رمز الخبر: ۲۴۶۱۳
تأريخ النشر: 09:35 - 01 August 2010
ان مجموعة هذه الدول قاومت ورفضت بشكل ما الضغوطات الامريكية الاحادية الجانب. واظن ان دبلوماسية الجمهورية الاسلامية الايرانية يجب ان تركز بشكل اكبر على داخل المنطقة. لقد انجزت الدبلوماسية الايرانية زيارات جيدة الى الدول الاوروبية لكن برايي ان هذه الزيارات يجب ان تتم في الوقت الحاضر لدول المنطقة.

عصر ايران - حميد رضا اصفي/ سفير ايران السابق لدى الامارات

قامت اميركا بتحركات واسعة خلف الكواليس لكسب موافقة مجلس الامن الدولي على اصدار قرار وعقوبات ضد ايران. ويجب طبعا الانتباه الى دور فرنسا وبريطانيا في هذا الخصوص، لان دور هاتين الدولتين لم يكن اقل من اميركا وحتى انهما تصرفا اكثر حدة في بعض الاحيان. وبعد ذلك وفي ظل التحركات التي قامت بها فرنسا وبريطانيا خلف الكواليس ، صوت الاتحاد الاوروبي على عقوبات جديدة ضد ايران.

ولا يجب نسيان ، ان ايران فرضت عليها العقوبات منذ انتصار الثورة الاسلامية ، لكن نوع العقوبات، يختلف. وقبل هذا كنا نواجه نوعا من العقوبات الاحادية من جانب اميركا وعقوبات غير مكتوبة من جانب الدول الغربية. ونتذكر منذ سنوات طويلة باننا كنا نمر بصعوبات حتى في مجال توفير سموم مكافحة الافات النباتية لانها كانت تصنف ضمن البضائع المزدوجة الاستخدام الى ان حققنا الاكتفاء الذاتي في هذا المجال وسويت المشكلة. والمثال الاخر، كان رادارات الرازيت التي كانت تقوم بمراقبة الحدود للحد من تهريب المخدرات ولم يكن لها استخدامات عسكرية اطلاقا. وكنا نبحث لسنوات عديدة عن هذا الرادار الفرنسي في الدول الغربية لكنهم كانوا يمتنعون عن تزويدنا به الى ان توصلنا ايضا الى الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.

لذلك فاننا كنا نواجه عقوبات غير مكتوبة من قبل الاوروبيين، لكنها اصبحت مكتوبة واكثر شدة الان. وخلال الايام الاخيرة قامت اميركا ومن خلال تحركاتها بضم استراليا الى جانبها. ويبدو ان النهج الامريكي والاوروبي هذا سيستمر. لاسيما وان روسيا والصين اصبحتا في موقع الانفعال بشكل ما. ان سبب التحرك الامريكي والاوروبي الاخير يعود الى انهم توصلوا الى نتيجة مؤداها بان ايران لن تواجه مشكلة جادة من خلال هذه العقوبات. لذلك فان من الطبيعي ان يوسعوا من نطاق تحركاتهم والرجوع الى مختلف الدول.

ويمكن النظر الى القرار الامريكي الاخير بقيام مسؤولين امريكيين بزيارات الى بعض الدول من ناحيتين. ان دولا مثل اليابان تلعب دورا في الجانب الاخر من اسيا. واذا ما دخلت اليابان ساحة العقوبات، فان الامريكيين يأملون بان يجعلوا الدول من الدرجة الثانية والثالثة في تلك المنطقة تسايرهم في هذا الخصوص. اي انهم يبحثون عن دولة تقف في الخط الامامي لكي يتمكنوا من جعل هذه الدول تسايرهم وهذه الدولة في الخط الامامي يمكن ان تكون اليابان، لان اليابان تصنف على العموم ضمن المعسكر الغربي.

والموضوع الاخر، هو التعاون الواسع لبعض الدول مع ايران الامر الذي ينطبق على الصين واليابان. واني واثق بان اميركا لن تحقق نتيجة بشان الصين، لانه ان ارادت الصين مقاطعة ايران فيجب ان تشهد ببساطة نهاية قوتها العظمى.

وفيما يخص اليابان ، فان الزمن يعد عاملا مصيريا للغاية. لكن اليابانيين اظهروا بانهم اناس بعيدو النظر، واذا ما قبلنا بهذا الافتراض فانه يجب التسليم بان اميركا ستفشل امام اليابان.

وفيما يخص الامارات ، فان الموضوع اكثر تعقيدا واهمية. ان التبادل التجاري بين ايران والامارات يبلغ 17 مليار دولار وان الامارات تعتبر احد الشركاء الجادين لايران. ان اميركا تتابع هدفين من ممارسة الضغط على الامارات، الاول انه نظرا الى العلاقات الطيبة القائمة بين ايران ودول المنطقة ، فان واشنطن تنوي ايجاد الفتور في العلاقات بين الجانبين وايجاد شرخ في المنطقة. وبما ان حجم التعاون بين ايران والامارات لا يمكن مقارنته مع الدول الاخرى، فان اميركا تنوي جعل الامارات تساير العقوبات والا تسمح بتوسيع التعاون بين ايران والامارات وسائر الدول.

ان الامارات قاومت طبعا الضغوط الغربية. وعلى الرغم من ان هذه المقاومة لم تكن بالمطلق الا انه يمكن القول مبدئيا بانها لم تتماش مع العقوبات.

ان مجموعة هذه الدول قاومت ورفضت بشكل ما الضغوطات الامريكية الاحادية الجانب. واظن ان دبلوماسية الجمهورية الاسلامية الايرانية يجب ان تركز بشكل اكبر على داخل المنطقة. لقد انجزت الدبلوماسية الايرانية زيارات جيدة الى الدول الاوروبية لكن برايي ان هذه الزيارات يجب ان تتم في الوقت الحاضر لدول المنطقة. ان الدبلوماسية والنشاط جيدان الا ان الاهتمام بدول المنطقة يحظى باهمية اكثر من الماضي.

والنقطة الاخرى هي ان بلدان المنطقة تعرف جيدا بان ايران تشترك معهم في الدين والثقافة ويجب ان نعيش جنبا الى جنب. وبناء على ذلك اشك بانها تريد ان تضع مصيرها وسياسة المنطقة بيد الاجانب وتربطه بالغرب.

وفي مواجهة العقوبات فان الخطوة الاولى يجب ان تتمثل في اتخاذ خطوات لتحقيق الاكتفاء الذاتي. لكن العالم لا يختزل في هذا الميدان فحسب وان اكبر الدول الصناعية تسعى جاهدة لاقامة تعاون جيد مع الدول المختلفة. واظن انه يجب الى جانب تحقيق الاكتفاء الذاتي ايلاء المزيد من الاهتمام باسسنا التقليدية والطبيعية وان نقوم بتفعيل اللجان المشتركة. ان دول المنطقة تعرف انه ان كان من المقرر ان تترك العقوبات اثرا فانها ستترك اثارا اكبر عليها من ايران ويجب الاهتمام بهذه النقطة. صحيح ان الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات احادية على ايران لكن هذا لا يعني ان جميع هذه الدول تفكر بنفس الطريقة. فيجب تحديد الدول التي يختلف نهجها عن نهج اميركا وبريطانيا واقامة المزيد من التعامل والتبادل التجاري معها. اني باعتباري كنت عن قرب في صورة القضايا الدبلوماسية والمشاورات النووية، ادرك صعوبة الامر لكنه قابل للتحقق.

والمؤكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستخرج من هذه الضغوطات والعقوبات مرفوعة الراس كما في السابق وان دول المنطقة وفي ظل هذا الوعي ستعزل طريقها عن طريق الدول السلطوية.