رمز الخبر: ۲۰۹۵۷
تأريخ النشر: 10:48 - 28 February 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - الافتراق الاسلامي كان احد العوامل الاساسية في ضياع فلسطين وتركها في احضان الوحش الصهيوني ليفترس شعبها وارضها بدعم وحماية غربيين فاضحتين منذ وعد بلفور حتى اليوم. وليس هناك من سبيل لتحريرها سوى التضامن الوطني والاسلامي وعلى جميع المستويات.

هذا المفهوم كان سبباً لاطلاق هذه التسمية على المؤتمر المنعقد في طهران من اجل مستقبل فلسطين والذي بدأ اعماله أمس بحضور حاشد من قادة الفصائل والحركات الفلسطينية المناضلة فتميز عن ماسبقه لان الظروف تختلف عن الماضي بعدما أثبت خيار المقاومة جدواه على المستويين السياسي والعسكري، كما أن الصهيونية العالمية لم تكن في يوم من الايام بهذه الدرجة من العزلة ، بعد ما فقدت جميع اوراقها المخادعة وباتت عبئاً على حلفائها الغربيين.

ويمكن القول بأن مغامرات الزمرة الصهيونية في حرب تموز 2006 على لبنان والتي استهدفت البنى التحتية والتدمير الممنهج للمناطق السكنية وارتكاب ابشع المجازر الوحشية كانت البداية، ومن ثم الحرب على غزة عام 2009 والتي كانت هي الأخرى جريمة بحق الانسانية، ادت الى تغيير المعادلات على المستوى العالمي، لانها ضربت الديمقراطية الغربية وما يسمى بحماية حقوق الانسان في العمق، وطرحت تساؤلات كبرى عن جدوى المشاركة الامريكية والاوروبية في رهان خاسر، ومن لا يعرف بأن الكيان العنصري الصهيوني لا يحقق المشروع الاستكباري فهو اليوم أوهن من بيت العنكبوت.

إن التضامن مع الشعب الفلسطيني ليس خطوة تكتيكية أو اطروحة نظرية بل استراتيجية ضرورية لوضع نهاية للخطر الذي لا يهدد الشعب الفلسطيني وارضه فحسب بل يطال جميع البلدان الاسلامية والعربية في الساحة الشرق أوسطية.
وليس خافياً على احد أن المخطط الصهيوني يرمي الى اقتلاع فلسطين اولاً والهيمنة على مقدرات الشعوب الاسلامية نيابةً عن الاستعمار الجديد، والدليل على ذلك هو ان ما يسمى بخارطة اسرائيل من النيل الى الفرات منصوبة على جدران الكنيست الصهيوني في تل ابيب، وتصريحات قادة العدو تتحدث عن اطماعهم في مكة والمدينة.
إن الاستقرار والامن الاقليميين ومستقبل الشعوب في هذه المنطقة رهن بهذا التضامن المقدس الذي اذا تحقق فسوف لن يبقى اثر للوحش الصهيوني والامتداد الغربي.