رمز الخبر: ۲۳۰۶۱
تأريخ النشر: 10:28 - 23 May 2010
عصرایران - وکالات - كشف النقاب في تل أبيب، هذا الأسبوع، عن أن القسم الأكبر من السياسيين والعسكريين في إسرائيل وصلوا إلى قناعة بأن ما يسمى بـ «الخيار العسكري» ضد إيران قد سقط. وأنه حتى لو أصبحت إيران نووية، فإن احتمالات تدمير مفاعلاتها النووية ستكون شبه مستحيلة.

وقالت صحيفة «هآرتس»، في ملحق السبت، إن هناك أسبابا كثيرة، داخلية وخارجية، أوصلت القادة الإسرائيليين إلى هذا الاستنتاج، حسب ما وصلها من معلومات عن الأبحاث الداخلية ومواقف هؤلاء القادة كما طرحت في تلك الأبحاث، أهمها:

- اختلاف الظرف: الظروف التي أتاحت لسلاح الجو الإسرائيلي تدمير المفاعل النووي العراقي قرب بغداد قبل 29 سنة (في السابع من يونيو (حزيران) 1981)، والمبنى الذي خطط ليكون مفاعلا نوويا في دير الزور في سورية قبل نحو السنتين (سبتمبر (أيلول) 2009)، ليست متوفرة اليوم.

ففي سورية والعراق، كان هناك مفاعل واحد في مكان واحد وقد تم تدميرهما بغارتين فرديتين. بينما المفاعلات في إيران عديدة ومنتشرة على مواقع عديدة على طول البلاد وعرضها. وإذا كان المفاعل في العراق احتاج إلى 16 طائرة مقاتلة (8 من طراز «إف-16» نفذت القصف و8 أخرى من طراز «إف-15» كانت تحميها)، وفي سورية 3 طائرات، وكانت قادرة على الدخول والخروج وتعود إلى قواعدها سالمة، فإن المفاعلات النووية في إيران تحتاج إلى 120 طائرة ولا يوجد أي ضمان لأن تعود جميعها سالمة.

- الطريق من إسرائيل إلى إيران يحتاج العبور في عدة دول عربية: السعودية وبقية دول الخليج، أو الأردن والعراق، أو سورية وتركيا. ولا يتوقع أن تسمح أي من هذه الدول باختراق سمائها، خصوصا في ظل تعثر مفاوضات السلام والقناعة بأن حكومة بنيامين نتنياهو ليست معنية بالسلام.

- القادة الذين اتخذوا القرار في إسرائيل في حالة المفاعل العراقي كانوا أقوى وأكثر جرأة من رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، نتنياهو. ففي حينه قرر مناحيم بيغن الأمر سوية مع وزراء اليمين، وفي مقدمتهم وزير الدفاع، أرئيل شارون، على الرغم من اعتراض زعيم المعارضة، شيمعون بيريس. بينما نتنياهو يعتبر مترددا جدا، خصوصا أن وزير دفاعه، إيهود باراك، ورئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي، يتسمان بالحذر. وحتى وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، المعروف بتصريحاته الحربية المتطرفة، يتخذ جانب الحذر في هذا الموضوع. - لا يمكن لإسرائيل أن تقدم على مهاجمة المفاعلات النووية في إيران، من دون موافقة الولايات المتحدة. وقد أوضحت واشنطن، حتى في عهد الرئيس جورج بوش أنها غير معنية بالخيار العسكري. وحرصت إدارة أوباما على توضيح موقفها الحازم بهذا الشأن بواسطة أربعة مسؤولين قدموا إلى إسرائيل خلال نصف السنة الأخيرة وقالوا بما لا يقبل التأويل إهم يرفضون هذا الخيار، هم: نائب الرئيس جو بايدن، ورئيس القوات المشتركة مايك مولن، ورئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري، ورئيس المخابرات ليون بانيتا. كما أن دول أوروبا أبلغت إسرائيل موقفا مشابها. وهذه المعارضة مبنية على حسابات كثيرة، وفقا للمسؤولين الإسرائيليين، منها: الخوف من أن تنتقم إيران من القوات الأميركية والغربية في العراق وأفغانستان، أو تفعل «الخلايا الإرهابية النائمة» في دول الغرب وإغلاق مضيق هرمز في الخليج ومنع وصول النفط إلى الغرب، علما بأن ربع استهلاك النفط العالمي يمر بهذا الممر، وإغلاقه سيحدث فوضى أسعار ومن ثم أزمة عالمية جديدة.

- الرد الإيراني على قصف مفاعلها النووي، قد يأتي على شكل توتر عسكري كبير وغير مسبوق، حيث من المتوقع أن تقصف إيران إسرائيل وأن تنضم إليها سورية وحزب الله اللبناني وحماس. وتتدهور الأوضاع الأمنية إلى حرب شاملة. وقد يقصف المفاعل النووي الإسرائيلي، الذي يعتبر قديما جدا (45 عاما). وهناك مفاعلات مثيلة له في العمر، قد أغلقت في الغرب خوفا من أن تتسرب إشعاعات نووية منها تلحق أضرارا فادحة.

ويكتب يوسي ميلمان، المحرر العسكري في صحيفة «هآرتس»، أن قادة إسرائيل مترددون كثيرا في هذا الموضوع، أكثر من التردد الذي عاشه قادتها خلال 62 عاما، وهم يدركون أن من الصعب للغاية اتخاذ قرار بقصف المفاعلات الإيرانية. وأنهم يميلون إلى التعايش مع إيران نووية، على الرغم مما يعنيه مثل هذا التعايش من أخطار على إسرائيل في ظل القيادات الإيرانية المتطرفة المغامرة والتي تتمنى أن ترى إسرائيل قد زالت عن الخارطة. غير أن عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب كديما المعارض، تساحي هنغبي، قال: «نشعر بخيبة الأمل مع حقيقة أن إيران لم تشعر بالضغط الدولي، ولم تبال بمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة، ونشعر بأن الوقت ينفد»، بحسب صحيفة «واشنطن بوست». وقالت الصحيفة، التي أخذت في الاعتبار رأي المعارضة الإسرائيلية، إن صبر إسرائيل أخذ في النفاد خلال الأسابيع الأخيرة إزاء أي قرار سيتم التوصل إليه داخل مجلس الأمن الدولي حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، قائلة إنه سيمنح إيران مزيدا من الوقت لتطوير سلاحها النووي.

ورأت الصحيفة أن خيار الضربة العسكرية الإسرائيلية ضد المفاعلات النووية الإيرانية يزداد احتماله بالاستناد إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين أفادوا فيها بأن أي إجراء ضد طهران لا يتضمن عقوبات على قطاع الطاقة الإيراني لن يكون مجديا، وفي غياب مؤشرات على مثل هذا إجراء فإن الخيار العسكري يبقى قائما.