رمز الخبر: ۲۴۵۳۹
تأريخ النشر: 10:47 - 26 July 2010
مصیب نعیمی
عصرایران - قرار امريكا باجراء مناورات مشتركة مع كوريا الجنوبية اثار انزعاج كوريا الشمالية التي هددت واشنطن بحرب نووية ضدها، مما خلق توتراً متصاعداً على مستوى شرق آسيا والعالم.

ولم يتوقف الحدث عند هذا الحد، حيث ان تبادل الاتهامات خرج عن نطاقه المألوف ليشمل دولاً أخرى كالصين واليابان وتتمترس خلف الازمة قوى اقليمية ودولية متعددة.

من حيث الوقائع الميدانية، فان احتمال نشوب حرب نووية في شبه الجزيرة الكورية غير وارد، لكن النتائج ستكون كارثية اذا وصلت الى مرحلة المواجهة.

فكوريا الشمالية التي تشكك في نوايا امريكا، تنظر الى وجود الاساطيل الامريكية على مقربة منها تهديدا لأمنها، وهذه النظرية تبدو منطقية بسبب التحريض السياسي والتدخل العسكري لواشنطن في المنطقة.

أما الامريكيون أيضاً فلا يناسبهم التراجع امام بيونغ يانغ وعلى أثر التهديد الصريح الذي وجهته بضربهم اذا اجروا المناورات على مقربة منها.

وكما يبدو فان واشنطن اجبرت على تراجع غير معلن بنقل موقع المناورات الى بحر اليابان.
وهناك رؤية أخرى تتحدث عن وجود مخطط ابعد من ازمة الكوريتين وان المواجهة الاعلامية لا تتعدى كونها مسرحية تضليل لتنفيذ السيناريو في مكان آخر.

وبما ان العنصر الصهيوني يتواجد في كل الاستراتيجيات الامريكية، فمن غير المستبعد ان تكون نقطة الهدف الشرق الاوسط.

فالأمريكان غارقون في ازمات متنقلة بين افغانستان والعراق وفلسطين والقرن الافريقي، اضافة الى التقلبات الاقتصادية والسياسية في اوروبا وتصاعد النقمة الشعبية في امريكا دون وجود أي بوادر في الافق لحل أي من الازمات في المرحلة المقبلة. وقد اراد واضعو خارطة الطريق في واشنطن فتح جبهة جديدة لارباك اللاعبين وصرف الانظار عن مركز الحدث .

ولا شك بأن الموقف الايراني الصارم في وجه الهيمنة الامريكية أيضا ً له مكانة بارزة في صفحة الشطرنج، مما يصعب على اللاعبين الدخول في مغامرة يكون ثمنها باهضا وتقلب الطاولة على رؤوس اصحابها.

انها لمرحلة حساسة ومصيرية سيكون النصر فيها حليفا لمن تحدى الطاغوت الذي يشرف على الموت.