رمز الخبر: ۲۴۸۵۷
تأريخ النشر: 09:32 - 11 August 2010
مصیب نعیمی

عصرايران - رغم الوعود المتوالية بشأن الانفاق على تشكيل الحكومة العراقية، لازالت الازمة السياسية في هذا البلد لازالت تراوح في مكانها بعد قرابة خمسة اشهر على اجراء الانتخابات ولا يمر يوم الا وتعلن ان الأطراف المعنية عن صيغة جديدة لدولة الوفاق الوطني قبل ان تتبخر في اليوم الثاني ويعود الجميع الى نقطة الصفر. 

والغريب في الأمر أن بعض الساسة العراقيين يبررون الفشل بعوامل خارجية وكأن الذين حصلوا على اصوات الناخب العراقي ليست لهم ارادة وطنية أو ان الاطراف الاجنبية هي التي تقرر التشكيلة الحكومية المقبلة. 

ولا شك بأن الاحتلال الجاثم على ارض العراق ليس له مصلحة في بناء الدولة الشمولية القادرة على اعادة السيادة والاستقلال لهذا البلد، والذين ارادوا للعراق ان يكون فزاعة لدول وشعوب المنطقة، لا يرغبون بتخلص العراق من ازماته، لكن السؤال الذي يطرح نفسه على الذين وضعوا انفسهم في تصرف الامة العراقية عندما رشحوا للنيابة وحصلوا على المقعد النيابي وهم اليوم يتهمون بعضهم البعض بالاخفاق السياسي الذي يخيم على العراق ومستقبله. 

ان الفرصة حانت لاتخاذ القرار الصعب وللوصول الى اتفاق حول الحكومة المقبلة لسحب البساط من تحت اقدام المراهنين على تمزيق الصف العراقي واشعال الفتنة بين شعبه. 

ولكن بالامكان الافادة من التجربة اللبنانية التي فضلت المصالح الوطنية العليا على المصالح الآنية والضيقة. 

فالقرارات المسؤولة يلزمها رجال مسؤولون يحظون بارادة قوية لصنع المستحيل.
ان العراق يملك مقومات كبيرة وقيادات نافذة وعلى رأسها المرجعية التي يجب ان تكون ملاذاً للجميع ومرشدة لحل أي اختلاف، لان الرهان على الوقت قد لا يكون مفيداً في بعض الاحيان. ان الطرف الأكثر حرصاً على العراق ومستقبله هو الذي يدفع ثمناً أكثر لسيادته، اذ ليس المهم من يحكم بل الاهم من يقوم بدور ريادي في ازالة رواسب المرحلة البائدة ويعمل على تحقيق أُمنية الشعب العراقي في الامن والاستقرار والاعمار والعودة كعضو أساسي الى المجموعة الاسلامية والعربية.