رمز الخبر: ۲۳۶۶۴
تأريخ النشر: 11:46 - 18 June 2010

عصرایران - (رويترز) - قالت اسرائيل يوم الخميس انها ستخفف الحصار البري عن قطاع غزة الذي فجر انتقادات دولية واسعة بعد غارتها المميتة على قافلة سفن مساعدات كانت في طريقها الى القطاع الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال رائد فتوح المنسق الفلسطيني للجنة ادخال البضائع لقطاع غزة ان القائمة الجديدة للبضائع التي وافقت عليها اسرائيل تشمل كل المواد الغذائية ولعب الاطفال والادوات المكتبية وأدوات المطبخ والحشايا والمناشف.

لكن اسرائيل أبقت حصارها البحري على القطاع الساحلي وحظرا على الصادرات من القطاع وحظرا على الاستيراد التجاري لمواد البناء الضرورية لعمليات الاعمار الواسعة بعد حرب غزة في ديسمبر كانون الاول 2008 ويناير كانون الثاني 2009.

ووصفت حركة حماس الاجراءات الجديدة بأنها عديمة الاهمية ومجرد دعاية اعلامية.

وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس أن المطلوب هو الرفع الكامل للحصار والسماح بحرية حركة البضائع والافراد وقال ان غزة في حاجة بشكل خاص الى مواد البناء التي يجب السماح بدخولها بدون أي قيود.

ويعيش في قطاع غزة 1.5 مليون فلسطيني من بينهم نحو مليون يعتمدون الى حد ما على الاعانات التي تقدمها الامم المتحدة ومساعدات أجنبية اخرى تدخل برا بعد تفتيش اسرائيلي.

وقال ريتشارد ميرون المتحدث باسم روبرت سيري مبعوث الامم المتحدة للشرق الاوسط انهم يشعرون بالارتياح جراء الخطوة الاسرائيلية. وأضاف "نأمل أن يكون القرار الذي اتخذه المجلس الامني اليوم خطوة حقيقة نحو تلبية الاحتياجات في غزة."

ووصفت الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لاسرائيل القرار بأنه خطوة ايجابية لكنها قالت انها ترحب بمزيد من التخفيف.

وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية "نريد ان نرى توسعا لنطاق واشكال السلع التي يسمح بدخولها الى غزة لتلبية الاحتياجات المشروعة للفلسطينيين من اجل استمرار المساعدات الانسانية والوصول المنتظم لمواد اعادة البناء وفي الوقت نفسه معالجة الاحتياجات الامنية الاسرائيلية المشروعة."

وأضاف ان المبعوث الامريكي الخاص جورج ميتشل سيواصل العمل بشأن أفكار مع الزعماء الاسرائيليين في الايام القادمة.

ورحب البيت الابيض بالخطوة الاسرائيلية. وقال المتحدث روبرت جيبز "سنواصل العمل في الايام القادمة مع أصدقائنا الاسرائيليين من اجل الاستمرار في تحسين الاوضاع الانسانية في غزة التي قال الرئيس انها لا تحتمل."

وقال بيان للحكومة الاسرائيلية بعد اجتماع لمجلس الوزراء الامني " تمت الموافقة على تحرير النظام الذي تدخل به السلع المدنية غزة وتوسيع تدفق المواد للمشروعات المدنية التي تخضع لاشراف دولي."

وتقول اسرائيل ان استيراد الاسمنت والحديد بدون قيود قد يؤدي الى وقوعه في أيدي حماس لتستخدمه في اعادة بناء بنية تحتية عسكرية. وتسمح اسرائيل بالفعل بدخول كميات محدودة من مواد البناء لمشروعات الامم المتحدة.

ولم يحدد الاعلان كيف ستتغير اجراءات استيراد السلع التجارية أو يكشف عن قائمة بمنتجات معينة وقال فقط ان مجلس الوزراء الامني سيتخذ قرارا خلال الايام المقبلة بشأن كيفية تنفيذ السياسة الجديدة.

لكنه أوضح أن "الاجراءات الامنية القائمة لمنع تدفق الاسلحة والمواد الحربية" ستستمر وأن الحصار البحري الذي تعتبره اسرائيل ضروريا لمنع تهريب الاسلحة الى حماس لن يرفع.

وصرح وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بأن المزيد من السلع سيصل الى قطاع غزة "دون رفع للحصار البحري" الذي تقول اسرائيل ان الغرض منه هو منع تهريب السلاح لحماس.

وواجهت اسرائيل دعوات دولية متزايدة لتخفيف أو رفع حصارها لقطاع غزة بعدما قتل كوماندوس اسرائيليون تسعة نشطاء اتراك اثناء اعتراض في المياه الدولية لقافلة مساعدات يوم 31 من مايو ايار.

وقال زعماء اسرائيليون ان القوات تحركت دفاعا عن النفس بعدما تكاثر عليها النشطاء الذين هاجموها وان الحصار ضروري لمنع تهريب اسلحة الى حماس.

لكن تركيا حليفة اسرائيل السابقة اتهمتها "بارهاب الدولة".

وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية ان أنقرة تريد تقييم الخطوة الاسرائيلية.

وأضاف "موقفنا من القضية واضح.. ننتظر رفع الحصار بشكل كامل."

وعبرت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي عن أمل الكتلة الاوروبية في ان يعقب بيان الحكومة الاسرائيلية شرح تفصيلي سريع "سننظر فيه بعناية."

وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني للصحفيين في روما ان اسرائيل "فهمت ان استراتيجية الحصار تأتي بنتائج عكسية" مكررا رأي منتقدين اسرائيليين وأجانب للحصار يرون انه يزيد من التفاف سكان غزة حول حماس.

وقال دبلوماسيون أوروبيون أن خطة وضعت بالتنسيق مع توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الى الشرق الاوسط دعت اسرائيل الى الانتقال من سياسة حظر دخول الكثير من البضائع التجارية ما عدا بضعة بنود معينة الى السماح بدخول جميع المنتجات وحظر قائمة محددة منها فقط.

وعقد بلير مبعوث اللجنة الرباعية - التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا - محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاسبوع الماضي واجتمع مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في واشنطن يوم الخميس.

وفرضت اسرائيل الحصار بعد قليل من فوز حماس - التي ترفض دعوات غربية للاعتراف بحق اسرائيل في الوجود - في انتخابات تشريعية فلسطينية عام 2006 . وشددت القيود بعدما سيطرت حماس على قطاع غزة في العام التالي.

وتزامنت مداولات مجلس الوزراء الامني الاسرائيلي مع زيارة جديدة يقوم بها لاسرائيل والاراضي الفلسطينية جورج ميتشل المبعوث الامريكي للشرق الاوسط.

ويتوسط ميتشل في محادثات غير مباشرة بين اسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تسيطر حكومته على الضفة الغربية المحتلة فقط بعد ان طردت حماس حركة فتح التي يتزعمها من غزة عام 2007 بعد اقتتال قصير بينهما.

وقال ميتشل للصحفيين في بدء جولة محادثاته الراهنة "هذه فترة نحث فيها كل الاطراف المعنية على ضبط النفس وتفادي اي مواجهات." ولم يعلق على مسألة الحصار.