رمز الخبر: ۲۵۳۰۷
تأريخ النشر: 10:58 - 29 August 2010
عصرايران - وكالات - لحظة احتل سفير ايران غضنفر ركن آبادي مقعده في قاعة الاجتماعات في "النهار" في حضور المديرة العامة المساعدة النائبة نايلة تويني وعدد من الزملاء، بدأ الحديث عن رسالة الدكتوراه التي حصل عليها في الجامعة اللبنانية بعنوان "الاسلام والنظام السياسي في ايران" باشراف الوزير عدنان السيد حسين. ويذكر أنه استفاد من تجربته في بيروت عندما كان في عداد السلك الديبلوماسي في سفارة بلاده قبل ان يعين سفيرا، وكان من المسؤولين عن ملف الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الايرانية.

يروي أنه خلال الثلاثة أشهر لتسلمه رئاسة البعثة في بيروت التقى 170 مسؤولا لبنانيا من مختلف الاتجاهات والافرقاء و"أكدت لهم ان ايران تقف عن حق الى جانب لبنان لأننا نؤمن بدعم الاحرار وحماة العدالة ونقوم بهذه المهمة من دون أي منّة".

ويسترسل السفير في الحديث عن "الكيان الاسرائيلي الغاصب في المنطقة، وأنه لا بد من تضافر الجهود لمواجهته. ويردد البعض ان ايران تعمل على تحقيق مصالحها الخاصة، لكن علينا ان نعود لنجد ان الامام الخميني قبل قيام الثورة الايرانية كان يعمل على دعم القضية الفلسطينية.

وعند نجاح الثورة كان أول ما فعلناه قفل السفارة الاسرائيلية ورفع العلم الفلسطيني فوقها، وسلمناها الى ممثل منظمة التحرير الفلسطينية على الرغم من ان الشاه (محمد رضا بهلوي) كان حليفا لأميركا واسرائيل. وبعد ازاحته أصبحت علاقتنا افضل مع اكثر البلدان العربية. لذلك نحن سنستمر في دعم القضية الفلسطينية.

ويتحدث آبادي باعتزاز عن دخول بلاده النادي النووي في العالم ويقول: "الحمد لله، وصلنا الى الاكتفاء الذاتي في كل المجالات وأصبحنا اليوم بلدا نوويا. ونحن لا نريد شيئا الا الوقوف الى جانب أصحاب القضايا العادلة، وان شعبنا يسير على هذا النهج.

ويدخل من البوابة اللبنانية ليصف اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين اللبنانيين ولا سيما رئيسي الجمهورية ميشال سليمان ومجلس الوزراء سعد الحريري بـ"الممتازة".

وعند لقائه الحريري ذكره بـ"الزيارات الطيبة" لوالده الرئيس الراحل في طهران و"الرئيس سعد كان موجودا ايضا آنذاك".

ويقول "إن ايران لا تريد من لبنان الا ان يكون بلدا مستقرا لنقف جميعا في وجه عدو واحد هو الكيان الاسرائيلي. ونحن نحتاج الى هذا النوع من التعاون والتكاتف. وتوقفنا امام تصريحات رئيس الاركان الاسرائيلي غابي اشكنازي وتهديداته عندما كان لبنان يحتفل بعيد التحرير (في أيار الفائت) وهذا مشهد فخر واعتزاز لكل لبنان لان الاسرائيليين لا يريدون له الثبات والوحدة والاستقرار".

ويعبّر عن ارتياحه ايضا الى اللقاءات التي عقدها وتناولت تزويد لبنان السلاح، الامر الذي عرضه مع الرئيس سليمان ووزير الدفاع الياس المر، "وزرت قائد الجيش العماد جان قهوجي ايضا، ونحن على استعداد لتلبية نداء الرئيس سليمان في تسليح الجيش اللبناني، واجتماعنا مع الوزير المر في هذا الخصوص كان ممتازا".

وهل من موانع لبنانية تحول دون تزويد لبنان السلاح الذي تتحدثون عنه؟ يرد السفير آبادي بعبارة سريعة "لا أتصور، نحن على استعداد لدعم بلدكم في مجال الدفاع والاسلحة التي تطلبونها".

وهل ستزودون الجيش شبكات صواريخ متطورة؟ نسأل، يجيب: "انا ديبلوماسي ولا أتدخل في الشؤون العسكرية، لكن وزير الدفاع الايراني كان واضحا في هذا الخصوص وكل شيء مفتوح أمام لبنان ودعمه بالسلاح وفي قطاعات أخرى".

وفي جانب آخر يؤكد آبادي ان زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لبيروت ستحصل في تشرين الاول المقبل.

هل للتوقيت معنى ومغزى؟ يجيب: "هذه الزيارة كان ينبغي ان تحصل قبل هذا التوقيت وخصوصا بعد زيارة الرئيس سليمان لطهران".

ويفتح آبادي ملفا شائكا يوجع اللبنانيين، وهو أزمة انقطاع التيار الكهربائي في أكثر المناطق ولا سيما انه لم يجد أي تطور في هذا القطاع منذ 15 عاما. ويعلن ان بلاده على استعداد لحل هذه المشكلة اذا طلب المسؤولون اللبنانيون "ونحن جاهزون لحل مشكلة الكهرباء في لبنان وتوفيرها 24 ساعة. ونستطيع ان ننفذ المشروع في مدة ستة أشهر وبأفضل الاسعار عالميا، وأطلعنا الوزير جبران باسيل على هذا الموضوع".

ويعتبر ان المشكلة داخل مجلس الوزراء، وهو يحتاج الى اتخاذ قرار سياسي جاد في هذا الشأن.
كذلك أبدى استعداد ايران لمساعدة لبنان في التنقيب عن النفط.

واستوقف مشهد الاعداد الكبيرة للمولدات الكهربائية في أحد المعارض التجارية في بيروت ليغمز من قناة التجار في منع حل مشكلة الكهرباء.

 ويأخذه أحد الزملاء الى العقوبات على ايران، فيرد: "نحن لا نخشى هذه العقوبات ومستمرون في الانتاج العسكري والاسلحة المتطورة من طائرات وسفن وغواصات وصواريخ وما ظهر على الشاشة أقل بكثير مما وصلنا اليه وحققناه. وسنرسل بعون الله رائدا الى الفضاء قبل المدة التي أعلنا عنها بنحو خمس سنين (أي في 2020). لقد تحضرنا لأسوأ الأيام، لكن ثقتنا وايماننا كبيران بشعبنا وطاقاته في كل القطاعات وفي توفير الطاقة والحفاظ على حركة الانتاج".

وماذا عن التحويلات المصرفية، يقول: "نحن في هذا القطاع حضّرنا أنفسنا ايضا، وتبقى الحاجة أم الاختراع، ونحن لم نجلس ونتفرج الى حين صدور قرار العقوبات، واستعددنا لها منذ أعوام. وفي المناسبة ثمة شركات أميركية وأوروبية أبلغتنا رفضها للعقوبات ووفرت لنا جملة من المخارج التي تساعد على الاستمرار في التعاون معها. وحتى لو قصفوا كل المحطات النووية في بلادنا لا يستطيعون ان يقضوا على أدمغة العلماء الايرانيين الذين في امكانهم الاستمرار والعمل مجددا في الحقل النووي.

وهل ثمة خوف من حرب على ايران في هذه الايام؟ يجيب: "اطلاقا، وقصف المحطات النووية غير وارد".

وفي موضوع مستقبل الحوار بين ايران واميركا، يميز آبادي في نظرة الجمهورية الاسلامية الايرانية الى أميركا واسرائيل، وان بلاده تعارض السياسات الاسرائيلية المسيطرة على اميركا ولا عداء مع الشعب او المؤسسات الاميركية.

ويقول: "نحن من جهتنا لا نقبل سياسة التحقير والتعامل الفوقي حتى لو كانت اميركا القطب الاقوى في العالم. في عهد الشاه كان السفير الاميركي في طهران هو الذي يحكم مفاصل البلاد.

وتحدث آبادي ايضا عن العلاقات الجيدة بين ايران وروسيا رغم ما اعتراها في الاشهر الاخيرة، وقد انتهت الى تشغيل محطة بوشهر النووية.

وتناول العلاقات الدافئة لبلاده مع تركيا والمملكة العربية السعودية وترحيب طهران بزيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد لبيروت.

اما في مسألة المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري فيصف آبادي بـ"الشيء الخطير" الكلام الذي صدر عن "أعلى مسؤول في فرنسا وفيه ان قرار المحكمة في يد الاميركيين، وهذا الكلام خطير جدا. وايران من أول البلدان في العالم التي تحرص على معرفة الحقيقة وكشفها، ونحن نرفض تضليل الحقيقة. ولما شكك عدد من الزملاء في الكلام المنسوب الى الرئيس الفرنسي تحول السفير الى كلام السيد حسن نصر الله عن شهود الزور والعملاء وقال ان "حزب الله" يصر على معرفة الحقيقة ايضا. وسبق ان قلنا للرئيس سعد الحريري والسيدة نازك الحريري ان ايران ستبقى مع كل القضايا المحقة".