رمز الخبر: ۲۱۴۴۹
تأريخ النشر: 09:50 - 27 March 2010
عصرایران - وکالات - انتقدت إيران خطط إسرائيل الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة، وقالت: إن «العالم الإسلامي بحاجة للتحرك». وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في تصريحات نقلتها الإذاعة الرسمية الإيرانية أمس: «يظهر توسيع المستوطنات الإسرائيلية وتدمير المواقع الإسلامية والمسيحية والبناء واسع النطاق لمعابد يهودية جديدة، الخطط الصهيونية لتسريع تهويد القدس الشرقية، ومن المؤسف أن المسؤولين الأميركيين يوافقون على هذا الأمر». وأشار المسؤول الإيراني إلى ضرورة أن تتخذ الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، وعددها 22 دولة، التي ستشارك في القمة العربية بليبيا اليوم موقفا قويا «لدق جرس الإنذار للناس في جميع أنحاء العالم».

وجاءت الدعوة الإيرانية فيما توقعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دفعا «متزايدا» في المستقبل القريب في اتجاه فرض عقوبات دولية جديدة على إيران بشأن برنامجها النووي. وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي في واشنطن أمس: «نعمل على المسودة.. أعتقد أنكم سترون دفعا متزايدا في المستقبل القريب». وأضافت: «نعمل على إعداد قرار من شأنه الحصول على الأصوات الضرورية في مجلس الأمن». وجاءت تصريحات كلينتون وسط تقارير تفيد بأن واشنطن يمكن أن توافق على «تسوية وسط» في مشروع العقوبات، وتحذف بعض العقوبات المشددة، مقابل ضمان تصويت كل دول مجلس الأمن الدولي على قرار العقوبات، غير أن الخارجية الأميركية نفت لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هناك «تليّن» لبنود العقوبات، موضحة أن واشنطن «تريد قرارا جماعيا وواضحا لا لبس فيه»، و«تريد عقوبات مشددة جديدة»، لافتة إلى أن «هناك قناعة دولية متزايدة بأن إيران يجب أن تتحمل نتيجة أفعالها».

وقال مسؤول مطلع بالخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «نريد قرارا جماعيا وواضحا من المجتمع الدولي يكون بمثابة رسالة إلى إيران بأنه سيتم محاسبتها وفقا لالتزاماتها الدولية، وهدفنا هو أن تغير إيران طريقة اتخاذها للقرارات، فيما يتعلق ببرنامجها النووي». ونفى المسؤول الأميركي أن تكون سلة العقوبات الجديدة غير متشددة لضمان دعم الصين وروسيا، وأوضح: «نريد حلا شاملا وطويل المدى لمسألة قلقنا العميق من برنامج إيران النووي. ونبحث قرار عقوبات من مجلس الأمن الدولي، يتضمن عقوبات جديدة مشددة، ليقف الإيرانيون على الخيارات أمامهم، ويقتنعوا بضرورة العودة للتفاوض الجاد». وتابع: «كما نواصل العمل مع شركائنا الدوليين، ومنهم الصين. وهناك تفهم متزايد من المجتمع الدولي أن إيران يجب أن تتحمل عواقب أفعالها لتحديها التزاماتها الدولية».

ورفض المسؤول الأميركي الخوض في تفاصيل لقاء الرئيس باراك أوباما مع بنيامين نتنياهو وحجم المساحة التي احتلها إيران، غير أنه أوضح «نبقى ملتزمين بأمن إسرائيل». وجاء ذلك فيما كشف مصدر أميركي آخر مطلع أن واشنطن وقعت اتفاقا لإمداد إسرائيل بثلاث طائرات نقل تكتيكية جديدة من طراز «سي - 130 جي سوبر هركيوليز». والاتفاق جزء من طلبية يحتمل أن تصل قيمتها إلى 1.9 مليار دولار. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ«رويترز»، انتظارا للإعلان الحكومي، أن إسرائيل ستحصل بموجب الاتفاق الذي وقع بين الحكومتين (الأربعاء) على أول طائرة من هذا النوع في عام 2013.

وفيما تشعر إسرائيل بالقلق من الخطر الذي تشكله «إيران النووية»، إلا أنها لم تلمح قط إلى استخدام أسلحة ذرية لإحباط التهديد المحتمل. لكن مركز أبحاث مقره واشنطن قال: إن رؤوسا حربية ذرية «تكتيكية» منخفضة الإشعاع ستكون إحدى الوسائل التي قد يلجأ إليها الإسرائيليون لتدمير منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية الموجودة في مواقع نائية ومحصنة بشدة. ولكن خبراء مستقلين آخرين قالوا: إن سيناريو كهذا يستند إلى «خرافة شن هجوم ذري نظيف»، موضحين أن «تبريره سيكون محفوفا بمخاطر سياسية كبيرة».

وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن في تقرير جديد: إن «البعض يعتقد أن الأسلحة النووية التكتيكية المنخفضة الإشعاع هي الأسلحة الوحيدة التي يمكنها تدمير أهداف على أعماق كبيرة تحت الأرض أو في أنفاق». ويرى عبد الله طوقان وأنتوني كوردسمان، المحللان في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في دراستهما تحت عنوان «خيارات للتعامل مع برنامج إيران النووي»، إمكانية «لاستخدام هذه الرؤوس الحربية كبديل للأسلحة التقليدية»، نظرا للصعوبة التي ستواجهها الطائرات الإسرائيلية في الوصول إلى إيران فيما يتجاوز طلعة واحدة. ويقول التقرير، الذي يبلغ عدد صفحاته 280 صفحة، إن الصواريخ الباليستية أو الصواريخ التي تطلق من غواصات قد تستخدم لشن هجمات إسرائيلية بأسلحة نووية تكتيكية دون أن يعترضها الدفاع الجوي الإيراني. وستسبب الرؤوس الحربية «التي تخترق الأرض» القدر الأكبر من التدمير.

ومن الأمور الثابتة بالنسبة للترسانات النووية لدى حلف شمال الأطلسي والاتحاد السوفياتي، أن الأسلحة النووية التكتيكية مصممة لإحداث تدمير «المركز» بحيث يكون التلوث الناتج عنها أقل مما تحدثه قنابل تستخدم ضد المدن، كتلك التي أسقطتها الولايات المتحدة على اليابان لإنهاء الحرب العالمية الثانية. وترددت تكهنات بأن الولايات المتحدة، التي لم تستبعد أيضا مثل إسرائيل استخدام القوة العسكرية لحرمان إيران من الأسلحة الذرية، قد تلجأ هي الأخرى «للضربات النووية التكتيكية».

وتحدث تقرير مراجعة الوضع النووي لعام 2002، الذي تصدره وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، عن الحاجة إلى إنتاج «أسلحة نووية صغيرة» لتدمير المواقع الحصينة تحت الأرض. وأشار التقرير إلى إيران إلى جانب أعداء محتملين قد يبررون في نهاية المطاف نشر الأسلحة النووية الأميركية واستخدامها. لكن طوقان وكوردسمان يعتقدان أنه «من غير المرجح، إلى حد كبير، أن يوافق أي رئيس للولايات المتحدة على استخدام هذه الأسلحة النووية أو حتى السماح.. لحليف قوي كإسرائيل باستخدامها إذا لم تستخدم دولة أخرى أسلحة نووية ضد الولايات المتحدة وحلفائها».

ويقولان: إن الولايات المتحدة ستكون محورية في أي حل دبلوماسي للأزمة الإيرانية، وإنها الدولة الوحيدة القادرة على شن ضربة عسكرية ناجحة ضد إيران. وهاجم روبرت نلسون أستاذ الفيزياء بجامعة برينستون فكرة أن الأسلحة النووية التكتيكية التي يجري تفجيرها تحت الأرض ستشكل مخاطر على المدنيين والبيئة «يمكن تحملها». وقال: «هذه خرافة خطيرة. وفي حقيقة الأمر فإن التفجيرات النووية على أعماق قريبة من سطح الأرض تؤدي إلى أثار في منطقة التفجير تفوق أثار التفجيرات الجوية أو على سطح الأرض المماثلة من حيث الشدة». فيما قال سام جاردينر، وهو كولونيل متقاعد من سلاح الجو الأميركي ويدير مناورات عسكرية لعدد من الوكالات الأميركية، إن أي قرار قد تتخذه إسرائيل باستخدام أسلحة غير تقليدية ضد إيران سيؤخر برنامجها النووي فحسب.