رمز الخبر: ۲۰۴۶۲
تأريخ النشر: 09:35 - 06 February 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - من المفاوقات المؤلمة ان الكيان الصهيوني الذي كان العدو الاول منذ زرعه والى وقت قريب، في طريقه ليصبح ليس صديقا فحسب، بل حليفا لبعض الدول في المنطقة، حيث اخذت القوى الكبرى التي تمرر هذه العملية، بالبحث عن عدو جديد للدول العربية يحل محل هذا الكيان لئلا تشعر هذه الدول بالإستغناء عن تجهيز نفسها بالسلاح المطلوب لمواجهة هذا العدو الوهمي الجديد وهو سلاح تنتجة المصانع الامريكية والغربية، ولابد من إيجاد سوق لها لئلا تتوقف عجلاتها عن الحركة.

ان الكيان الصهيوني الذي يتمدد اليوم، حاربته بعض الدول العربية في بداية اقامته في ارض فلسطين، وامتنعت جميع الدول العربية عن الاعتراف به، والمطالبة بإعادة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وواجهت القوى الكبرى التي احتضنت هذا الكيان اللقيط، وشاهدت نشوب اكثر من حرب بينه وبين بعض الدول العربية، صعوبة في امتصاص نقمة الشارع العربي والاسلامي، فراودتهم فكرة تمرير مخطط ما يدعى بعملية السلام، كان الهدف منها اساسا امتصاص هذه النقمة ودفع الجماهير الى عدم المبالاة رويدا رويدا تجاه قضيتها الرئيسية الا وهي القضية الفلسطينية، دون خشية من الانظمة لانها كانت قد قبلت مسبقاً بالامر الواقع.

وجمعوا الطرفين عند طاولة مفاوضات عقدت في أكثر من مدينة اوروبية دون ان تخرج بنتائج لصالح الشعب الفلسطيني، المسلوبة حقوقه، سوى بقطع وعود في كل مرة، تذهب هباء بعد انقضاء فتره طالت أو قصُرت، وينبري الكيان الصهيوني مطالبا بالمزيد، وهو يصف ومن معه المقاومة المشروعة بالعنف ومن ثم بالارهاب، في حين تلوذ اغلب الانظمة العربية بالصمت وتذهب احياناً الى ابعد من ذلك لتتعاون مع هذا الكيان في تضييق الخناق على الفلسطينيين المحاصرين.

كل هذا دفع ويدفع بالكيان اللقيط الى التصور بان له اليد الطولى في المنطقة، ويتمادى في اطلاق التهديدات لشعوب سوريا ولبنان وفلسطين و... دون ان يواجه باى رد فعل حازم من الدول التي كانت تعتبره العدو الاول، وانما نشاهد بعض الدول حسب ما اوردت وسائل اعلام اسرائيلية، تفتح ابوابها امام شركات صهيونية وتستقبل مسؤولين صهاينة، متناسية ما مارسه ويمارسه هذا الكيان من سياسات واعتداءات ومجازر بحق شعوب المنطقة طيلة اكثر من ستة عقود. ان محاولة القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة لنصب انظمة صواريخ باتريوت في بعض بلدان المنطقة، خير مؤشر على سعي هذه القوى لابعاد الانظار عن خطر الكيان الصهيوني الذي يتغلغل تدريجيا في بعض هذه البلدان بمساعدة واشنطن، واحلال عدو مختلق لتمرير المخططات الصهيونية وخمس القضية الفلسطينية الى الأبد.