رمز الخبر: ۲۲۴۴۸
تأريخ النشر: 16:19 - 01 May 2010
وسيكون حفل الافتتاح على قاعة مسرح كاريه الملكي، في أمستردام في الأول من حزيران يونيو القادم، بينما سيتاح لعدد أكبر من الجمهور، متابعة الحفل مباشرة ومجاناً، عبر شاشات كبيرة سيتم نصبها في الحديقة العامة "أوستر بارك" القريبة من المسرح.
عصر ايران- من امستردام- يـُفتتح مهرجان هولندا للفنون 2010.بتكريم الفنانة المصرية أم كلثوم  وسيكون التكريم من خلال حفل تحييه الفنانة المصرية الشابة آمال ماهر بصحبة أوركسترا يقودها الموسيقار المصري- الفلسطيني سليم سحاب.

وتشارك المعمارية البريطانية العراقية الأصل زها حديد بتصاميم عمرانية في هذه الدورة من
المهرجان ، وتعتبر زها حديد المولودة في بغداد في الاعم 1950 من أهم المعمارين العالميين شهرة وقد نالت أرفع الجوائز العالمية في مجال العمران.

وسيكون حفل الافتتاح على قاعة مسرح كاريه الملكي، في أمستردام في الأول من حزيران يونيو القادم، بينما سيتاح لعدد أكبر من الجمهور، متابعة الحفل مباشرة ومجاناً، عبر شاشات كبيرة سيتم نصبها في الحديقة العامة "أوستر بارك" القريبة من المسرح.
 
يعتبر "مهرجان هولندا" للفنون أكبر فعالية فنية تشهدها هولندا كل عام، وهو أيضاً واحد من المهرجانات المعروفة على الصعيدين الأوربي والدولي، خاصة في مجالي المسرح والموسيقى. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ المهرجان السنوي الذي انطلق للمرة الأولى عام 1947، التي يـكون فيها حفل الافتتاح مخصصاً لفنان شرقي.

اتسمت الدورات الأخيرة لمهرجان هولندا بانفتاح متزايد على الثقافات الأجنبية، من خارج أوربا. فعلى سبيل المثال ومنذ ثلاث سنوات أصبح في المهرجان حضور منتظم لأشكال المسرح التقليدي الياباني. ويعود هذا الانفتاح جزئياً إلى شخصية المدير الفني للمهرجان منذ عام 2005، بيير عودة، بشخصيته الكوزموبوليتية. فهذا الفنان اللبناني المولد، نشأ بين بيروت وباريس، ودرس في أوكسفورد، وبدأ حياته المهنية في لندن، وتوزعت عمله الفني بين الأوبرا والموسيقى، والمسرح الاستعراضي.

بيير عودة هو الذي يقف خلف اختيار الفنانة المصرية آمال ماهر، لحفل الافتتاح هذا العام، وأوضح ذلك في حديث أجرته معه إذاعة هولندا العالمية، في مكتبه، في قاعة "مسرح الموسيقى"، وسط أمستردام: "سمعت عن آمال ماهر وشهرتها في أداء أغاني أم كلثوم والنجاح الذي حققته في مهرجان بيت الدين اللبناني. وأم كلثوم هي واحدة من أهم الأصوات الغنائية في القرن العشرين على المستوى العالمي."

التعريف بالتجارب العالمية

رغم وصفه أم كلثوم، بأنها إحدى أهم المغنيات في القرن العشرين، يعترف بيير عودة أن الجمهور الهولندي لا يعرف الكثير عنها. ولكن هذا يشكل بالنسبة له سبباً إضافياً لتقديم فن أم كلثوم بهذه الطريقة التكريمية، إذ أن "التعريف بالفنانين العالميين هو أحد المهام التي يتكفل بها مهرجان هولندا. فمنذ وجود هذا المهرجان في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، كان من بين وظائفه أن يجلب التجارب الفنية الأوربية والعالمية إلى الجمهور الهولندي." ويرى بيير أودي أن دعوة الفنانة الشابة آمال ماهر سوف "يسلط الضوء على فن أم كلثوم وإبراز كونه لا يزال حياً ومؤثراً في الشرق الأوسط."

يؤكد بيير عودة في حديث معه أجرته إذاعة هولندا العالمية  أكثر من مرة، على أن اختياره لحفل الافتتاح هذا، جاء بدوافع فنية خالصة، ووأنه لا وجود لأي جانب سياسي في الموضوع، فهو لا يريد أن يظهر بدور المنشغل بـ "حوار الثقافات"، أو دعاة "التعدد الثقافي"، بالمعنى الرائج في النقاشات السياسية الراهنة. ومع ذلك فإن بيير أودي يعتز بجهوده في جعل مهرجان هولندا أكثر تنوعاً وانفتاحاً: "منذ أن توليت إدارة مهرجان هولندا عام 2005، وأنا أحاول أن أجعله أكثر انفتاحاً على الثقافات غير الأوربية. وأعتقد أن هذا الانفتاح مهم أيضاً لأن حياتنا آخذة بالتغير بتأثير التطورات التي تحدث في أماكن بعيدة. وجميعنا نشاهد يومياً أخباراً تتعلق بما يحدث في ذلك الجزء من العالم، فأصبح من الضروري أن نتعرف أيضاً على ثقافته. وهذا ينطبق على الأجزاء الأخرى من العالم وثقافاتها. لكن في هذه الحالة فإن التركيز هو ليس على ثقافة الشرق الأوسط عموماً، بل على أم كلثوم كشخصية تاريخية متفردة."

بيير عودة: أنا محظوظ

وأخيراً.. لا يخفي بيير عودة الجانب الشخصي الذي دفعه لتخصيص حفل افتتاح المهرجان لتكريم ذكرى الفنانة الراحلة أم كلثوم.. يقول عودة في حوار لإذاعة هولندا العالمية : "أنا كنتُ محظوظاً بأني قد رأيت أم كلثوم شخصياً، وحضرت إحدى حفلاتها. كنت في الحادية عشرة من العمر حين حضرت حفلة لأم كلثوم في مدينة بعلبك اللبنانية. هذا جعلني أدرك جيداً قيمة هذه التجربة، وقيمة أن تستمتع بشكل حي لتلك الأغاني. بالنسبة لي فإن أم كلثوم هي أيقونة فنية، وشخصية مثيرة ومتفردة فنياً."

رغم تلك الذكريات الجميلة التي يستعيدها بيير أودي فإنه لا يعتبر نفسه من"المولعين بشكل خاص بالعالم العربي أو بالثقافة العربية، بل أنا مهتم بنقل التجارب الفنية المتميزة، من كل أنحاء العالم إلى هولندا. هذا العام شكلت أم كلثوم محوراً متميزاً.. وربما ستكون في الأعوام القادمة محاور مشابهة ومتميزة من الثقافة المكسيكية مثلاً، أو الإيرانية

يـفتتح مهرجان هولندا 2010 في الأول من حزيران- يونيو ويستمر حتى الثالث والعشرين منه، ويتضمن عروضاً لأسماء عالمية بارزة في المسرح والموسيقى والأوبرا. وتتوزع العروض على عدد من القاعات الكبرى والمتوسطة في أمستردام.