رمز الخبر: ۲۰۷۲۷
تأريخ النشر: 08:19 - 20 February 2010
ان اسرائيل تعرف انه حتى على افتراض ان ايران حصلت على السلاح النووي فانها لن تستخدمه اطلاقا "الا في حالة الدفاع عن نفسها في مقابل هجوم غير كلاسيكي وذري" لكن وجود هكذا سلاح بتصرف ايران ، يجعل اسرائيل تشعر بعدم الامان وان هذا الشعور يكفي بان يتحطم البيت الزجاجي لهذا الكيان الغاصب في الشرق الاوسط.
عصر ايران – ان اسرائيل ومنذ قيامها في عام 1948 ، تاسست على اساس "ايجاد ارض امنة لليهود لبقائهم في امان عن اي خطر محتمل".

ان هذا الامر مهم بالنسبة للسلطات الاسرائيلية بدرجة انهم تصدوا خلال الاعوام ال62 الماضية لاقل عامل يمس هذه "الجنة المزعومة".

ان الكيان الصهيوني ومن اجل ان يجعل من نفسه ملاذا لليهود من ارجاء العالم واستقطاب الموارد الانسانية والمالية و... من انحاء العالم فانه بحاجة الى الحفاظ على هذه اللوحة الاصطناعية من "الامن المطلق" في داخل فلسطين المحتلة.

لذلك وفي اطار هذه الاستراتيجية قامت اسرائيل في عقد الستينيات بانتاج عشرات الرؤوس النووية (من خلال تجاهل وحتى تعاون الدول الغربية مثل فرنسا) لكي تتمتع على حد زعمها بالتفوق المطلق في منطقة الشرق الاوسط من حيث توازن القوى.

وبالنسبة لاسرائيل فان انعدام الامن وحتى الشعور بانعدام الامن يعد سما قاتلا وبناء على ذلك فان هذا الكيان يبذل قصارى جهده من اجل ما يزعمه الحد من تحول ايران الى دولة نووية.

ان السلطات الاسرائيلية تعرف جيدا طبيعة السلاح النووي وبعده الرادع وتعرف جيدا بانه في عقيدة الردع النووية فان البدء في استخدام هذا النوع من السلاح في حين يملك الطرف الاخر هذا السلاح هو بمثابة الفناء المتبادل والثنائي.

لذلك فان من المستبعد ان تقدم اي دولة حتى اذا كانت تملك القنبلة الذرية على استخدامها ضد الاخرين (لاسيما الاخرين الذين يملكون القنبلة الذرية) ، ومع ذلك فان قلق اسرائيل المتزايد والاكثر من الحد من النشاطات النووية الايرانية وممارسة الدعاية ضد النشاطات النووية السلمية الايرانية ، لا مبرر له سوى الموضوع المذكور آنفا وهو "تزعزع الشعور بالامن المطلق" في داخل حدود هذا الكيان.

ان اسرائيل تعرف انه حتى على افتراض ان ايران حصلت على السلاح النووي فانها لن تستخدمه اطلاقا "الا في حالة الدفاع عن نفسها في مقابل هجوم غير كلاسيكي وذري" لكن وجود هكذا سلاح بتصرف ايران ، يجعل اسرائيل تشعر بعدم الامان وان هذا الشعور يكفي بان يتحطم البيت الزجاجي لهذا الكيان الغاصب في الشرق الاوسط.

ان وجود ايران مزودة بالسلاح النووي يعني نهاية حلم اسرائيل الامنة وان هذا الامر يعني هجرة قسم كبير من سكان الاراضي المحتلة (ممن هاجروا الى الاراضي المحتلة بسبب الامن المطلق والعمل و...) من فلسطين المحتلة وان هذه الهجرة المعاكسة تشمل الموارد الانسانية والمالية و.. وسيكون هذا بمثابة "الموت" بالنسبة لهذا الكيان.

لذلك فان التركيز على مشروع رهاب ايران هو في الحقيقة اجراء صهيوني من اجل التغطية وعدم الاعتراف ب "الخوف الاصلي" الذي يزعج البيت الزجاجي للامن المطلق الاسرائيلي وان اسرائيل تتخفى وراء عبارات والفاظ مثل "قلق المجتمع الدولي" والفاظ مماثلة اخرى.