رمز الخبر: ۲۱۹۳۲
تأريخ النشر: 11:11 - 13 April 2010
عصرایران - حذر المحلل السياسي والباحث الاجتماعي الدكتور طلال عتريسي من خطورة التهديد الذي أطلقه باراك أوباما باستخدام السلاح النووي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكوريا الشمالية على الأمن والسلم الدوليين.

وقال في حديث لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء ( إرنا ): إن هذا التهديد خطير جداً خصوصاً أن الولايات المتحدة الأميركية لديها سوابق في إستخدام السلاح النووي, و يتناقض مع دعوات أوباما السابقة حول السلام والحوار وسياسية اليد الممدودة وما إلى ذلك.

واعتبر التهديد باستخدام السلاح النووي يعبر عن توجهات الإدارة الأميركية, كما يعبر عن عودة اللغة المتشددة في هذه الإدارة ، لغة المحافظين القدامى والمحافظين الجدد, ما يعني أنه لا تغيير في السياسة الأميركية, وهذا يخدم الكيان الصهيوني الذي لا يشير أحد إلى ما يمتلك من الرؤوس الحربية النووية.

ورأى رداً على سؤال أن التهديد الأميركي باستخدام السلاح النووي يعزز أهمية المؤتمر الذي تستضيفه طهران في 17 – 18 من الشهر الجاري حول نزع سلاح الدمار الشامل ويؤكد ضرورة هذا المؤتمر لأن ما قاله أوباما يهدد الأمن والسلم الدوليين, وهذه مسألة ليست سهلة على الإطلاق.

 وقال: أعتقد أنه ستكون لمؤتمر طهران أهمية إضافية وأكبر, ولما سيقال فيه , وسيكون التركيز عليه مضاعفاً خصوصاً أن إيران تقدمت بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد أوباما, وهذا الأمر سيكون محور الإهتمام في المؤتمر الذي سيدعو بطبيعة الحال إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل, وإلى حق الدول في امتلاك الطاقة النووية السلمية, وإلى نزع السلاح النووي الصهيوني الذي تتجاهله الولايات المتحدة.

مشيراً إلى أن مؤتمر طهران يؤكد مرة أخرى على سياسة إيران الرافضة لامتلاك السلاح النووي. ولفت عتريسي إلى أن كل الدول الغربية التي تتهم إيران وتمارس الضغوط عليها لا تمتلك أي دليل ضد إيران وإنما تمارس ذلك من موقع الشك, رغم كل التعاون الذي أبدته الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الوكالة الدولية للطاقة النووية ومع المفتشين الدوليين, مؤكداً أن أياً من هذه الدول الغربية لا يستطيع أن يقول بأن إيران تسعى لامتلاك السلاح النووي.

 ورداً على سؤال آخر قال الدكتور عتريسي: إيران تعقد هذا المؤتمر وهي مرتاحة إلى سياستها ومواقفها الداعية إلى أن تكون المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل, وهو ما يكشف أن الدول الغربية هي التي ترفض نزع هذا السلاح والتخلي عنه, لأن هكذا قرار لا بد أن يشمل كل الدول التي تمتلك السلاح النووي والتي تحظى بدعم الولايات المتحدة الأميركية وفي مقدمها الكيان الصهيوني.

ومن ناحيتها انتقدت صحيفة البعث السورية ، الاستراتيجية النووية الجديدة للولايات المتحدة الاميركية ، معتبرة ان باراك اوباما و من خلال هذه الاستراتيجية يحذو حذو سلفه بوش في السير بالمنطقة إلى مزيد من التوتّر والفوضى. وقالت الصحفية في مقال رأي لها : إذا كان العنوان العريض لإدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش هو ( الحرب على الإرهاب ) وما أدّت إليه زيادة التطرّف والتوتر في العالم أجمع، فيمكن القول إن ولاية الرئيس الحالي باراك أوباما هي مرحلة ( الإستراتيجيات الجديدة).

و رأت الصحيفة، ان أخطر ما في الإستراتيجية الجديدة ( رسائل الترغيب والترهيب) للجمهورية الاسلامية الايرانية فيما يتعلق ببرنامجها النووي السلمي وكوريا الديمقراطية ، لافتة الى ان الاستراتيجية الجديدة تؤكد على إمكانية مهاجمتهما إن لم تلتزما بقواعد اللعبة ومعاهدة حظر الانتشار النووي، مشيرة الى ان الإدارة الأمريكية تعتبر أن بيونغ يانغ وطهران تخرقان معاهدة الانتشار النووي.

وقالت : حري بالذكر أن كوريا الديمقراطية تؤكد أن سلاحها النووي هو لغرض ( الردع) ولن تستخدمه إلا في حال مهاجمتها من قبل الولايات المتحدة، أمّا إيران ومنذ أن بدأت بتطوير قدراتها النووية، فهي تؤكد مراراً وتكراراً أن مشروعها النووي هو لغرض الاستخدام السلمي، ورغم ذلك فقد تعرّضت على مدى أكثر من ثلاثين عاماً للعقوبات والحصار من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة.

 واعتبرت الصحيفة، ان اللافت في إستراتيجية أوباما الجديدة أنها لم تأت لا من قريب ولا من بعيد على ذكر ترسانة إسرائيل النووية التي تهدّد الأمن والسلام في المنطقة، رغم أن إسرائيل هي الوحيدة التي لم توقّع على معاهدة منع الانتشار النووي.

 وقالت : انه من هنا تصبح الصورة أوضح بأن إستراتيجية أوباما أُعدّت فقط للضغط على إيران وفرض حزمة عقوبات جديدة عليها بحجّة أنها لا تلتزم بقواعد حظر الانتشار النووي، حيث فشلت واشنطن حتى الآن في حشد التأييد الدولي لإصدار قرار من مجلس الأمن لتشديد العقوبات على طهران، فالقوانين حسب الرؤية الأمريكية لا تطبّق إلا على الدول التي ترفض التماهي مع سياساتها. واضافت :كذلك فإن تلك الإستراتيجية لا تخلو من لمسات اللوبي الصهيوني المتغلغل في قلب مؤسسات صنع القرار الأمريكي، ويتّضح ذلك من جهة أنه أصبح يقدّم “أمن إسرائيل” على أمن الولايات المتحدة نفسها. ورأت الصحيفة، انه وبناء على ذلك فإن الإستراتيجية الجديدة تحقّق غرضين، الأول: الضغط على إيران لإجبارها على التخلي عن مشروعها النووي السلمي، والثاني: الإبقاء على ترسانة إسرائيل النووية التي تضمن وجودها في التوازنات الإقليمية الجديدة.