رمز الخبر: ۲۳۷۲۰
تأريخ النشر: 08:08 - 21 June 2010
عصر ايران، حميد رضا مهاجر/ بيروت – ان نتنياهو غاضب جدا من نشاطات رئيس الوزراء التركي لكنه لا يريد بعد الاعتراف بان الاتراك ابتعدوا عن اسرائيل. فقد اعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني يوم الجمعة بان اردوغان هو عدو اسرائيل وليست تركيا!

وبغض النظر عن اهداف تركيا من اتخاذ مواقفها الاخيرة فانه يجب القول بان اسطول الحرية انجز مهمته بنجاح على الرغم من انه لم يصل ابدا الى شواطئ غزة.

ان الاجواء التي اثارها الهجوم الوحشي الذي شنه الكوماندوس الاسرائيلي، لدى الراي العام العالمي وحتى الحكومات، جعل من رفع الحصار عن غزة امرا لابد منه.

وقال داني ايالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي الذي اصبح هذه الايام المتحكم الرئيسي بوزارة خارجية الكيان الصهيوني قال بان اسرائيل ستوافق على تواجد المراقبين الاوروبيين عند معابر غزة لنقل المساعدات الانسانية الى قطاع غزة.

من جهة اخرى، اعلنت الحكومة الصهيونية يوم الخميس انها توافق على رفع الحصار عن غزة رغم انها لم تحدد موعدا لوضع قرارها هذا موضوع التنفيذ.

ان نتنياهو بانتظار الضوء الاخضر النهائي من البيت الابيض، حيث دعا محمود عباس بعد حصوله على 450 مليون دولار، اوباما الى ان الغاء الحصار عن غزة يجب ان يتم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية ومصر.

ان مطلبهم من حماس واضح تماما، الا وهو التوقيع على "ورقة المصالحة الفلسطينية (فتح-حماس)" التي اعدتها القاهرة.

وهذه المصالحة تتضمن عودة سلطة رام الله الى غزة ودخول عناصر فتح الى الاجهزة الامنية الخاضعة لسيطرة حماس.

وتطالب هذه الورقة التي لم توقعها حماس لحد الان، ان يتم تكليف عناصر فتح الامنية ، التحكم بمنافذ الخروج والدخول من والى غزة بما فيها معبر رفح.

وبعد تنفيذ هذه البنود الواردة في "ورقة المصالحة"، فانه ستجري الانتخابات البرلمانية والرئاسية الفلسطينية الجديدة. الانتخابات التي فازت فيها حماس عام 2005.

الا ان حماس لا ترى في الظروف الحالية التي تشتد فيها الضغوط الدولية على مصر واسرائيل لالغاء حصار غزة، سببا لقبول الشروط الواردة في الورقة المصرية للمصالحة.

فقد طلبت حماس من القاهرة بان تغير شروط هذه الورقة لكن المصريين لم يقبلوا بعد بادخال هذه التعديلات.

فقد اعلن وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط يوم السبت بان بلاده لن تدخل اي تعديل على ورقة المصالحة الفلسطينية وعلى حماس ان توقعها.

ومن جهة اخرى فان السعودية وفرنسا طلبتا من رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ، بالا يسمح لسفينة "مريم" التي تحمل على متنها مساعدات انسانية وجميع ركابها من النساء، بالانطلاق نحو غزة.

ان الرياض وباريس تعرفان بان هذه القضية ستزيد الضغوط على اسرائيل ومصر وسيكون محمود عباس المتضرر النهائي فيها.

ان الجميع يعرف بان هذا الحصار سيرفع قريبا الا ان طرفي النزاع في المنطقة (محور المقاومة – محور الانفعال) يريدان رفع سقف الربح وخفض مستوى الخسارة لديهما.

ان السعودية لا تريد ان تسمح لمحمود عباس بان يقول "نعم" لاوباما من دون الحصول على تنازلات من ايران. والمطلب السعودي واضح تماما، الحصول على الحد الاقصى من التنازلات لاياد علاوي وائتلاف العراقية من المالكي والحكيم في الحكومة العراقية المقبلة، حتى ان اية الله السيستاني حذر انه في حال لم يتوصل الساسة الى اتفاق فانه سيتدخل شخصيا وسيعين رئيس الوزراء العراقي المقبل.

وكتب ايلي شلهوب قبل ايام في صحيفة "الاخبار" اللبنانية بان علاوي يعرف بان اوراقه قد انتهت.

ان رئيس ائتلاف العراقية وبعد ان فقد الامل في الحصول على منصب رئيس الوزراء ، وجه رسالة الى الاكراد بان يوافقوا على ان يعين رئيسا للجمهورية (وهو منصب فخري لا اكثر) وفي المقابل سيمنحهم منصب نائب رئيس الجمهورية. الا ان الاكراد لم يعروا اهتماما لاقتراح علاوي.

ان "اياد علاوي الذي فقد كل اماله" اطلق اخر ما في جعبته. وادعا في مؤتمره الصحفي "بانهم ارادوا اغتيالي" لكنه انتحر سياسيا من خلال هذا الزعم.

ان كل شئ في الشرق الاوسط مرتبط هذه الايام بالزمن. فمحور المقاومة في المنطقة يطالب بالاسراع في وتيرة التطورات المتعلقة بملف غزة، لانه لا سبب لمنح التنازلات وفي المقابل فانه ليس في عجلة من امره في العراق، لان الزمن سيرهق الطرف الاخر وسيثبت الظروف لصالح محور المقاومة، حتى وان كان للسوريين راي اخر لانهم يعرفون انهم لو اقتربوا خطوة واحدة نحو الرياض فانهم سيبتعدون عشر خطوات عن طهران.

ان الاتراك الذين كانوا يحبذون ان يصبح علاوي رئيسا للوزراء في العراق، انتبهوا جيدا الى مستقبل معادلة ايران- السعودية في الشرق الاوسط، ولهذا السبب نصحوا قادة ائتلاف العراقية بان يتماشوا مع المالكي والحكيم.