رمز الخبر: ۲۰۶۰۷
تأريخ النشر: 14:17 - 10 February 2010
ان ايران تملك في الوقت الحاضر كمية من اليورانيوم بنسبة 3.5 بالمائة. ان صيغة التبادل تنص على ان تقوم ايران بتبادل هذا اليورانيوم مع الوقود النووي. ان ايران ومجموعة 1+5 موافقان على هذا المبدأ. لكن المشكلة الرئيسية هي حول مكان التبادل.
عصر ايران – ابلغت ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية في رسالة "باننا نبدأ التخصيب بنسبة 20 بالمائة، ارسلوا مفتشيكم".

 وقد سلمت هذه الرسالة بعد يومين من الامر الذي اصدره الرئيس احمدي نجاد الى منظمة الطاقة الذرية الايرانية ببدء عمليات التخصيب بنسبة 20 بالمائة وقوبل على الفور بردود فعل مختلفة ، بما في ذلك اعرب المدير العام الجديد للوكالة الدولية امانو عن قلقه من هذا الامر معلنا استعداده للتوسط بين ايران والغرب لتوفير وقود مفاعل طهران للابحاث.

 كما ان الدول الغربية تعاملت مع القضية من خلال ادبيات التهديد الدائمة وحتى انها طرحت موضوع اغلاق باب المحادثات بين مجموعة 1+5 وايران.

 والان يطرح هذا السؤال نفسه وهو هل ان قرار ايران ببدء التخصيب بنسبة 20 بالمائة كان صحيحا ام لا؟

 وللرد على هذا السؤال يجب شرح الوضع الحالي. ففي طهران ، ثمة مفاعل كان يعمل منذ القدم لانتاج الادوية المشعة. ويعمل هذا المفاعل تحت اشراف الوكالة الدولية وقبل هذا وفي عام 1993 قامت حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية آنذاك بشراء الوقود اللازم للمفاعل من الارجتين ب 5 ملايين دولار.

وهذا الوقود اخذ بالنفاد ويجب حقن وقود جديد في المفاعل بعد عدة اشهر من الان وفيما عدا ذلك فانه سيتوقف عن العمل وسيصبح من الصعب واحيانا من غير الممكن توفير الادوية اللازمة ل 850 الف مريض يستفادون من منتجات المفاعل. ( ان عمر بعض الادوية المشعة اقل من 5 ساعات ويجب استخدامها بعد الانتاج على الفور ، لذلك لا توجد امكانية استيرادها من الخارج).

لذلك فاننا بحاجة ماسة الى امتلاك اليورانيوم بنسبة تخصيب 20 بالمائة والا فاننا سنواجه حقيقة رهيبة تتمثل في تعرض صحة مئات الالوف من ابناء الوطن للخطر.

وفي هذا المجال هناك عدة طرق لتوفير الوقود النووي اللازم لمفاعل طهران :

1-     الطريق الاول هو التصرف مثل عام 1993 اي شراء الوقود من الخارج. لكن المشكلة تكمن في العقبات التي يضعها الغرب والعقوبات المفروضة ، وفي الظروف السياسية الحالية فليس هناك افق واضح عن امكانية الشراء.

2-     الطريق الثاني ، هو صيغة التبادل. ان ايران تملك في الوقت الحاضر كمية من اليورانيوم بنسبة 3.5 بالمائة. ان صيغة التبادل تنص على ان تقوم ايران بتبادل هذا اليورانيوم مع الوقود النووي. ان ايران ومجموعة 1+5 موافقان على هذا المبدأ. لكن المشكلة الرئيسية هي حول مكان التبادل. فالغربيون يقولون ان ايران يجب ان ترسل اليورانيوم بنسبة 3.5 الى الخارج لكي يتم تخصيب هذا اليورانيوم حتى نسبة 20 بالمائة ومن ثم اعادته الى ايران بعد عدة اشهر.

وفي المقابل فان ايران تقول انها لا تثق بالغربيين ، لان اليورانيوم بنسبة 3.5 بالمائة هو حصيلة سنوات من العمل في المنشات النووية وحصل من خلال دفع ثمن مثل مواجهتها ثلاثة قرارات صادرة عن مجلس الامن الدولي ، ان هذا اليورانيوم بنسبة 3.5 بالمائة هو في الحقيقة ورقة رابحة بيد ايران لان بامكانها رفع نسبته من التخصيب. لذلك فان الغربيين وبعد تسلمهم اليورانيوم بنسبة 3.5 قد يضعون العراقيل امام اعادته الى ايران وفي هذه الحالة فان هذه الورقة الرابحة ستكون بيدهم لا بيد ايران.

 لذلك فان ايران اقترحت بان يكون التبادل بشكل متزامن وفي الاراضي الايرانية لكي لا يستطيع اي طرف القيام بالمماطلة.

لكن الغربيين يقولون ان ايران يجب ان ترسل بداية اليورانيوم بنسبة 3.5 بالمائة الى روسية وفرنسا وتتسلمه بعد اشهر من الانتظار. وبذلك فان هذا الخيار اصبح منتفيا مع عدم قبول شروط ايران المنطقية للتبادل.

3-     وفي حال عدم تحقق اي من الخيارين الاول والثاني ، فان السبيل الوحيد هو ان يتم التخصيب بنسبة 20 بالمائة في الداخل وان هذا الامر يجب ان ينجز بسرعة ومن دون اهدار الوقت لان الوقت يمر وان مفاعل طهران سيكون قريبا بحاجة الى وقود جديد.

والشئ الذي يطرح هنا واشار اليه وزير الخارجية الفرنسي يوم امس هو هل ان ايران قادرة على التخصيب بنسبة 20 بالمائة وانتاج الوقود النووي ام لا؟

ويجب القول في هذا الخصوص انه على الرغم من وجود فارق بين التخصيب بنسبة 3.5 بالمائة والتخصيب بنسبة 20 بالمائة لكن من الناحية التخصصية يقول الخبراء بان المجموعة التي تستطيع التخصيب بنسبة 3.5 بالمائة تستطيع من خلال تغيير ترتيب اجهزة الطرد المركزي وبعض الملاحظات الفنية الاخرى ، القيام بالتخصيب بنسب اعلى وان ايران غير مستثناة من هذه القاعدة.

ان ايران لم تتحدث فقط عن التخصيب بنسبة 20 بالمائة بل وجهت الدعوة لمفتشي الوكالة الدولية بان ياتوا الى ايران للاشراف عن كثب على عملية التخصيب بنسبة 20 بالمائة.

وطبيعي انه ان كانت ايران قد تبجحت في هذا المجال ، فانها لم تكن توجه ابدا دعوة الى مفتشي الوكالة الدولية لكي يشهدوا عجزها. ان التخصيب بنسبة 20 بالمائة ليس قادرا على توفير الوقود لمفاعل طهران فحسب بل انه يضع امتيازا كبيرا بتصرف ايران في التعامل اللاحق في الملف النووي.

وبناء على ذلك ، فانه  الرد على سؤال هذا المقال وهو هل ان التخصيب بنسبة 20 بالمائة كان عملا صحيحا ام لا ، سيكون واضحا تماما.