رمز الخبر: ۲۰۹۴۶
تأريخ النشر: 08:18 - 28 February 2010
فان قطر التي كانت لديها مشاكل منذ سنوات مع السعودية حول القضايا الحدودية وادى الامر في بعض الاحيان الى اندلاع اشتباكات عسكرية محدودة ، قاومت هذا البلد بسبب الوهابية الدخيلة واستضافت الرجل الثالث في السعودية اي وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز.
عصر ايران – تحولت قطر على مدى الايام القليلة الماضية الى محطة للحوار حول موضوعات مهمة مثل تسوية مشاكل دارفور بالسودان وكذلك محادثات كبار مسؤولي بعض دول المنطقة حول التعاون الثنائي مع دولة قطر.

ان قطر وفي ظل سياسات الامير الشيخ حمد ورئيس الوزراء الشيخ جاسم والادارة السياسية والاقتصادية الصحيحة لهذا البلد الصغير والمهم في الخليج الفارسي الى جانب الثروة النفطية والغازية اظهرت خلال الاعوام الاخيرة بانها على الرغم من مساحتها الصغيرة وقلة سكانها قد عزلت سياساتها عن الاب المعنوي للدول العربية في الخليج الفارسي اي السعودية وتسعى من خلال نهج مستقل للاضطلاع بدور في التعاطي الايجابي الاقليمي والدولي.

وبعد ترتيب قضايا السودان والذي انجز بحضور الرئيس السوداني عمر البشير والاطراف ذات الصلة في دارفور ، فان قطر ومن دون الاهتمام بالسياسات المعادية للسودان التي يمارسها الغربيون لاسيما اميركا واوروبا بشان دارفور ، ليست انجزت اتفاقية سلام فحسب بل تعهدت بالمساهمة الاقتصادية لاعادة بناء هذه المنطقة المهمة في افريقيا – والتي حاول الغربيون فصلها عن السودان-.

ومن جهة اخرى فان قطر التي كانت لديها مشاكل منذ سنوات مع السعودية حول القضايا الحدودية وادى الامر في بعض الاحيان الى اندلاع اشتباكات عسكرية محدودة ، قاومت هذا البلد بسبب الوهابية الدخيلة واستضافت الرجل الثالث في السعودية اي وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز.

وفي هذه الزيارة التي رافق فيها الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وزير الداخلية ، كان هناك رجل دين وهابي كبير يرافق الوفد ايضا.

وكان امير قطر الشيخ حمد الذي اناط مهمة اجراء محادثات مع هذا الوفد السعودي الرفيع لحل المشاكل بين السعودية وقطر الى ولي عهده الشاب وتحت ادارة رئيس وزرائه الشيخ جاسم ، كان بنفسه يراقب المفاوضات.

ان 48 من المحادثات المكثفة اسفرت عن التوقيع على اتفاقية مهمة بين السعودية وقطر ، وطبعا لم يتم الكشف عن المواد المهمة في هذا الاتفاق ماعدا المجاملات الدبلوماسية.

ويجب القول في هذا الخصوص ، بان السعوديين صدموا بشدة من السياسات الاقليمية والدولية للشيخ حمد.

ويرى بعض الخبراء السعوديين بان قطر حلت محل السعودية في مجال المحادثات الاقليمية والدولية. ان هذه السياسات اسهمت في زيادة اهمية المكانة القطرية علي صعيد النظام الدولي.

ومن جهة اخرى ، فان السعوديين غاضبون بشدة من دور قطر في دعم النشاطات النووية السلمية الايرانية ، وان الرد الصريح الذي وجهه رئيس الوزراء القطري الى وزيرة الخارجية الامريكية خلال زيارتها الاخيرة الى الدوحة ، قد زاد بكثير هذا القلق.

وفي هذا المجال قال الشيخ جاسم بصراحة الى هيلاري كلينتون وحكام البيت الابيض الديمقراطيين : اننا وعلى العكس منكم نعتقد بان البلد الشقيق والصديق ايران ليس بصدد الحصول على السلاح الذري. ان هذا القلق السعودي المتطابق مع القلق الامريكي يظهر بان قطر تعتمد في سياساتها الخارجية والتي تمتد على الصعيدين الاقليمي والدولية ، نهجا مستقلا.

واضافة الى ذلك فان القطريين وفي اطار قضاياهم الدينية والاجتماعية ، لا يرضخون للمذهب الوهابي ويظهرون من خلال دعوة علماء الازهر بان لا مكان للوهابية في بلدهم.

من جهة اخرى فان زيارة وزير الدفاع بالجمهورية الاسلامية الايرانية وتوقيع معاهدات دفاعية بين الدوحة وطهران يظهر بان قطر فصلت طريقها عن اميركا وآل سعود في المنطقة وتفكر في ظل الاستقلال السياسي والاقتصادي وكذلك العسكري بمنطقة يسودها السلام في ظل التعاون مع دول المنطقة لاسيما الجمهورية الاسلامية الايرانية.

ويجب القول بان تفقد وزير الدفاع الايراني للبارجات القطرية واستضافته من قبل قادة سلاحي البر والجو في قطر ، يؤكد بان لايران دور خاص في السياسة الخارجية لدولة قطر.

وهنا يجب ان نلقي نظرة جديدة على التطورات الاجتماعية والثقافية والدينية في قطر. فهذا البلد يسعى لاعطاء صورة عنه على الصعيد الدولي كونه بلدا ديمقراطيا مسلما بحيث ان امير قطر وباقي مسؤولي هذا البلد يتواجدون بين ابناء الشعب ويتحدثون اليهم من دون اي مجاملات وتقاليد قبلية ويجعلونهم يشاركون شيئا فشيئا في السلطة السياسية والاجتماعية في هذا البلد.