رمز الخبر: ۲۱۹۶
تأريخ النشر: 08:40 - 20 January 2008
وطالب السيد نصر الله الجامعة العربية بوساطة جدية لإنجاز تسوية حقيقية على أساس الشراكة وليس الضغط على فريق دون آخر، وجدد مطلب المعارضة اللبنانية بضرورة المشاركة في الحكم لحل الازمة في البلاد.
اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله امس السبت أن حل الازمة في لبنان يكون بالشراكة الحقيقية في الحكم، محذرا من تدويل الملف اللبناني.

جاء ذلك خلال الخطاب الذي القاه السيد نصر الله في ختام المسيرة الحاشدة التي نظمها حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية احياءً لذكرى استشهاد الامام الحسين "عليه السلام".

وطالب السيد نصر الله الجامعة العربية بوساطة جدية لإنجاز تسوية حقيقية على أساس الشراكة وليس الضغط على فريق دون آخر، وجدد مطلب المعارضة اللبنانية بضرورة المشاركة في الحكم لحل الازمة في البلاد.

وقال: نحن نطالب بالعدالة، ونطالب بالانصاف، أنا استغرب كيف يتحدث وينظر الينا بعض المسؤولين العرب ويحدثوننا عن الاكثرية والاقلية وعن الديمقراطية وما هو مقبول بالديمقراطية ومرفوض فيها، وانظمتهم هي انظمتهم التي تعرفونها لا اكثرية ولا اقلية ولا ديمقراطية ولا .. ولا .. ولا.

واضاف: الجد هو أن تسعى الوساطة العربية في الليل والنهار لانجاز تسوية داخلية حقيقية تقوم على اساس الشراكة، وليس على اساس الضغط على فريق من اجل أن يستسلم وأن يعترف باستئثار فريق آخر بادارة البلاد.

وتابع: اقول لكل من يضيع الوقت. اذا كنتم تراهنون على ضعف المعارضة او تراجع المعارضة، او تخلي المعارضة عن حقها وعن اهدافها فانتم واهمون.

وحذر السيد نصر الله من تدويل الازمة اللبنانية، وقال: من يريد أن يدفع بالازمة اللبنانية الى التدويل فلن يجديه نفعاً، وأنا اؤكد لكل الذين يذهبون الى التدويل، اذا كنتم تظنون أن بامكانكم اخضاعنا او اذلالنا فاسمعوا نداء هؤلاء الناس الذين اجتمعوا تحت عنوان واحد: "هيهات منا الذلة".

كما أكد السيد نصر الله أن المعارضة لن تختبئ وراء المطالب المعيشية وستواجِه بالشعار والمطلب السياسي.

واضاف: وكما قلت سابقاً اذا فشلت الوساطات والمبادرات، لن نقف عند الحائط المسدود، فالمعارضة ستتحمل مسؤوليتها، واقول لكم بصراحة، لن نختبئ خلف المطالب المعيشية والاجتماعية كما يظنون، بل سنواجِه بالشعار السياسي، بالحق السياسي، وبالمطلب السياسي، ولن نترك لبنان لا للمشروع الاميركي، ولا للادارة الاميركية، ولا ليستأثر به احد على حساب احد.

ودعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأمة العربية والإسلامية حكاما وشعوبا إلى دعم المقاومة ورفع الحصار عن قطاع غزة، وعدم ترك القطاع غزة، ورفض التهجير التوطين والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني.

ولفت الامين العام لحزب الله الى أن زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الاخيرة الى المنطقة تهدف الى تضليل العرب وتحريضهم ضد ايران، داعيا الأمة إلى التمييز بين الصديق والعدو، وإلى مزيد من التماسك.

واكد أن على الأمة كلها أن تتمسك بالخيار المقاوم ردا على جولة بوش، وأن على العرب والمسلمين رفض كل الخيارات التي يقدمها لهم الأميركيون لأن فيها استغلالا واستئثارا بالمنطقة.

وحول التهديدات الاسرائيلية بشن عدوان جديد على لبنان، اكد السيد نصر الله ان هذا كلام فيه الكثير من التهويل لإثارة رعب الناس وخوفهم، وإن ليس هناك في المدى المنظور من حرب، بسبب انشغال الكيان بأوضاعه الداخلية المعقدة، لكنه حذر في المقابل كيان الاحتلال الاسرائيلي من شن اي عدوان على لبنان، مؤكدا أنه في حال شنت اسرائيل حربا على لبنان، فستلاقي ردا سيغير مسار المعركة ومصير المنطقة باكملها.

وأضاف: "أشك في أن إٍسرائيل تملك القيادات السياسية والعسكرية والجيش المؤهل لشن حرب على لبنان، ولكن لو شنت اسرائيل على لبنان حرباً جديدة فإننا نعدهم بحرب ستغير مسار المعركة ومصير المنطقة باكملها إن شاء الله".

واشار السيد نصر الله الى الخروقات الاسرائيلية المتواصلة للسيادة اللبنانية، محذرا الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار في الاعتداء على المدنيين اللبنانيين، وقال: "اننا نشعر أن الاعتداء على المدنيين على الحدود اللبنانية هو إذلال لوطن أو لشعب وليس لفلاح أو مزارع، وهذا أمر لا يجب السكوت عليه ويجب أن يواجه في يوم من الأيام وسيواجه إن شاء الله في يوم من الأيام".

واضاف: أن يبقى المزارعون، والرعاة والفلاحون والصياديون في معرض الخطر، وتحت عين قوات الامم المتحدة والعالم، هذا لا يمكننا أن نسكت عليه طويلاً.

وتابع: أنا احذرهم وأنا جاد في هذا الامر وهم يعرفون جديتنا في هذا النوع من المسائل.

وفي موضوع الأسرى، أكد السيد نصر الله أن حزب الله لديه اشلاء عدد كبير من الجنود الاسرائيليين جمعهم خلال حرب تموز 2006، مشيرا الى ان الجيش الاسرائيلي ترك اشلاء لعدد كبير من جنوده.

وقال: "أيها الصهاينة ان جيشكم يكذب عليكم وهو الذي كان يفاخر دائما أنه إذا دخل ساحة ينتصر فيها ولا يترك أجساد قتلاه وجرحاه في الأرض، أقول لكم لقد ترك جيشكم أشلاء جنوده في قرانا وحقولنا".

واضاف: "كان مجاهدونا يقاتلون ويواجهون هؤلاء الصهاينة، يقتلونهم ويجمعون أشلاءهم، أنا لا أتحدث عن أشلاء عادية لدينا رؤوس وأيدي وأرجل من جنودكم وهناك جثة شبه مكتملة من رأس إلى صدر إلى وسط وبدن، متسائلا: ماذا قال جيش الاحتلال لعائلة هذا الجندي.

هذا وقد شارك الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله شخصيا في هذه المسيرة الحاشدة التي غصت بها شوارع ضاحية بيروت الجنوبية، وذلك في اول ظهور له في مناسبة علنية منذ فترة طويلة.

فقد فاجأ السيد نصر الله الجماهير التي احتشدت من كل المناطق اللبنانية في الضاحية الجنوبية، حيث وصل بدون اعلان مسبق، ووسط اجراءات امنية مشددة وتقدم المسيرة الحسينية.

وكان مضى حوالى ثلاثة ارباع الساعة على انطلاق المسيرة من مجمع سيد الشهداء في حي الابيض في الضاحية الجنوبية، عندما خرج السيد نصرالله فجأة سيرا على الاقدام من طريق فرعي بين حواجز حديدية سارع الى وضعها على جانبي الطريق عناصر من حزب الله.

واشتعل المشاركون الذين فوجئوا بظهوره بينهم وانضمامه الى المسيرة بالهتافات: "يا الله، يا الله، احفظ لنا نصرالله".

وقد سار السيد نصر الله مع الناس في المسيرة، قبل ان تلاقيه في طريق فرعي آخر سيارة رانج روفر صعد اليها وسط تدافع الناس صوبه.

وانطلقت المسيرة من مجمع سيد الشهداء تتقدمها لافتة حمراء كبيرة حملت عبارة "هيهات منا الذلة" وصور عملاقة لنصر الله ولوح المشاركون فيها برايات الحزب الصفراء وهتفوا "الموت لاميركا الموت لاسرائيل"، "هيهات منا الذلة" ، "لبيك يا حسين"، لبيك يا نصر الله".

وكان نصر الله قد حث في آخر ليالي عاشوراء المسلمين على المشاركة بكثافة في المسيرة الحسينية إحياءً لذكرى استشهاد ابي عبد الله الحسين "عليه السلام".

وقال نصر الله في خطاب ليلة الجمعة: "غدا ستخرجون رجالا ونساءً شيبا وشبانا كبارا وصغارا لتملأوا الساحات والميادين ليراكم العالم كله، ليراكم الصديق فيطمئن قلبه على قوة حضوركم، وليراكم العدو فيعرف ويتيقن أن بلدنا وارضنا وكرامتنا ليست لقمة سائغة في فم احد ولييأس هذا العدو، من محاربتكم ومواجهتكم".

العالم/