رمز الخبر: ۲۵۲۱۷
تأريخ النشر: 11:51 - 25 August 2010
ماجد حاتمي
عصرايران - في الوقت الذي يتسابق المسؤولون في الولايات المتحدة الامريكية، وكيان الاحتلال الاسرائيلي، في اطلاق التهديدات الوقحة والحديث عن قرب وقوع ضربة عسكرية ينفرد بها احد الحليفين أو كلاهما معا، ضد ايران، يستكثر المتحدث باسم الخارجية الامريكية على طهران ان تعد العدة ‌لمواجهة أي تهديد من خلال تعزيز قدراتها العسكرية الدفاعية لردع اعدائها من ارتكاب أية حماقة تدخل المنطقة والعالم في نفق لا نهاية له.

المنجزات العسكرية الضخمة التي اعلنت ايران عن جانب منها، والتي اثارت قلق واشنطن، تضمنت اجراء‌ تجربة‌ ناجحة لاطلاق صاروخ ارض- ارض من طراز (قيام) يبلغ مداه 1500 كلم ويتمتع بخصائص ينفرد بها تحول دون رصده أو اعتراضه. وكذلك الكشف عن انتاج طائرة ‌قاذفة ‌بدون طيار يصل مداها الى الف كيلومتر بامكانها حمل اربعة صواريخ مجنحة‌ من طراز كروز وقنبلتين زنة كل واحدة 115 كيلوغراما، بالاضافة‌ الى اطلاق خطين لانتاج زورقين سريعين من طراز سراج وذوالفقار، حيث صمم الاخير للهجمات السريعة على سفن وهو مجهز بقاذفتي صواريخ ورشاشين ونظام معلوماتي للتحكم بالصواريخ، وسيجهز مستقبلاً بصواريخ (نصر واحد) ذات القدرة‌ التدميرية العالية والقادرة على تدمير سفن يزيد وزنها عن ثلاثة آلاف طن، اما زورق سراج فصمم للمناخات الاستوائية وبامكانه اطلاق الصواريخ وتنفيذ عمليات في بحر هائج ويعتمد على تكنولوجيا متطورة وحديثة.

القلق الامريكي الذي عبر عنه المتحدث باسم الخارجية الاميركية، فيليب كراولي، جاء‌ منافقا كصاحبه، فقد ربط الاخير بين قوة الردع الايرانية وبين الاعلان عن تسويق بضاعتهم الكاسدة من الاسلحة الى الدول العربية لتحريك عجلة اقتصادهم المأزوم، عندما اشار الى ان قوة ايران تدفع بلاده للعمل على توازن القوى في المنطقة.

ان المرء لا يحتاج الى فطنة ليعرف ان سبب قلق واشنطن ليس على الدول الاسلامية والعربية في المنطقة، لسبب واضح ومعروف وهو ان ايران ليست في عداء مع هذه الدول وليست في وارد العداء‌ اصلا معها.

فطهران ترى في المنطقة العربية الاسلامية مجالها وامتدادها الاسلامي والمحيط الحاضن لشعوب الامة الاسلامية، وان اخشى ماتخشاه امريكا من قوة‌ ايران الرادعة هو على ربيبتها اسرائيل التي انتهى عصرها (الذهبي) بانتصار الثورة الاسلامية، فلم تعد تملك ذلك المجال الواسع من الحرية في ان تصول وتجول معربدة في المنطقة ‌العربية والاسلامية دون خوف أو وجل من رد فعل الآخرين، فعليها اليوم ان تفكر الف مرة اذا ما ارادت ان ترتكب أي عدوان وخاصة على ايران. فالجميع يعرف وفي مقدمتهم الصهاينة، ان المنطقة بعد العدوان على ايران لن تكون ابدا كما كانت قبله.