رمز الخبر: ۲۱۱۴۵
تأريخ النشر: 11:54 - 09 March 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - النتائج الاولية التي تسربت عن الانتخابات البرلمانية العراقية، اثبتت وعي العراقين في اختيار السبيل الذي يريدونه لبناء وطنهم، بعيداً عن الوصاية والتدخل الاجنبي، فقد كان اندفاع الملايين من العراقيين الى صناديق الاقتراع بالامس الاول وفي تحد حاسم للارهاب، عرسا حقيقيا، ورسالة واضحة للعالم، مفادها ان العملية الديمقراطية التي وضع لبنتها العراقيون انفسهم في خير، لانهم ادرى من غيرهم بمصلحة بلادهم، وبما ينبغي العمل به انطلاقا من شعور وطني اصيل، ربما لا يحمله من فقد بعض مصالحه التي كان ينتفع بها في النظام السابق.

ولذا ارتفعت اصوات، خلافا لمسيرة الشعب، في محاولة منها للتشكيك في الانتخابات واتهام القائمين عليها بالتزوير، اذا لم تخرج بالنتائج التي يتوخونها هم، وهذا ما يسمونه بالهروب الى الامام، والمؤسف ان ما فعله بعض المرشحين الذين كانوا على ثقة بعدم فوزهم، لم يكن من حرص وطني وانما من المصلحة الفئوية التي يضعونها فوق كل اعتبار.

اما وقد انتهت الانتخابات البرلمانية العراقية، فإن ما خرجت بها من نتائج لابد ان تكون حافزا ومدخلا الى مرحلة جديدة تشجع الجميع على نبذ ما يثير التشتت الذي يصب اصلا في مصلحة الذين يضمرون السوء لهذا البلد وفي مقدمتهم فلول الارهابيين ومن يقف وراءهم، وتحثهم على التعاضد ورص الصفوف لبناء وطنهم ومستقبله. فهذا هو السبيل امام العراقيين للتصدي للارهابيين والتكفيريين واجتثاث جذورهم، فبوحدة الصف يتخلص العراق من الازمات والممارسات اللانسانية التي يقوم بها هذا النفر الذين باعوا انفسهم للشيطان.

لابد للعالم ان يعلم ان الانتخابات البرلمانية اثبتت بأن العراقيين قادرون على ادارة شؤونهم بأنفسهم دون حاجة للآخرين، وان على الدخلاء الرحيل عن العراق ليفسحوا لابنائه الطريق نحو بناء مستقبلهم واستكمال سيادتهم الوطنية واستقلالهم غير المنقوص.