رمز الخبر: ۲۰۶۳۰
تأريخ النشر: 08:03 - 16 February 2010
الرئيس احمدي نجاد:
وقال الرئيس احمدي نجاد: ان الثورة الاسلامية حدث عظيم في تاريخ حياة البشرية، فمن الصحيح ان نقطة البداية والشرارة الاولى کانت من ايران الا انها ليست متعلقة بايران فقط بل انها بداية جديدة وتغيير وتحول عظيم في حياة البشرية کلها.
عصرایران - ارنا- اکد رئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد بان ايران اليوم تشهد اعلى مستوى من الوحدة والتضامن الاجتماعي على مر التاريخ وقال: ان المؤشر لهذا التضامن هو الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي جرت باعلى نسبة مشارکة في تاريخ الديمقراطية في ايران وهي 85 بالمائة.
   
جاء ذلک في تصريح ادلى رئيس الرئيس احمدي نجاد في مقابلة خاصة اجرتها معه صحيفة "في آي بي" الروسية واضاف: على مر الاعوام الثلاثين الماضية يتعزز هذا التضامن والانسجام يوما بعد يوم.

وقال الرئيس احمدي نجاد: ان الثورة الاسلامية حدث عظيم في تاريخ حياة البشرية، فمن الصحيح ان نقطة البداية والشرارة الاولى کانت من ايران الا انها ليست متعلقة بايران فقط بل انها بداية جديدة وتغيير وتحول عظيم في حياة البشرية کلها.

واوضح بان ابعاد الثورة الاسلامية في ايران والعالم تفوق النهضة الحديثة التي حدثت في اوروبا وقال: ان المجتمع البشري اختبر منذ نحو 300 عام مختلف المدارس الفکرية واساليب الحکم التي کانت مبنية على اساس نظرة خاصة من الفلسفة للانسان والعالم، الا ان الثورة الاسلامية ادخلت نظرة جديدة للساحة وترکت اثارها في ايران والعالم.

واوضح بان فکر وسلوک الشعب الايراني يختلف اليوم تماما عما کان عليه قبل ثلاثين عاما وقد طوى مسارا متناميا واضاف: ان ايران حققت تقدما لافتا من الناحية الاقتصادية والعلمية والسياسية وتعززت مکانتها في المنطقة والعالم، وفي العلاقات العالمية شهدنا ايضا تحولات کبرى يعود قسم مهم منها للثورة الاسلامية، وان نوع نظرة الثورة للعالم وللانسان وللعلاقات بين الشعوب والافراد قد فتحت مکانا لها في العالم.

واشار رئيس الجمهورية الى ان ايران کانت متخلفة من الناخية العلمية والاقتصادية في العهد الملکي البائد وخاضعة لهيمنة اميرکا والغرب ولم تکن لها مکانة سياسية مرموقة بين دول العالم واضاف: رغم ثلاثين عاما من مواجهة الغرب للشعب الايراني فان ايران اليوم اصبحت ضمن الدول البارزة علميا واقتصاديا وذات مکانة بارزة جدا سياسيا وهي الان في المرتبة 17 عالميا من الناحية الاقتصادية وان النظريات والافکار التي تصدر من ايران من الناحية الثقافية ذات جاذبية کبيرة.

واضاف: اليوم لا احد في الشرق الاوسط يستطيع عمل شيء دون ايران وفي العالم کذلک، فايران اليوم لها علاقات قوية جدا مع الشعوب في اميرکا الجنوبية وافريقيا واسيا، وبصورة عامة فان مکانة ايران اليوم بارزة جدا وهو الامر الذي يعود لتاثيرات الثورة الاسلامية، وفي الطرف الاخر فان النظام الراسمالي يعيش تحديات کبيرة وقد وصل في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية الى طريق مسدود، ونحن نعتقد بان جميع هذه الامور هي من تاثيرات الثورة الاسلامية.

وصرح قائلا: بما اننا نعتقد بان الثورة الاسلامية ثورة انسانية فان جميع الافراد في العالم لهم شعور بالتواصل معها ويعتبرونها ثورتهم، وفي الواقع فان جميع الشعوب هم اصحاب هذه الثورة ولهذا السبب اصبحت لها تاثيرات واسعة في العالم.

وضاف: ان الثورة الاسلامية في عامها الحادي والثلاثين اکثر نشاطا وقوة واملا من عامها الاول، لان الشعب الايراني تمکن في مواجهة واسعة وتحمل جميع الظروف من الوصول من نقطة واطئة الى نقطة عالية، والظروف اليوم هي في صالح الشعب الايراني وفکر الثورة الاسلامية، ونحن لم ولا نسعى وراء الهيمنة مطلقا، مؤکدا بان الشعب الايراني يسعى لاقرار نظام عادل في العالم وهذا هو کلام جميع الشعوب.

وحول تواجد قوات الناتو في افغانستان والتعاون بين ايران وروسيا قال: ان ايران وروسيا تربطهما علاقات تاريخية ولهما الکثير من المنافع المشترکة وتواجههما تهديدات مشترکة ايضا، ومن الواضح ان البعض جاء عبر طريق الجنوب لمساعدة روسيا في الحرب العالمية وهم انفسهم يسعون لضرب روسيا الان.

واضاف: ان تحرک الناتو نحو الشرق هو لضرب روسيا وان الهدف الرئيس لتيار الطرف هو الانتقال من جنوب الى شمال روسيا ومن ثم الى الهند والصين، وان ايران تقف کالسد المنيع امام الهجمات وبالطبع کان على روسيا ايضا ان توسع من تعاونها، لان الخطر يستهدف الجميع، فلو سمحنا للناتو والتطرف لينتشر خلف حدودنا فان الوضع سيکون صعبا.

واشار الى ان هناک مجالات مختلف للتعاون بين ايران وروسيا وقال: ان للبلدين طاقات وفيرة في مجال الطاقة والنقل والتجارة والامن کما ان هنالک امکانيات وفيرة لتعميق التعاون في بحر قزوين والتعاون الاقليمي والدولي.

واضاف: ان ايران تقوم بعملها بوعي وفطنة واعتقد انه على المسؤولين الروس ان يکون لهم ادراک صحيح لظروف العالم اليوم وفي غير هذه الحالة سيتضررون.

وقال: ان الغرب لا يريد ايران قوية ولا روسيا قوية، ولا يريد ان يکون هناک اي بلد قوي، ونحن نعتقد بانه على روسيا ولو من اجل مصالحها ان تعزز من علاقاتها الاقليمية، ونحن تعلمنا منذ 30 عاما کيف نعيش تحت الضغوط جيدا، وبالطبع فاننا لا نرحب بالضغوط، وهم لا يمکنهم تفکيک واسقاط ايران، بل هم بحاجة الى ايران، معتبرا الجوار بين ايران وروسيا فرصة ممتازة للبلدين للاستفادة من هذه الفرصة بذکاء وتخطيط.

وفي الرد على سؤال حول السبب في الدعاية الاميرکية السلبية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية قال: من الواضح تماما ان الاميرکيين يعارضوننا ويشنون علينا حملات اعلامية، فهم يريدون الهيمنة على منطقة الشرق الاوسط ونحن اعلنا صراحة باننا نعارض ذلک ولن نسمح بوقوعه، ولسنا نحن فقط بل ان شعوب المنطقة لن تسمح لهم ايضا، ومن الطبيعي ان يکونوا غاضبين بسبب ذلک ويقومون بالدعاية الاعلامية السلبية ضدنا ويحرفون التصريحات.

واضاف: بطبيعة الحال فان هذه الاجراءات لها تاثير موقت ونحن لن نتراجع بل انهم هم الذين يسيئون الى مصداقية وسائل اعلامهم، فوسيلة الاعلام التي تکذب عشر مرات سوف لن تبقى مصداقية لها.

وقال الرئيس احمدي نجاد: ان وسائل الاعلام هي الاداة الرئيسية لهيمنتهم ويسعون عبر الحرب الاعلامية لتحقيق اهدافهم ولکننا نعتقد بانهم سيهزمون في هذه الحرب ايضا لان عملهم مبني على الکذب والخداع.

واضاف: نحن نعلن صراحة باننا معارضون لسياسات الغرب في الشرق الاوسط ولن نخفي هذا الامر، نحن معارضون للاحتلال وقتل الناس والارهاب والاعلام الکاذب، معربا عن اعتقاده بان ايران وروسيا يمکنهما في هذا المجال التعاون بصورة افضل مما هو عليه الان.

وفي الرد على سؤال بشان منظمة شنغهاي للتعاون والسبب في عدم عضوية ايران الکاملة فيها قال: ان لنا علاقات طيبة مع جميع الدول الاعضاء ونحن عضو مراقب فيها وشارکنا خلال الاعوام الاربعة الماضية في اجتماعات المنظمة وکنا نرغب بالحصول على العضوية الکاملة، لکننا الان لا نتابع الامور کما في السابق.

واکد بان حضور ايران هو لصالح منظمة شنغهاي واضاف: ان الشعب الايراني واصل حياته بدون منظمة شنغهاي واصبح کل يوم اقوى من سابقه، ونحن نعتقد بان المنظمة يمکنها ان تکون ناجحة في المستقبل، وهذا الامر بحاجة الى قرارات کبرى من قادة المنظمة لانه لن يحدث شيء بالتحفظ.
واضاف: لا ينبغي الانتظار لتاتي قوات الناتو الى بکين او موسکو ليتم اتخاذ القرار بعد ذلک، وليس المقصود من ذلک لتصدي عسکريا بل نعتقد بان الکثير من هذه القضايا يمکن السيطرة عليها بالتعاون السياسي والاقتصادي والثقافي، فلو تم تشکيل جبهة سياسية واقتصادية قوية فان تلک القضايا يمکن احتواؤها ايضا.

وفي معرض رده على سؤال حول الوضع في افغانستان وتواجد الناتو فيها قال الرئيس احمدي نجاد: ان قضية افغانستان مهمة جدا وهي بصورة ما مرتبطة بقضايا المنطقة.

واضاف: ان السؤال المطروح هنا هو ماذا يفعل الناتو في افغانستان التي لا تمتلک احتياطيات الطاقة والثروة الفعلية؟ الهدف الرئيس هو التحرک نحو الشرق وتهديد روسيا والهند والصين، وفي الظاهر يقولون في اعلامهم بان الهدف من اجراءاتهم هو التصدي لايران ولکنهم هم انفسهم يدرکون بانهم لا يمکنهم الاضرار بايران.

وقال: ان ايران منسجمة للغاية من الناحية الثقافية وان الدول المحيطة بها متاثرة بالثقافة الايرانية لذا فانهم (الغرب) لا يمکنهم الاضرار بايران. انهم اتوا للالتفاف على روسيا والضغط على الهند والصين.

واضاف الرئيس احمدي نجاد: ان اقتصاد الغرب مبني على الحرب والتدمير ومن ثم اعادة البناء، فهم يدمرون الدول على الدوام ومن ثم ياتون ليجعلوا انفسهم مسؤولين عن اعادة الاعمار فيها ليحصلوا على العائدات عبر هذا الطريق، وفي تحليلاتهم ان الهند والصين تتعزز قوتهما باضطراد لذا ينبغي (حسب تصور الغرب) ان يضعفا، فالاحداث التي تشهدها افغانستان لا تنبئ عن اي مؤشر نحو الغرب بل التحرک هو نحو الشرق.

وانتقد احتلال افغانستان وفرض الضغوط على شعبها واشار الى ان العديد من ابناء الشعب الافغاني يقتلون يوميا وتسحق کرامتهم وشخصيتهم، وقال: انهم (الغرب) يقدمون فاتورات باسم الشعب الافغاني ويقولون بانه تم انفاق اکثر من 300 مليار دولار، ولکن في الواقع الفعلي على الارض لا يوجد شيء ملموس! ونحن نعتقد بان القضية الافغانية ليس لها حل عسکري بل الحل هو انساني وان التحرک في هذا المسار هو لصالح الجميع.

واضاف: ان قوات الناتو لن يکون مصيرها افضل من مصير الاتحاد السوفيتي السابق بل ان هزيمتهم ستکون اشد، ولکنهم ليسوا مدرکين لهذه القضية الان وهم يزيدون من قواتهم على الدوام، فافغانستان هي کالوادي العميق وهم يرسلون قواتهم نحو هذا الوادي.

واضاف: عندما يعرضون امن باکستان والهند والصين للخطر فلا يعني ذلک انهم منتصرو الساحة، بل انهم اکبر المهزومين فيها، وفي هذا السياق بامکان ايران وروسيا عبر التعاون مع بعضهما بعضا التقليل الى ادنى حد ممکن من التداعيات السلبية على المنطقة.

وبشان التعاون بين ايران وروسيا في مجال الطاقة قال: اننا نسعى للتعاون المشترک مع روسيا لادارة مصادر الغاز وهو الامر الذي قبل به السيد بوتين، الا ان الاعمال تسير ببطء شديد، فالشرکات الغربية تقيم استثمارات کبيرة في صناعة النفط والغاز الايرانية الا ان الشرکات الروسية ليس لها حضور خاص رغم انه تم الاتفاق والاعلان عن الاستعداد ايضا.

واعرب رئيس الجمهورية عن اعتقاده بان وتيرة اتخاذ القرار في روسيا بطيئة، وقال: ان ايران افضل طريق لترانزيت الغاز والنفط. لقد وقعنا اتفاقا للسکک الحديد مع ترکمانستان وکازاخستان، وهناک الان انبوب نفطي قيد الانشاء من بحر قزوين الى بحر عمان، وهذه جميعها طرق للتعاون. يمکننا التعاون بصورة ثلاثية بين ايران وروسيا وقطر في مجال الغاز، وهذه نظرة استراتيجية. فالاميرکيون يصرون على ان تنفد طاقة ايران والشرق الاوسط وروسيا باسرع وقت ممکن، فلهم في الاسکا احتياطيات نفطية لکنهم لا يستغلونها، واقتصادهم مبني على الطاقة الرخيصة ولهذا السبب لم يکونوا في مؤتمر کوبنهاغن مستعدين لتقليل استهلاکهم.

واضاف: انهم وعبر الضغوط السياسية جعلوا الطاقة رخيصة الثمن ويقيمون الاستثمارات ويريدون ان ياخذوا عدة ملايين برميل من النفط العراقي يوميا، فلهم نظرة استراتيجية لهذا الموضوع اذ يريدون بعد ان تنفد طاقات المنطقة بعد خمسين عاما الهيمنة على العالم من خلال احتياطيات الطاقة التي يمتلکونها.

وصرح رئيس الجمهورية: انه على دول منطقة الشرق الاوسط اليوم، وايران وروسيا الاستفادة جيدا من احتياطيات الطاقة الموجودة لديها. فقبل ثمانية اشهر عندما وصل سعر النفط الى ادنى مستوى له بعثت رسالة الى المسؤولين الروس بان نقوم مع الجزائر والاکوادور بتحديد سعر موحد للنفط ونقول بان لا نبيع باقل من 80 او 100 دولار وهم (الغرب) مضطرون للقبول.

وواضاف: ان السبب وراء عدم اصلاحهم (الغرب) لتکنولوجيتهم لخفض استهلاک الطاقة يعود الى انهم ومن خلال الضغوط السياسية جعلوا سعر النفط متدنيا، ونحن يمکننا عبر مساعدة بعضنا بعضا من ادارة الطاقة وهذا الامر بحاجة الى اتخاذ القرار.

واکد الرئيس احمدي نجاد بان نظرة الجمهورية الاسلامية الايرانية الى روسيا ليست استغلالية وقال: اننا لا نريد ان نبيع هذه العلاقة للغرب. اننا نريد ان تکون علاقاتنا طيبة وان نعرف العلاقات بانها استراتيجية ونتوقع هذا الامر من اصدقائنا الروس ايضا، وان تجربة الاعوام الثلاثين الماضية اثبتت بان ايران قادرة على صون مصالحها واستقلالها، وان تتحرک في مسار التطور ونعتبر التعاون بانه يخدم مصلحة الجانبين والمنطقة والعالم.

وحول الانشطة النووية الايرانية وما يزعمه البعض من ان ايران تسعى وراء السلاح النووي قال: اننا وبدون السلاح النووي يمکننا ان ندافع عن انفسنا، ولا حاجة لنا للسلاح النووي.

واکد بان السلاح النووي لا جدوى منه اليوم وتساءل: هل ان السلاح النووي حال دون انهيار الاتحاد السوفيتي؟ وهل ان السلاح النووي ساعد اميرکا في العراق وافغانستان؟ انظروا للکيان الصهيوني، هل جعله السلاح النووي ينتصر في حربي لبنان وغزة؟، ان الامور تغيرت ولم يبق مکان للسلاح النووي، فاليوم الشعوب هي التي تتخذ القرار وليس بامکان احد مواجهة افکار وارادة الشعوب.

واضاف: ان الذين يتهموننا بالسعي لامتلاک السلاح النووي هم انفسهم يمتلکون السلاح النووي ويدعمون من يمتلکون القنبلة النووية ايضا ويهددوننا دائما، فاذا کانوا يعتقدون بان هذا شيء سيئ فليدمروا ما عندهم من هذا السلاح، ولو کنا نحن نريد صنع القنبلة النووية فلنا الشجاعة الکافية لنقول ذلک ولا نهاب احدا.