رمز الخبر: ۲۲۴۰۲
تأريخ النشر: 11:48 - 29 April 2010
مصيب نعيمي
عصرایران - تقوم العلاقات الثنائية للدول على أساس المصالح المشتركة والمبادلات التجارية والاقتصادية وتبادل التجارب، لكن بقاء الثقة والوقوف بوجه التحديات أهم عنصر لتوطيد هذه العلاقة واعطائها طابعا استراتيجيا مستديما على مر الزمن.

وفي ضوء مامر، يمكن وصف العلاقات الايرانية السورية بانها تدخل في هذا الاطار بل وأكثر، حيث تعتمد على أسس متينة بفعل التجربة الناجحة والسياسة الثابتة طوال أكثر من ثلاثة عقود متوالية.

ولا شك بأن الفضل في ذلك يعود الى النواة التي وضعت لبنة هذا البناء في زمن مليء بالفتن والمؤامرات، فلم تتأثر هذه العلاقة بأي من التقلبات الاقليمية والدولية وحتى بالحرب التي فرضت على الجمهورية الاسلامية مدة ثمانية اعوام.

هذه التجربة الفذة تعطي ثمارها اليوم حيث الجانبان يقفان في صف واحد وخندق واحد مع الاحترام المتبادل لخصوصية كل منهما.

وليس من المبالغة ان نصف العلاقات الايرانية – السورية بالنموذجية عندما نشاهد هذا الكم الهائل من المشاريع المشتركة في جميع المجالات العلمية والصناعية والزراعية والانتاجية في القطاعين العام والخاص. مما يتمنى المرء ان تعم هذه التجربة الفذة مع بقية الاشقاء العرب والمسلمين.
ان مصلحة الامم المتواجدة في هذا الاقليم من الكرة الارضية لا تكمن الا بالتعايش والتكامل بما لهذه الامم من تطلعات ومصالح مشتركة.

فالتنوع الحضاري والقومي ميزة لتواصل الشعوب والحضارات ، خاصة عندما تتجذر في عمق التاريخ . وان ما يروجه اصحاب النوايا السيئة لا يكشف الا عن نفوسهم المريضة التي دأبت على الانزعاج من مشاهدتها التقارب والتعاون بين بلدان تعمل لمصالح شعوبها ومنطقتها .

ولذا فهم يحاولون ببنات افكارهم بث الخلافات لغرض سلب القرار من الشعوب وافساح المجال للهيمنة الاجنبية على مقدرات المنطقة.

ان قضية فلسطين افضل نموذج لتدخل الدول الغربية التي جعلت منطقة الشرق الاوسط ساحة لاطماعها وجلبت لها الحروب والويلات التي لازالت تعكر اجواء الامن والاستقرار لشعوب هذه المنطقة بعد زرع شتات الصهاينة بديلاً لاصحاب الارض الاصليين وجعل المنظمات الدولية وحقوق الانسان اداة لقمع الانسان وحرمانه من حقوقه.

اننا لسنا اقل قدرة ولا كفاءة من الاوروبيين الذين وضعوا حروبهم المدمرة جانباً ونسوا قتل الملايين في حربين عالميتين ليصنعوا اتحاداً اوروبياً رغم اختلافاتهم العرقية والقومية، بينما نحن نتمتع بدين واحد ومبدأ واحد يأمرنا بالوحدة والتكاتف .