رمز الخبر: ۲۳۹۰۱
تأريخ النشر: 11:38 - 28 June 2010
مصیب نعیمی
عصرایران - تحولت صحارى وجبال افغانستان الى مستنقع لابتلاع الجنرالات الامريكيين، حسب تحليل خبير غربي وصف سقوط القادة العسكريين في الجيش الامريكي في تجربة لم يكن يتوقعها مخططو الحروب الوقائية في البنتاغون. فمنذ بداية الغزو الامريكي لافغانستان عام 2001 ومن ثم العراق والعديد من الجنرالات يتقلبون في المناصب العليا لقيادة الجيوش الغازية في كل من البلدين والقيادة الوسطى التي تتولى زمام الحرب في المنطقة.

وقد اقيل حتى الان ثلاثة من هؤلاء القادة كان آخرهم الجنرال ستانلي ماكريستال وقبله الجنرال اوديرنو والاميرال فالون، اضافة الى اقالة العديد من ضباط الرتب العليا بسبب اخفاقاتهم في ادارة المعركة وحسم الامر حسب الاجندة الموضوعة في مركز القيادة بالبنتاغون.

والآن فقد جاء الدور ليختبر ديفيد بترايوس نفسه، وهو الذي قاد الفرقة العسكرية التي دخلت بغداد عام 2003. غير ان الرمال المتحركة في افغانستان لن تسمح لهذا الجنرال العتيد ان يطير في سماء هذا البلد بحرية كي يعيد للولايات المتحدة ماء الوجه.

وقد درس بترايوس تجربة اسلافه جورج كيس، في العراق، ووليام فالون، في قيادة الشرق الأوسط، وهو اليوم يعيد تجربة ماكريستال الذي كان يعتبر من أكبر القادة العسكريين الامريكيين حتى الآن.

 ويرى المراقبون العسكريون هذا التغير دليلاً اضافياً على تخبط القيادة السياسية الامريكية في المستنقع الافغاني بعد ان تزايدت اعداد ضحايا الناتو رغم ارسال اعداد اضافية من القوات، وتزايد الخلاف بين الحلفاء بشأن ارسال اعداد أخرى من الجنود. وقد تصاعدت حدة الخلاف بين الساسة والعسكريين في واشنطن على أثر تبادل اتهام مسؤولية الاخفاق.

هذه الحالة المأساوية تعيد للاذهان المعركة التي دارت بين كولين باول ورامسفيلد في عهد بوش الثاني وأدت الى أفول نجمهما الواحد تلو الآخر. اما اليوم فان الوضع يختلف عن ذلك العهد لان البدائل الامريكية ليست كثيرة والانتصار في معركة غير متكافئة يبدو مستحيلا والثمن قد يكون أكثر بكثير من الثمن الذي دفعه بوش، ان لم يكن الثمن باراك أوباما نفسه.