أنه من غير المقدور ترجمة الشعر إلى لغة أجنبية، ولا يتطرق إلى شيء من شروط الترجمة. إن الوحيد في عالم الأدب العربي الذي أشار إلى أساليب الترجمة هو الصفدي.

وتابع حديثه قائلاً: أول خطوة يفترض بالمترجم القيام بها عند ترجمته لنص ما هي الحصول على معنى الكلمة والعثور على ما يرادفها في اللغة الأخرى. إن علماءنا يهتمون بركنين فقط من أركان الترجمة هما الترجمة الحرة وترجمة المفردات دو إهتمام بما يقع بين هذين الركنين.

وفي نفس السياق تحدث (صادق خورشا) قائلاً: أنا أعتبر المترجم أعلى منزلة من الكاتب، لكن الملاحظ هو أن أعمال الترجمة لا تؤخذ بالحسبان أبداً. لا يمكنني أن أتغاضى عن الإشارة إلى ديوان (كلستان) للشاعر الكبير سعدي الشيرازي، والذي يعد بمثابة المدينة الفاضلة على الأرض، أو إلى غزل (حافظ الشيرازي لسان الغيب) و(شاهنامة) الفردوسي والتي تعد كلها من الأدب العالمي بكل ما للكلمة من معنى. من الذي في مقدوره أن يترجم غزليات (شمس التبريزي) أو ديوان المثنوي لمولانا جلال الدين البلخي وشطحياته إلى العربية مالم تكن الفارسية لغته ومالم يكن يجيد العربية؟
وتابع هذا المترجم والأستاذ الجامعي حديثه قائلاً: إن جميع من قاموا بترجمة أدبنا الفارسي يستحقون الثناء والتقدير، إلا أن من المفروض على من يعرفون العربية التعريف بأدبنا للعالم، حيث لم يبادر أحد إلى الآن إلى ترجمة الـ (شاهنامة) إلى العربية ترجمة جيدة في حين أن آثاراً من هذا القبيل يجب إعادة ترجمتها مرة كل 10 سنوات.

وقال أيضاً: لدينا الكثير من أمثال الخيام ينبغي تعريفهم للعالم. إن المترجم إذا لم يصل إلى حالة يتعامل فيها مع نصه من خلال المشاعر والأحاسيس فإن عمله لن يكون ترجمة.

بعد ذلك قامت (آزادة ميرشكاك) الأمينة التنفيذية للمسابقة بتلاوة بيان جاء فيه: إن (مكتب الأدب الإيراني العربي) سعى بكل جهد وجدية إلى تعريف الأدب الفارسي للعالم العربي وإلى جانب هذا النشاط لم يغفل عن التعامل مع الكتاب العرب، ومن هذا المنطلق جاءت إقامة هذه المسابقة التي لم نكن نتوقع لها هذا القدر من التجاوب أو أن تكون معطياتها بهذا القدر من الإيجابية.

وتألفت لجنة التحكيم في هذه المسابقة من كل من: سمير أرشد الأستاذ في جامعة الكويت، ومشكين فام رئيسة قسم الأدب العربي في جامعة الزهراء(ع) في ايران، ورودباري أستاذ الأدب العربي والخبير في مجال الترجمة المقيم في دمشق، وحيدر نجف أستاذ الترجمة في المركز الثقافي السوري في طهران، وموسى بيدج.

وخلال المراسم الختامية لمسابقة ترجمة القصة القصيرة تم الإعلان عن أسماء ثلاثة فائزين في قسم الترجمة من الفارسية للعربية وثلاثة آخرون في قسم الترجمة من العربية للفارسية. كما أشير إلى أنه نظراً لكثرة عدد الآثار العربية فإن لجنة التحكيم إرتأت منح أربع شهادات تقدير في هذا القسم.

وفيما يلي أسماء الفائزين:
- في قسم الترجمة من العربية للفارسية:
إحتلت المراكز من الأول إلى الثالث على التوالي كل من نركس قنديل زادة عن ترجمة قصة (الدانوب الرمادي)، أعظم السادات ميرقادري عن ترجمة قصة (إنتخبني)، ومعصومة سال أفزون عن ترجمة قصة (صرخة الندم).

كما تم توجيه تقدير في هذا القسم لكل من هومن ناظميان عن ترجمة قصة (الطلقة الأخيرة) ومحمد شكري عن ترجمة قصة (الحادث) وبري صالحي عن ترجمة قصة (غروب يوم الأربعاء) وكريم بورزند عن ترجمة قصة (حفنة بلح).

- في قسم الترجمة من الفارسية للعربية:
أحتل المراكز من الأول إلى الثالث على التوالي كل من فرزدق أسدي عن ترجمة قصة (المحكوم بقلم الحبر المبلل) وعلي سعداوي عن ترجمة قصة (الدم والشعر) وفروغ آل أحمد عن ترجمة قصة (النذر).