رمز الخبر: ۲۳۹۴۷
تأريخ النشر: 09:13 - 30 June 2010
Photo

عصرایران - (رويترز) - قالت ايران يوم الثلاثاء انها ستستأنف قريبا المحادثات النووية مع تركيا والبرازيل في خطوة اولى للعودة الى المفاوضات الدولية بعد ان فرضت على طهران مجموعة جديدة من العقوبات بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.

وقللت ايران من شأن العقوبات الامريكية والاوروبية وقال الرئيس محمود أحمدي نجاد يوم الاثنين انه سيعود الى المحادثات المجمدة منذ فترة طويلة مع القوى العالمية لكن بشروط معينة فقط وليس قبل نهاية أغسطس اب.

وقال وزير خارجيته ان المحادثات ستبدأ قبل ذلك مع البلدين اللذين تم من خلالهما التوصل الى اتفاق مبادلة وقود نووي في مايو ايار -- يعكس اتفاقا تم التوصل اليه بوساطة من الامم المتحدة تراجعت عنه طهران في أواخر العام الماضي -- واللذين صوتا ضد عقوبات الامم المتحدة.

وقال منوشهر متكي في مؤتمر صحفي "جرت بعض الاتصالات مع وزراء خارجية الدول الثلاث (ايران وتركيا والبرازيل)." وأضاف "عقد اجتماع مشترك على جدول الاعمال وسنعلن ذلك خلال اليوم أو اليومين القادمين."

ولم تجر ايران أي محادثات جوهرية مع القوى العالمية منذ الاتفاق من ناحية المبدأ على مبادلة الوقود مع روسيا وفرنسا والولايات المتحدة في اكتوبر تشرين الاول.

وكان الاتفاق يتضمن قيام ايران بارسال 1.2 طن من اليورانيوم المنخفض التخصيب -- وهو ما كان يمثل 70 بالمئة من مخزونها في ذلك الوقت -- الى الخارج مقابل الحصول على قضبان وقود معالجة بطريقة خاصة وهناك حاجة اليها لتشغيل مفاعل ابحاث طبي في طهران.

وفي تغير في الموقف وافقت ايران في محادثات جرت في مايو ايار مع البرازيل وتركيا على ارسال 1.2 طن من اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج. لكن بحلول ذلك الوقت كان احتياطي ايران من اليورانيوم المنخفض التخصيب قد تضاعف من حيث الحجم مما أخل بشروط المبادلة في عيون الغرب لانه لن يجرد ايران من حيازة كمية كافية من اليورانيوم المنخفض التخصيب تمنعها من استخدامه في صنع قنبلة ذرية اذا تمت تنقيته الى مستوى أعلى.

ولذلك فان اتفاق مايو ايار ثبت انه متأخر قليلا لمنع صدور حزمة جديدة من العقوبات من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.

وفي نفس الوقت زادت ايران الشبهات في الخارج باطلاق التخصيب الى درجة نقاء تصل الى 20 بالمئة مؤكدة ان هذا سينتج مواد خام لصنع قضبان وقود للمفاعل بدون مساعدة اجنبية -- لكنها في نفس الوقت قطعت شوطا طويلا في الطريق نحو تخصيب اليورانيوم الى الدرجة التي يحتاج اليها صنع اسلحة نووية.

وقالت روسيا يوم الثلاثاء انها تريد العودة الى المحادثات مع طهران. وكانت روسيا قد ايدت الجهود التي قادتها الولايات المتحدة لفرض مزيد من العقوبات لكنها شكت منذ ذلك الحين من ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يتخذان اجراءات احادية أكثر صرامة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انه يريد محادثات بين ايران والولايات المتحدة وروسيا والوكالة الدولية للطاقة الذرية تركز على تزويد ايران بقضبان وقود للمفاعل حتى لا تحتاج الى تصعيد مستوى التخصيب بنفسها.

وقال لافروف "بعد المبادرة البرازيلية والتركية اتصلت روسيا والولايات المتحدة بمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية واقترحت ان نقوم بترتيب لاجتماع للخبراء الفنيين من دولنا الثلاث ومن بينها ايران لبحث امكانية تزويد الوقود للمفاعل التجريبي في ايران حتى لا يكون هناك حاجة لان تقوم ايران بتخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 بالمئة."

وقال للصحفيين اثناء زيارة لاسرائيل التي تعتبر البرنامج النووي الايراني مصدر تهديد لوجودها "انني امل بشدة ان ترد ايران بايجابية وهذا سيساعد في منع الموقف من التدهور."

ويوم الاثنين شكت روسيا الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشأن ما قاله دبلوماسيون من الامم المتحدة من ان المانيا ضبطت منتجات متجهة الى وحدة طاقة نووية في ايران قائلة ان مثل هذه الاجراءات "لا تتفق" مع قواعد الامم المتحدة.

ويوم 19 يونيو حزيران أبلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بأن فرنسا مستعدة للحديث الى ايران في الوكالة الدولية لطاقة الذرية "دون تأخير" باستخدام اعلان طهران الصادر عن ايران والبرازيل وتركيا كنقطة بداية.

ويخشى الغرب ان يكون النشاط النووي الايراني يهدف الى تطوير وسائل صنع قنابل ذرية بسبب تاريخها السري وتقييد اعمال تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتقول طهران انها تستهدف فقط توليد الكهرباء وانتاج النظائر المشعة للاغراض الطبية والزراعة.

ودعا أحمدي نجاد القوى الرئيسية الى "توضيح" ثلاثة اشياء قبل استئناف المحادثات وهي موقفها من الترسانة النووية المزعومة لدى اسرائيل وموقفها بشأن الالتزامات بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي وما اذا كانت ستأتي الى الطاولة كصديق لايران وليس كعدو لها.

وسترفض القوى العالمية على الارجح هذه الشروط باعتبار انها ليست ذات علاقة بالقضية الرئيسية وهي رفض ايران التفاوض على القيود والشفافية فيما يتعلق بنشاطها النووي.

وقال دبلوماسي غربي مطلع على القضية الايرانية "الاشارة الى ان هناك علاقة ما بين القضية الايرانية والقضية الاسرائيلية... بالتأكيد لن يجعل الحياة أسهل."

وأضاف "القول بأنه كعقاب لن يتحدثوا سوى في الاسبوع الثالث من اغسطس -- هذه هي الحالة الراهنة التي يجب الا نأخذها بجدية كبيرة... اننا نحتاج الى انتظار رد رسمي من ايران بشأن خطة (المبادلة) وعرض المحادثات من الاتحاد الاوروبي."