رمز الخبر: ۲۱۳۱۸
تأريخ النشر: 09:21 - 16 March 2010
مصيب نعيمي
عصرایران - قد لا يختلف اثنان حول امور لن تخرج من الظلام الى الواقع أو احتمالات وتكهنات عن قضايا غير مجربة لكن أن يلدغ المرء من جحر مرتين فهذا ليس بعقلاني ولابواقعي.

ففي الاسبوع الماضي وعندما تم الاعلان عن موافقة الجامعة العربية على استمرار المفاوضات بصورة غير مباشرة مع الكيان الصهيوني لمدة اربعة أشهر أخرى، صدم الكثير من المراقبين وثار جدل بين اصحاب الآراء المختلفة، لكن الملفت في هذا المجال هو أن أياً من الافكار والآراء المعتدلة والمتشددة أو حتى المساومة بشأن القضية الفلسطينية لم تتمكن من تبرير هذا الموقف . وقد زاد من الطين بلة عندما اصر الكيان الصهيوني على توسيع رقع الاستيطان في القدس والضفة الغربية وضم المسجدين الاسلاميين في الخليل وبيت لحم الى الآثار اليهودية.

ولا يختلف اثنان حول عقلية الصهاينة وعدائهم للعرب وخططهم في ابتلاع فلسطين واحتقار المسلمين. لكن الغريب ان يتحدث العرب بعد كل هذه الممارسات والجرائم المتواصلة واحتلال الارض وتشريد الانسان من أرضة عن مباحثات مباشرة أو غير مباشرة .

ثم بماذا يريدون التحدث وما هي النتائج التي جاءت بها المحادثات المباشرة وغير المباشرة طوال عقدين ، وأي حقوق عادت الى اصحابها .؟

فيما تصاعدت الاعتداءات الصهيونية على لبنان وفلسطين خلال هذه الفترة وتضاعف عدد الضحايا والمشردين في فترة المحادثات وأين موقع المفاوضين لدى اسرائيل التي لا تقيم وزناً لأي من الأطراف ولا تعترف بالتعايش معهم.؟

ويكفي دليلاً على إستحالة السلام مع الزمرة الصهيونية مع استمرار الاساليب المخادعة لتهويد القدس واستغلال الهدنة لبناء المستوطنات والجدار الفاصل.

أما الموقف الامريكي الواضح لدعم الصهيونية في الاعتداء فيمكن قراءته عبر تصريحات بايدن عندما وقف وزوجته الى جانب نتنياهو ليؤكد على صهينة القرار الامريكي وعدم وجود أي موقع للعرب وحقوقهم.

فالى متى نخفي رؤوسنا تحت الرمال وننتظر من الجزار أن يرحم الضحية.
فلنعيد دراسة الموقف عبر التجربة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية اللتين باتتا الامل الوحيد محل الازمة وعودة الحقوق الى اصحابها.

ونقول هذا من باب الحرص على العرب وكرامتها حيث يقول المثل : صديقك من صادقك وليس من صدّقك.