رمز الخبر: ۲۱۴۹۳
تأريخ النشر: 10:52 - 29 March 2010
Photo

عصرایران - (رويترز) - قام الرئيس الامريكي باراك أوباما باول زيارة لافغانستان منذ توليه الرئاسة في الولايات المتحدة يوم الاحد حيث ألقى كلمة حماسية امام القوات وابلغ الرئيس الافغاني حامد كرزاي ان التقدم بشأن مكافحة الفساد لابد وان يماثل المكاسب العسكرية.

وحطت طائرة الرئاسة الامريكية تحت جنح الظلام في مطار باجرام شمالي العاصمة الافغانية ونقلت طائرة هليكوبتر اوباما الى قصر كرزاي في كابول حيث استقبله الرئيس الافغاني وعزفت فرقة السلام الوطني الامريكي.

وكان اجتماعه مع كرزاي خافتا مما يعكس العلاقات الباردة بين الادارة الامريكية وحليفها خلال الحرب والذي يعتمد عليه اداء اوباما في مجال السياسة الخارجية. ولم يرد اي من الرجلين على اسئلة الصحفيين.

وابلغ اوباما كرزاي امام مجموعة من الصحفيين في قاعة داخل القصر"اود ان ابعث برسالة قوية بان الشراكة بين الولايات المتحدة وافغانستان ستستمر.شهدنا بالفعل تقدما فيما يتعلق بالحملة العسكرية ضد التطرف في المنطقة.

"ونريد ايضا مواصلة تحقيق تقدم بشأن..الحكم الرشيد وسيادة القانون وجهود مكافحة الفساد..كل هذه الامور تؤدي في نهاية الامر الى تصبح افغانستان اكثر ازدهارا وامنا واستقلالا."

وقال كرزاي انه يأمل "باستمرار الشراكة..نحو افغانستان مستقرة وقوية وامنة يمكن ان تعيل نفسها ويمكن ان تتحرك الى الامام في المستقبل."

وصرح مسؤولون أمريكيون بان الفساد والحكم الرشيد كانا من بين القضايا التي ناقشها اوباما بشكل مباشر مع كرزاي خلال محادثات استمرت نصف ساعة فقط. وادى تصور في الولايات المتحدة بان كرزاي يتغاضى عن الفساد الى تقويض الدعم للحرب في الداخل.

وامر اوباما في ديسمبر كانون الاول بارسال 30 الف جندي امريكي اضافي الى افغانستان وحدد منتصف عام 2011 موعدا لبدء الانسحاب. ووصل نحو ثلث هذا العدد حتى الان وشارك في هجوم كبير في جنوب البلاد الشهر الماضي.

وعاد اوباما الى باجرام حيث القى كلمة امام الجنود قبيل منتصف الليل قائلا لهم انه واثق من نجاحهم في مهمتهم.

وقال اوباما للجنود "اريدكم ان تعرفوا..انكم سواء تعملون هنا في باجرام او تقومون بدورية في قرية في هلمند..فخدماتكم ضرورية للغاية واساسية للغاية لسلامة وامن امريكا."

والتقى اوباما مع الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي بافغانستان والسفير الامريكي كارل ايكنبري قبل اقلاعه بطائرة الرئاسة قبل بزوع النهار.

ولم تكن علاقة ادارة اوباما سلسلة مع كرزاي منذ تولي اوباما الرئاسة قبل 14 شهرا ووصلت الى ادنى مستوى لها خلال خلاف بشأن الانتخابات الافغانية العام الماضي.

وقال ايكنبري في برقية سرية في نوفمبر تشرين الثاني تم تسريبها فيما بعد ان كرزاي ليس "شريكا استراتيجيا ملائما". وسئل جيمس جونز مستشار الامن القومي لاوباما عن هذا الوصف خلال الرحلة الى كابول فقال انه يرى ان كرزاي شريك مناسب لانه زعيم افغانستان المنتخب.

واتصالات اوباما مع كرزاي اقل من سلفه جورج بوش الذي شن الحرب في اعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة. وقد دعا كرزاي لزيارة واشنطن في مايو ايار.

وسمحت الزيارة لاوباما برؤية اي نتائج مبكرة لزيادة عدد قواته واظهار التأييد للعسكريين والرد على المنتقدين الذين يقولون ان تركيزه على اجازة قانون الرعاية الصحية صرف الانتباه عن السياسة الخارجية.

ومنذ توليه الرئاسة انتقلت الحرب الدائرة في افغانستان منذ ثماني سنوات من المركز الثاني في الاولويات وراء العراق الى الاهتمام الرئيسي للقوات الامريكية. وبحلول هذا العام سيزيد عدد القوات الامريكية في افغانستان الى ثلاثة امثال ما هو عليه الى 100 الف الى جانب نحو 40 الف جندي من الحلفاء في حلف شمال الاطلسي.

واتاح الانتصار المحلي الذي حققه اوباما الاسبوع الماضي على صعيد قانون اصلاح الرعاية الصحية مجالا سياسيا لتحويل تركيزه الى حرب افغانستان التي تحظى بتأييد متفاوت من عامة الامريكيين وسط ارتفاع في عدد القتلى والتكاليف والفساد الاخذ في التزايد بين الزعماء الافغان.

وزار اوباما افغانستان خلال الحملة الانتخابية للرئاسة عام 2008 لكنه لم يكرر الزيارة منذ فوزه على المرشح الجمهوري السناتور جون مكين الذي تسببت انتقاداته في ذلك الحين في زيارة المرشح الديمقراطي انذاك باراك اوباما.

وقال مسؤول بالبيت الابيض ان اسبابا تتعلق بالطقس والامداد والتموين احبطت محاولات سابقة للقيام بزيارة منذ تولي اوباما المنصب في يناير كانون الثاني 2009.

وتغيرت السياسة المتعلقة بافغانستان خلال اول سنة لاوباما في الرئاسة.

واجرى كبار المسؤولين الامريكيين مراجعتين مطولتين لسياسة الحرب التي يتبعها البيت الابيض خلال اقل من عام توصلتاالى قرار ارسال عشرات الالاف من الجنود الاضافيين .

وبدأ كرزاي الذي بقى في السلطة بعد انتخابات شابتها اعمال تزوير جهودا بارزة لتحقيق المصالحة مع حركة طالبان التي استردت عافيتها بعد ثماني سنوات من الاطاحه بها على يد ميليشيات افغانية تدعمها الولايات المتحدة.

ورفضت طالبان حتى الان عرض كرزاي باجراء محادثات على الرغم من ان جماعة متمردة اخرى هي الحزب الاسلامي ارسلت وفدا الى كابول هذا الشهر لتقديم خطة سلام. وكشف قصر الرئاسة الاسبوع الماضي ان كرزاي استقبل الوفد.

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الاسبوع الماضي ان التوقيت لا يزال غير مناسب للتصالح مع قادة طالبان البارزين في افغانستان.