رمز الخبر: ۲۱۱۸۸
تأريخ النشر: 11:05 - 10 March 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - طاولة الحوارالوطني اللبناني تعني الكثير لمن يتابع التطورات السياسية في هذ البلد وهي تعتبر قاعدة للتفاهم والعقلانية لحل الخلافات الداخلية قبل كل شيء.

المهم في هذا المجال ان للمجتمع اللبناني تجربة طويلة في الصراعات، مرة حول الخلافات الداخلية ومرة أخرى حول التاثيرات الخارجية، ولكل الحالتين كانت مراحل جزر ومد، اذ واجهت حربا داخلية منذ 1975 واتفقت على المصالحة بعد تعثر الحل العسكري وايضا خاضت حروبا مع المحتل الاسرائيلي وانتصرت بفعل التلاحم الشعبي واحتضان الجميع للمقاومة.

اما الانتصار الاكبر جاء بفعل إقتناع الاطراف الفاعلة بضرورة التفاهم والمشاركة في بناء الوطن، إذ نَدَرت مثل هذ النتيجة بين اطراف متصارعة على الاقل في زمننا المعاصر.

ان مايجري اليوم من نقاش بين اللبنانيين رغم توجهاتهم المختلفة هو انجاز بكل المعايير، لانهم تجاوزوا مرحلة المخاطر الكبرى التي راهن عليها العدو، اذ كان الصهاينة يتحدثون بشكل علني عن حروب طائفية واخرى قومية بين اللبنانيين، لكن خابت آمالهم بعد ما وصلت الاطراف اللبنانية الى قناعة عقلانية وهي التعايش والمشاركة دون اعطاء الفرصة للدخلاء.

ان لبنان اليوم يعتبر اقوى من اي يوم مضى ، لأنه خلف التجارب المرة وراءه ولايمكن ان يكرر التجربة الخاسرة التي دفع ثمنا باهضا من تاريخه لأجلها.

ولاشك بان العدو لازال يراهن على بعض الفرص لتأجيج نار الفتنة وتأليب التوجهات ضد بعضها البعض.

غير أن النتائج ستكون خاسرة حتما لان العاقل لايلدغ من جحر مرتين.