رمز الخبر: ۲۱۸۰۰
تأريخ النشر: 09:44 - 10 April 2010
مصیب نعیمی
عصرایران - اقامت طهران بالامس الاحتفال النووي الرابع برعاية الرئيس احمدي نجاد الذي زف للشعب الايراني اخباراً سارة حول احدث ما توصل اليه العلماء الايرانيون من إنجازات علمية في المجال النووي، مؤكداً صمود ايران بوجه التهديدات والضغوط الغربية. وقد تحقق ما حققته ايران بفضل الاعتماد على طاقاتها الوطنية الذاتية التي ساعدت على تحقيق الكثير من الإنجازات التي كانت ايران قبل الثورة الاسلامية مضطرة لاستيرادها من خارج البلاد خاصة من الغرب، بسبب امتثال النظام البائد لاملاءات الغربيين.

ان مثل هذه السياسة المستقلة التي انتهجتها ايران منذ انتصار الثورة الاسلامية، اثارت حفيظة القوى المسماة بالكبرى في العالم والتي تحاول احتكار كل شيء لنفسها حتى يكون الآخرون في حاجة للالتماس للحصول على البعض منه، ولهذا نرى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية التي أكدت ولازالت تؤكد على سلمية برنامجها النووي تتعرض لضغوط وتهديدات بفرض مزيد من العقوبات عليها، في حين يرى الرأي العام ان الكيان الصهيوني الذي يمتلك ترسانة نووية تهدد ليس المنطقة فحسب بل العالم، لا يواجه حتى بأبسط انتقاد في هذا المضمار، لا لشيء سوى لان هذا الكيان يعد بمثابة البيدق الذي يمرر اهداف الغرب في الشرق الاوسط ويحافظ على مصالحه في هذه المنطقة الاستراتيجية.

لقد غاب عن بال القوى الكبرى، ان الدول المستقلة في الارادة والقرار، ترفض املاءات الآخرين، وتتخذ من تهديدات هؤلاء وضغوطهم وسيلة لبلوغ اهدافها الوطنية. وما حققته ايران في مسيرتها النووية، اثبت اعتماد الشعب الايراني على طاقاته الذاتية في ترسيخ استقلاله الوطني ورفضه شروطا ظالمة يراد منها في الحقيقة النيل من الثورة الاسلامية التي حولت ايران من بلد طيع يأتمر بأوامر الغرب الى بلد يتمسك بمبادئه واستقلاليته ويرجحهما على ما عداهما أيا كان الثمن.

وهذا الموقف هو الذي حقق لايران إنجازات ومكاسب في العديد من المجالات وفي مقدمتها القطاع النووي، جعلها في غنى عن الاستعانة بالآخرين، وازعج الغربيين الذين حاولوا، حسب تصوراتهم، الحيلولة دون توصل طهران الى ما هي عليه اليوم، لكنهم فشلوا وسيفشلون طالما لا يضعون في الاعتبار لغة المنطق.

ان عدم توصل الدول الست خلال اجتماعها الاخير الى اتفاق لتشديد الحظر على ايران بسبب برنامجها النووي السلمي، جاء دليلا على الخلافات القائمة بين الاطراف المشاركة، والانقسامات الجادة بينها حول تشديد الحظر، وليضيف فشلا آخر الى سجل هذه المجموعة التي يتعين عليها قبل كل شيء ان تعي بأن ايران التي لا ترحب بفرض عقوبات عليها، لا تخشى أيضاً مثل هذه العقوبات ولن تتوسل الى القوى الكبرى، لانها تعلم انها حق في مسيرتها التي طوتها بنجاح وتقدم حتى اليوم وستواصلها برؤية موضوعية.