رمز الخبر: ۲۲۷۴۵
تأريخ النشر: 10:33 - 10 May 2010
عصرایران - وکالات - هددت حركة طالبان باكستان مجدداً بشن هجمات ضد اهداف امريكية في الخارج، وتزامن هذا التهديد مع تأكيد السلطات الامنية المركزية على ان عملية 'تايمز سكوير' في قلب مدينة نيويورك، كانت من تخطيط هذه الحركة وتنفيذها.

عندما اعلن حكيم الله محسود، احد ابرز زعماء الحركة، ان منظمة تحريك، اي طالبان باكستان، مسؤولة عن تنفيذ العملية انتقاماً للغارة التي استهدفت زعيم الحركة بيت الله محسود، وأردته قتيلاً، شكك الكثيرون داخل الولايات المتحدة وخارجها بمثل هذا الاعلان الذي بثته قناة باكستانية اخبارية، وجرى حذفه من خدمة 'يوتيوب' لاحقاً.

انها المرة الاولى التي تنفذ فيها حركة طالبان باكستان عملية على هذه الدرجة من الخطورة باستخدام سيارة ملغومة في قلب اشهر ميادين نيويورك العاصمة المالية والاقتصادية لامريكا وعلى بعد مئات الامتار من مركز التجارة العالمي الذي استهدفته هجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر).

ولعل الربط بين هذه العملية والقول ايضاً بانها جاءت انتقاماً لاغتيال زعيمي 'القاعدة' في العراق ابو عمر البغدادي وابو ايوب المصري، ينطوي على درجة كبيرة من الاهمية، لأن هذا يعني ان الحركتين، اي طالبان باكستان وتنظيم القاعدة دخلا في تحالف، وربما اندماج، بعد ان كانت العلاقة بينهما تنسيقية فقط.

التحالف الثلاثي، اي بين طالبان افغانستان وباكستان من ناحية، وتنظيم 'القاعدة' من الناحية الاخرى بلغ ذروته في تنفيذ عملية انتحارية ضد قاعدة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية في منطقة خوست (افغانستان) يوم 31 كانون الاول (ديسمبر)عام 2009، وأدى الى مقتل سبعة من عملاء المخابرات الامريكيين، معظمهم ذوو رتب عالية، علاوة على ضابط استخبارات اردني.

البلوي منفذ هذه العملية قال في وصيته ان المجاهدين العرب كانوا في ضيافة طالبان باكستان، حيث كانوا موضع الترحيب، وانه قام بعمليته الاستشهادية، حسب وصفه، انتقاما لاستشهاد بيت الله محسود، وكان هذا الاعتراف المتلفز هو اول دليل على التنسيق المشترك بين تنظيم القاعدة الذي جند هذا الطبيب الاردني (البلوي) وطالبان باكستان.

من الواضح ان عملية 'تايمز سكوير' هذه التي لم تسفر عن وقوع اي قتلى بسبب بدائية عملية التفخيخ للسيارة، واعتراف منفذها بعلاقته مع طالبان باكستان اثناء التحقيقات، هي مقدمة لعمليات ربما تكون اكثر خطورة، خاصة اذا ما استفادت الحركة من خبرات تنظيم القاعدة التفخيخية، وتجنيد الانصار من داخل الولايات المتحدة، حيث توجد جالية باكستانية كبيرة منتشرة في معظم الولايات.

من حق الاجهزة الامنية الامريكية ان تقلق من هذا التحالف الجديد، وقرار حركة طالبان افغانستان نقل عملياتها الى داخل العمق الامريكي، خاصة ان الغارات الجوية الامريكية لقتل عناصرها داخل منطقة القبائل الحدودية في باكستان، ما زالت مستمرة وتؤدي الى وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الى جانب بعض قادة الحركة. فعدد المتعاطفين مع الحركة يزيد عن اربعة ملايين شخص داخل باكستان، وهناك من يقدر ان ثمانين الفا من بين هؤلاء مسلحون ومستعدون لتنفيذ عمليات انتحارية على غرار تلك التي استهدفت مومباي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008.

انه مثلث خطير يمكن ان يشكل تهديدا غير مسبوق لأمن الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة اذا نقل المعركة الى الاراضي الامريكية، ويبدو ان القرار في هذا الخصوص قد صدر فعلا، وانتقل من مرحلة التهديد الى مرحلة التنفيذ.