رمز الخبر: ۲۲۲۹
تأريخ النشر: 10:16 - 21 January 2008
من جانبها، حذرت الوكالات الانسانية من كارثة باتت تهدد مليونا ونصف مليون شخص في القطاع نتيجة شحة المواد الغذائية.
عاش قطاع غزة ليلة من الظلام الدامس بعد نفاد الوقود من محطة الكهرباء الرئيسة جراء الحصار الاسرائيلي الشامل، ما ينبئ بوقوع كارثة انسانية قد تودي بحياة العديد من الفلسطينيين خاصة مع انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفيات وشحة المواد الغذائية.

وقد خرجت تظاهرات عفوية في غزة نددت بالحصار وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لانهائه، فيما اعلنت مصادر طبية فلسطينية مساء الاحد عن اول حالة وفاة إثر انقطاع التيار الكهربائي، واوضحت أن اطفال الحاضنات في المستشفيات مهددون بالموت.

من جانبها، حذرت الوكالات الانسانية من كارثة باتت تهدد مليونا ونصف مليون شخص في القطاع نتيجة شحة المواد الغذائية.

هذا وقد استشهد مقاومان فلسطينيان واصيب عدد آخر في غارتين شنتهما طائرات الاحتلال الاسرائيلي ليلة امس على قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن مقاوما استشهد واصيب آخرون في غارة اسرائيلية شمال مدينة غزة، فيما استشهد مقاوم من كتائب القسام واصيب آخر جراء غارة ثانية استهدفتهما بمخيم جباليا شمال القطاع، اثناء اطلاقهما الصواريخ باتجاه المستوطنات الاسرائيلية، كما ذكر بيان لحركة حماس.

وكان 4 مقاومين من سرايا القدس التابعة لحرکة الجهاد الاسلامي جرحوا خلال قصف لقوات الاحتلال على بلدة بيت لاهيا.

واحتجاجا على حصار الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة، تظاهر مئات الفلسطينيين في رام الله بالضفة الغربية، وطالبوا حركتي فتح وحماس بتوحيد الصف الوطني، كما حملوا الرئيس الاميركي جورج بوش مسؤولية جرائم الاحتلال ضد غزة.

من جانبه، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الكيان الاسرائيلي لأن يرفع فورا الحصار المفروض على قطاع غزة، وطالب حکومة الاحتلال السماح بدخول الوقود لاستمرار عمل المستشفيات وتسهيل حياة الفلسطينيين.

كما دعا عباس لعقد دورة خاصة لمجلس جامعة الدول العربية بشکل عاجل، وبعث ايضا رسائل الى الامين العام للامم المتحدة بان کي مون واعضاء اللجنة الرباعية الدولية، وناشدهم للتحرك السريع.

وفي السياق، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق: إن من يريد اركاع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للتنازل عن حقوقه فهو واهم.

ابو مرزوق وفي مقابلة مع قناة العالم اكد أن الفلسطينيين سيواجهون العدوان وسيردون عليه بصمودهم.

هذا وطالبت حركة المقاومة الإسلامية حماس الدول العربية والإسلامية، لا سيما مصر، كسر الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، مؤكدة أنه "لا عذر لأحد".

وأعربت الحركة في بيان لها عن استغرابها حتى اللحظة من الموقف العربي والإسلامي من الحصار، وتساءلت: "ماذا تبقى لكم، نحاصر فتصمتون، ونقتل فلا تتحركون، فإلى متى هذا السكون، ألم يحرك فيكم هذا الموت والقتل والحصار أي مشاعر؟، لم نيأس وسنبقى على أمل أنكم ستتحركون، فيا أمتنا العربية والإسلامية لا عذر لكم، اكسروا هذا الحصار الظالم، وساندوا شعبكم في فلسطين، الذي يحمل عنكم مشروع الدفاع عن كرامتكم ويقدم كل ما يملك من أجل ذلك".

وحثت الحركة مصر لأخذ دورها الحقيقي في نصرة شعب فلسطين، وقالت: "لا نريد منكم سلاحاً، وإن كنا بحاجة إليه، ولسنا بحاجة إلى رجالكم في هذه المرحلة، وسيأتي يوم قدومهم، ولا نريد منكم مالا، وإن كنا بحاجة إلى كل فلس ومليم ودرهم، ولكنكم اليوم وأنتم قادرون على ذلك مطالبون بالعمل على كسر الحصار من خلال فتح معبر رفح؛ فلم تعد الأحوال والأوضاع تحتمل، فالمعبر يا "مصر" بيدكم، وفتحه بأمركم، نناشدكم اليوم أن تعملوا على فتح المعبر، وإلا فالكارثة ستحل بنا ولن تقف عندنا، بل ستعم المنطقة بأكملها فلا عذر لكم".

وتابعت مخاطبة علماء الأمة ومثقفيها وقادة الرأي وكل الأحرار، قائلة: "ماذا تنتظرون؟، أن نموت جميعاً، أو أن تكسر شوكتنا ورايتنا، فلا هذه ولا تلك ستكون بإذن الله، وسؤالنا: أين أنتم؟، وماذا تريدون، فالعدو من أمامنا ومن فوقنا ومن خلفنا، والموت فينا والقتل لم يتوقف، والحصار طال كل شيء ولم يبق شيء، فهل سيطول هذا الصمت؟، متى ستأخذون دوركم الحقيقي؟، إن النظم الحاكمة تنتظر تحرككم وتحريككم للشارع والأمة حتى يتحركوا، إنكم محاسبون قبل الحكام وقبل النظام؛ لأن صمتكم يزيد صمتهم، تحركوا فلن تخسروا شيئاً، فالموت والحياة والسجن والحرية كلها بيد الله لو كنتم تؤمنون بذلك، وإلا فتحسسوا إيمانكم، نحن ننتظركم، فلا تجعلونا ننتظر كثيراً، يجب أن تتحركوا ويتحرك معكم الشارع حتى تتحرك النظم والحكام".

من ناحيتها طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مساء الأحد الدول العربية بطرد سفراء إسرائيل من العواصم العربية، وسحب السفراء العرب المتواجدين في تل أبيب، جراء ما وصفتها "بحرب الإبادة" التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ودعت الجبهة، في بيان لها، القيادة الفلسطينية وجامعة الدول العربية، بضرورة مطالبة مجلس الأمن الدولي بتحمله المسؤولية إزاء التصعيد الإسرائيلي الأخير وإغلاق كافة المعابر عن القطاع ومنع دخول الوقود إليه، داعية إلى التدخل العاجل لحماية الشعب الفلسطيني في القطاع من الموت.

وقال بيان الجبهة: "إن الدول التي تلاقت في أنابوليس، فضلاً عن اللجنة الدولية لحقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي، وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات ذات الصلة، مدعوة لكسر الصمت المهين فيما وصل عدد الضحايا بالمئات من الشهداء والجرحى، في خرق سافر لأبسط حقوق الإنسان ولقواعد القانون الدولي".

ودعا بيان الجبهة، الدول العربية وشعوبها، بالتحرك الفوري والمباشر عبر شتى الأشكال للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، المحاصر في قطاع غزة، مؤكدا ضرورة تحمل الدول العربية مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني المحاصر في غزه خلال الاجتماع المزمع غدا "اليوم الاثنين" لمناقشة الوضع في قطاع غزة.

وفي لبنان شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين تظاهرات احتجاجية على حصار غزة.

وكانت حكومة الاحتلال الاسرائيلي قد قررت خلال اجتماعها الاسبوعي الابقاء على حصارها لقطاع غزة، بعد أن تدارست نتائج العمليات العسكرية الاخيرة، والوضع في مستوطنة سديروت المستهدفة بصواريخ المقاومة الفلسطينية.

في سياق آخر طالب وزراء اسرائيليون باستقالة الحكومة، فيما طالب آخرون باغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

العالم/