رمز الخبر: ۲۲۵۰۳
تأريخ النشر: 14:25 - 03 May 2010
عصر ایران - الرای الکویتیة - نفت مصادر عسكرية رفيعة المستوى في وزارة الدفاع لـ «الراي» وجود أي صلة بين «الحرس الثوري» الايراني وبعض الموقوفين على ذمة الاشتباه في تخطيطهم للقيام ببعض الأعمال التخريبية. تزامن ذلك مع إعلان الناطق الرسمي باسم الحكومة الوزير الدكتور محمد البصيري «الأسف ازاء التعامل الاعلامي مع مسألة تتعلق بأمن الدولة بما تناولته من تفاصيل وامور لا تتسم بدقة»، فيما أكدت السفارة الايرانية في الكويت ومسؤول العلاقات العامة بقوات النخبة الايرانية «أن ما ينشر اخبار مفبركة وتهم جارحة تتعمد المس بسمعة ايران».

وكانت لافتة أمس تصريحات رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي الذي شدد على استعجال الحكومة إصدار مثل هذا البيان، «بحيث يمكن التعليق بعد اتضاح الصورة بالكامل»، معربا عن الامل في ألا تكون المعلومات عن الشبكة صحيحة.

ونوه الخرافي «بالعلاقة الكويتية - الايرانية المتميزة الأمر الذي لا يتطلب على الاطلاق تواجد أي خلايا من شأنها التأثير على هذه العلاقة».
ورأى الخرافي أن نفي وزارة الخارجية الايرانية ما نشر اعلاميا حول الشبكة «محل تقدير».

وأعرب البصيري «عن الاسف ازاء التعامل الاعلامي مع مسألة تتعلق بأمن الدولة بما تناولته من تفاصيل وامور لا تتسم بالدقة ونسبتها الى مصدر مسؤول».

وأكد البصيري انه «لم يصدر عن اي جهة او مصدر مسؤول اي تصريح او بيان في هذا الشأن».

وقال البصيري في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) «ان الاجهزة الامنية تمارس واجباتها ومهامها بصورة يومية معتادة في اطار احكام القوانين السارية وما تستوجبه مقتضيات المصلحة الوطنية، كما تقوم باحالة اي قضايا تنطوي على مساس بأمن الدولة واستقرارها الى القضاء، وذلك بعد استكمال كل أركانها وادلتها وكافة الجوانب المتعلقة بها».

وازاء ما تردد اخيرا في الصحافة ووسائل الاعلام المختلفة أكد البصيري «ان الاجهزة الامنية المعنية بحكم واجبها تقوم بالتحقيق بشأن كل ما يرد اليها من معلومات بما في ذلك ما جرى تداوله أخيراً، وتقوم باستكمال تحقيقاتها واجراءاتها تمهيدا لاحالتها للقضاء وذلك بما يهدف الى الحفاظ على امن البلاد واستقرارها».

وأهاب البصيري بوسائل الاعلام المختلفة «ضرورة تحري الدقة في نشر وبث اي معلومات تتعلق بأمن الدولة والتزام التعامل الوطني المسؤول معها والرجوع دائما الى الجهات المعنية لأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية».

من جهتها، أكدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى لـ «الراي» أن التحقيقات التي تجريها السلطات الأمنية مع متهمين عسكريين ومدنيين «لم تشر إلى وجود صلة مع الحرس الثوري الايراني»، وأكدت «أن المعلومات التي تم جمعها كانت بالتعاون مع اجهزة امنية صديقة، والبحث جار حاليا حول وجود مخطط لتصوير اماكن حيوية في البلاد وهذا الامر لا يزال طور التحقيق».

وأشارت المصادر إلى «أن من المبكر الاعلان حاليا عن التحقيقات التي تجريها الجهات الأمنية، لا سيما وان القضية لا تزال في طور التحقيقات، ولا توجد اعترافات حول وجود تورط ايراني لأي جهة كانت بما فيها الحرس الثوري».

وبينت المصادر «أن أساس المعلومة كان وجود مخطط لتحديد الأهداف العسكرية والمدنية في البلاد، وباقتفاء هذه المعلومات ومتابعتها تم الوقوف على بعض الغموض، الأمر الذي استدعى ضبط وملاحقة عدد من العناصر لفك طلاسم ورموز بعض تلك الأمور»، مشيرة إلى «أن التحقيقات حتى اللحظة لم تكشف عن وجود مخطط داخلي اجنبي لزعزعة أمن البلاد، ومن المبكر الاعلان عن تورط جهات، سواء داخلية او أجنبية، في انتظار الانتهاء من التحقيق كاملا».

واعلنت النائب الدكتورة معصومة المبارك لـ «الراي» عن تقديمها سؤالا برلمانيا إلى وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد في شأن «شبكة التجسس».

وقالت المبارك «إن الأخبار المتواترة تشير إلى أن الشبكة تعمل لمصلحة الحرس الثوري الايراني، ولان القضية تمس امن الوطن وسلامته واستقراره فلا بد أن نكون على بينة ونعرف الحقيقة من مصادرها».
وفي بيان لها قالت السفارة الايرانية لدى الكويت «إن ما ينشر في الصحف ووسائل الاعلام العربية من أخبار مفبركة وتهم جارحة تتعمد المس بسمعة إيران بغية تضليل الرأي العام، وهو ما يدخل في إطار الحرب النفسية والاعلامية ضد الجمهورية الاسلامية، وهدفه تحويل الانظار عن الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة الا وهو الكيان الصهيوني الغاصب».

وفي اطار ردود الفعل الايرانية، ذكر مسؤول العلاقات العامة بقوات النخبة العميد رمضان شريف «ان الصهاينة وراء مزاعم الكشف عن شبكة تجسس بالكويت، وذلك استمرارا لخطة التخويف من الحرس الثوري».

وقال «ان اعداء الثورة الاسلامية الذين استولى عليهم الخوف والقلق من تزايد حب شعوب المنطقة لهذه الثورة المباركة وقوات الحرس الثوري عمدوا الى اثارة مثل هذه الزوبعة السياسية الكاذبة».

وعرض شريف نماذج من هذه «الخطط» مثل «قضية غسيل الاموال في البحرين، وتصريحات بعض المسؤولين الاماراتيين»، موضحا «أن الاعداء عمدوا هذه المرة الى الاعلان عن اكتشاف شبكة تجسس في الكويت استمرارا لأكاذيبهم السابقة».

وتابع قائلا «ان كل استطلاعات الرأي والبحوث، تظهر أن شعبية الثورة الاسلامية تزداد بين شعوب المنطقة يوما بعد آخر، وخاصة لدى الشبان الذين يزدادون حبا لقوات الحرس الثوري بسبب ثباتها على مبادئها الاسلامية».

ودعا المسؤول في الحرس الثوري، «الاعلام الاقليمي الى أن يصبح منبرا ينشر وجهات نظر شعوبه، ويعكس أهدافها ويتجنب اتخاذه وسيلة تخدم الاعداء»، وقال «ان شعوب المنطقة تدرك جيدا أن الحرس الثوري هو السباق للحفاظ على مصالح المسلمين، ويعلن تضامنه مع هذه الشعوب امام العدو المشترك الكيان الصهيوني».

وكان المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست، نفى اول من امس «ما نقلته بعض وسائل الاعلام عن تفكيك شبكة للتجسس في الكويت تعمل لحساب الحرس الثوري»، مؤكدا «ان هذه المزاعم لا اساس لها من الصحة، وتأتي في اطار الحرب الاعلامية الرامية الى بث الفرقة بين الدول الاسلامية، وصرف الانظار عن الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة، وهو الكيان الصهيوني».