رمز الخبر: ۲۲۹۹۸
تأريخ النشر: 14:51 - 20 May 2010
عصر ايران ، جعفر محمدي – فيما لم يكن حبر بيان طهران قد جف، اتخذت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون موقفا ازاء ذلك اثار استغراب المجتمع الدولي حين قالت ان "العقوبات" هي انسب رد على اتفاق طهران! وتحدثت عن مشروع قرار جديد ضد ايران في مجلس الامن الدولي!

ان هذه التصريحات كانت غريبة بدرجة ان بعض السياسيين الذين يتابعون عن كثب الموضوع النووي الايراني ظنوا بان وزيرة الخارجية الامريكية لم تقرأ حتى لمرة واحدة نص بيان طهران، فقال وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو ان من الافضل للدول الغربية لاسيما الولايات المتحدة ان تفتح اعينها بشكل جيد وان تقرأ بدقة بيان طهران ذي ال 10 مواد.

وفي هذا الخصوص يمكن الاشارة الى نقطتين كاول واهم اثار ونتائج الموقف الامريكي :

1- مع اعلان امريكا عن موقفها يطرح هذا السؤال نفسه وهو انه اذا كانت ايران تعلن في "مؤتمر طهران" بانها غير مستعدة لنقل اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 بالمائة ، ألم يكن الموقف الامريكي الموقف نفسه؟!

ان مشروع القرار كان يعد وان امريكا كانت تستخدم ادبيات العقوبات فيما كانت تسود ظروف اخرى ، الموضوع النووي الايراني لكن ومع مرونة ايران وقبول نقل اليورانيوم 3.5 بالمائة الى الخارج والذي كان يشكل اهم مطلب للغرب ، فان الاوضاع تغيرت بشكل كامل.

ورغم ذلك فان اميركا استخدمت نفس الادبيات والاسلوب اللذين كانت تستخدمهما قبل الظروف الحالية وعززت بذلك هذا الاعتقاد بان الامريكيين لا يهمهم اصلا السلوك الايراني بل انهم يتابعون نهجا حددوه سلفا.

2- ان بيان طهران كان من الموضوعات القليلة التي حظيت باجماع نسبي من قبل جميع المجموعات في داخل ايران وان بعض "المبدئيين" فقط وجهوا بعض النقد اليه. ان هذا البيان حظي حتى بدعم ابعد المجموعات السياسية عن التيار الحاكم مثل الوطنيين الدينيين وان دبلوماسيا اصلاحيا مثل صادق خرازي الذي ينتقد على الدوام السياسة الخارجية لحكومة احمدي نجاد دعا في مقال افتتاحي في صحيفة "شرق" الاصلاحية جميع التيارات الى دعم هذه المبادرة الجديدة. ان الادبيات الرسمية للمبدئيين تمثلت ايضا في دعم هذا البيان.

وفي هذا السياق فان تعبيرات المعتدلين والاصلاحيين تجاه المبدئيين كانت : ارايتم بان الحق كان معنا وعدتم في النهاية الى سياستنا؟ لقد قلنا منذ البداية بانه يجب المضي قدما من خلال المرونة والتعامل.

الا ان رد الفعل الامريكي جاء كصفعة قوية للقوى المعتدلة في ايران لان تيار المبدئيين وحتى الراي العام واستنادا الى الموقف الامريكي من بيان طهران سيعتبر اي مرونة في التعامل مع الغرب على انه "خيار تم تجربته وفشل" وان هذه القضية ستكون بضرر القاعدة الاجتماعية والسياسية للمعتدلين في ايران وسيزيد من صعوبة تصرف الغرب
ازاء اهم دولة في الشرق الاوسط.

وخلاصة القول ان "ردة فعل امريكا الخشنة" تجاه "السلوك الايراني الناعم" سيكون لها تداعيات استراتيجية معمقة على العلاقات المستقبلية بين الجانبين وان تصرفا كهذا سيستخدم دائما بمثابة "كود تاريخي" في تحديد السلوك الامريكي.