رمز الخبر: ۲۲۳۲۲
تأريخ النشر: 11:03 - 27 April 2010
عصر ايران ، علي قادري – قد لا يعرف الكثير من ابناء الشعب السعودي بانهم قد خسروا جزيرتين استراتيجيتين لهم وان اسرة ال سعود لم تتخذ الاجراءات الجادة لاستعادتهما.

لكن ما سبب هذا الصمت التاريخي الذي يلوذ به القادة السعوديون؟

وتذكر "ويكيبيديا" في هذا الخصوص "ان جزيرة تيران تابعة بصورة رسمية للسعودية وتقع عند مدخل مضيق تيران وتفصل خليج العقبة عن البحر الاحمر".
وتبلغ مساحة هذه الجزيرة 80 كيلومترا مربعا. ان هذه الجزيرة اضافة الى جزيرة اخرى تسمى "صنافير" وتبلغ مساحتها نحو 33 كيلومترا مربعا وضعت قبل حرب الايام الستة لعام 1967 من قبل الملك فيصل بتصرف جمال عبد الناصر لكي تستخدمهما مصر في الحرب ضد اسرائيل.

لكن وبعد هزيمة الجيش المصري ، استولى الجيش الاسرائيلي على هاتين الجزيرتين. وفي عام 1968 وبعد 11 شهرا من استيلاء الجيش الاسرائيلي على هاتين الجزيرتين ، يطلع فيصل سفير السعودية آنذاك في اميركا على احتلال الجزيرتين ويبعث برسالة الى وزارة الخارجية الامريكية يحتج فيها على احتلال تيران وصنافير.

ورد سفير الكيان الصهيوني في اميركا آنذاك اسحاق رابين قائلا ان بوسع ثلاثة اشخاص مسلحين من قوات حركة فتح فقط اغلاق مضيق تيران، لذلك فان هاتين الجزيرتين تحظيان باهمية بالغة بالنسبة لاسرائيل وانه يجب تحديد مصيرهما من خلال اتفاق امني بين السعودية واسرائيل.

وكانت تيران وصنافير تحت الاحتلال الاسرائيلي حتى عام 1979 الى ان تم وضعهما بعد اتفاقية كمب ديفيد بتصرف قوات الامم المتحدة لمراقبة السلام لكي لا يندلع نزاع بين مصر واسرائيل. وفي الحقيقة فان السعودية وضعت جزيرتيها بتصرف القوات الدولية لصالح اسرائيل وتخلت عنهما عمليا.

ولم تبذل السعودية جهودا جادا لاستعادة الجزيرتين خلال محادثاتها مع مصر. وكان السادات يرى ان تيران وصنافير غير تابعتين لمصر وانهما تعتبران جزء من ارض الحجاز ، لذلك فانه يتعين على السعوديين العمل من اجل استعادتهما.

ان اسرة آل سعود لم تبذل اي جهود لاستعادة الجزيرتين اللتين هما جزء من الاراضي السعودية. ويرى البعض ان هذه الجزر المرجانية التي لا تحتوي على الماء والنفط لا قيمة تذكر لها بالنسبة للرياض ، لكن لا اساس لهذا الاستدلال لان هاتين الجزيرتين تعدان المدخل الى خليج العقبة.

وربما كان هذا الاستدلال اقرب الى الحقيقة من ان صمت السلطات السعودية يعود الى قلقها من ان ينتبه العالم لاسيما العالم العربي الى هذه الفضيحة التاريخية من ان العائلة السعودية فقدت جزء من ترابها لصالح اسرائيل بداية ومن ثم منحته للامم المتحدة (وعمليا فان هاتين الجزيرتين تخضعان للسيطرة الاسرائيلية) ، لانه من وجهة نظر العرب والمسلمين قاطبة ، فان ارض الحجاز تحظى بقدسية خاصة وان طرح هذه القضية على صعيد الاعلام سيجلب الخزي لعائلة تدعي انها زعيمة العالم العربي!

لكن يبدو ان هذا الاستدلال لا يعكس الحقيقة بكاملها ، لان ثمة نقاط غامضة كثيرة حول تيران وصنافير. ولماذا لا يسمح حرس الحدود السعودي للمواطنين السعوديين والعرب بالاقتراب من هاتين الجزيرتين؟ وحتى ان الصيادين غير مسموح لهم الصيد في المنطقة الكائنة بين مدينة حقل السعودية الصغيرة وجزيرتي تيران وصنافير.
وهل تم ترتيب اتفاق امني بين السعودية واسرائيل حسبما اراد رابين؟ أم ان السعوديين اتفقوا على ملء صهاريج النفط الاسرائيلية في ميناء ايلات عن طريق مضيق تيران؟

ان السعوديين الذين يؤكدون على الدوام على حماية الاراضي العربية ، يتهمون ايران في قضية الجزر الايرانية الثلاث ، باحتلال الجزر الثلاث (ابوموسى وتنب الصغرى وتنب الكبرى) في حين ان جزرهم تخضع لسنوات للاحتلال وان القادة السعوديين لا يجرؤون حتى على الاحتجاج على المحتلين.

وتقع جزيرتا تيران وصنافير على وجه الدقة عند مدخل خليج العقبة اي ان مضيق تيران يقع على الضفة الشمالية للبحر الاحمر.
وتقع السعودية ومصر على جانبي مضيق تيران.

ويعتبر خليج العقبة الطريق الوحيد الذي يمكن اسرائيل من الوصول مباشرة الى البحر الاحمر. ان اسرائيل ليس تسيطر حاليا على جزيرتي تيران وصنافير فحسب بل ان مضيق تيران هو الان بتصرف اسرائيل عمليا.