رمز الخبر: ۲۲۷۵۱
تأريخ النشر: 11:10 - 10 May 2010
مصيب نعيمي
عصرایران - مطالبة الدول الدائمة العضوية بمجلس الامن الدولي ومعظمها دول غربية، باقامة منطقة منزوعة من السلاح النووي في الشرق الاوسط، مفارقة ساخرة يعلم بها قادة هذه الدول افضل من غيرهم، فهم على يقين بأن الدول العربية والاسلامية في هذه المنطقة لا تملك هذا السلاح ولا هي بصدد حيازته وانما هدفها اقتناء التقنية النووية لاغراض محض مدنية وسلمية، خلافا لما توجهه الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، من اتهامات باطلة الى بعض بلدان المنطقة بزعم انها تنوي صنع سلاح ذري، وكأن الغربيين يقرأون النوايا عن غيب ويحذرون العالم من مغبة امتلاك بعض الدول حسب زعمهم للسلاح الذري الذي صنعوه قبل غيرهم وألقوا به على رؤوس الابرياء وابادوهم بالملايين.

واذا ما راجعنا خارطة المنطقة لرأينا ان الهند وباكستان اللتين توصلتا الى صنع السلاح الذري واعلنتا صراحة انه لغرض الردع المتبادل، ليستا دولتين محسوبتين على الشرق الاوسط، وعليه تبقى هناك دويلة زرعها الاستعمار وتدعى اسرائيل في هذه المنطقة، تتكتم وبدعم من الغربيين انفسهم على ترسانتها النووية، لتشكل الخطر الداهم للشرق الاوسط، وتتلقى الرعاية منهم بصمتهم المريب حيال اسلحتها المدمرة.

وهذا يكشف حقيقة ان هدف الغربيين من وراء قراءة نوايا الآخرين هو دول بعينها في هذه المنطقة الاستراتيجية، ترفض الامتثال لغطرستهم الرامية الى منعها حتى من استخدام التقنية النووية للاغراض السلمية ولتحقيق التقدم والرخاء لشعوبها، حتى تمد هذه الدول يد الحاجة اليهم طلبا لكل صغيرة وكبيرة، ولتكون بالتالي تحت رحمتهم حسب تصوراتهم.

اما بلدان المنطقة المعنية بالامر فانها تدعو الى نزع شامل للسلاح النووي لا يستثني احدا، حتى الكيان الصهيوني اللقيط والدول الكبرى صاحبة الترسانات النووية الضخمة حسب اعتراف بعضها، والتي ألقت بقنابلها الذرية لتدبيد الاخضر واليابس دون ان يهتز ضمير زعماء الحرب.

فهل ان زعماء الحرب الذين لازالوا يكدسون ترساناتهم بأسلحة الدمار الشامل صادقون في مزاعمهم أم الذين ذاقوا ولازالوا يذوقون ويلات هذه الاسلحة والذين شاطروهم ويشاطرونهم مشاعرهم الرافضة للسلاح النووي.؟