رمز الخبر: ۲۵۳۶۲
تأريخ النشر: 10:38 - 02 September 2010
الشرق الاوسط - قال رئيس البرنامج النووي الإيراني علي أكبر صالحي، أمس، إن «نقل الوقود النووي إلى مفاعل بوشهر شهد بعض التأخير، وليس من المتوقع أن ينتهي إلا نحو منتصف سبتمبر (أيلول)»، في تصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الإيرانية» الرسمية.

وكان يفترض أن تنتهي عملية نقل قضبان الوقود النووي التي بدأت موسكو في 21 أغسطس (آب) تزويد طهران بها، في الخامس من سبتمبر. وأشار صالحي إلى أن التأخير يعود إلى «الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة» في الأيام الأخيرة، مما أدى إلى تنفيذ عمليات نقل الوقود ليلا»، مضيفا أن 60 فقط من القضبان الـ163 تم نقلها إلى المفاعل الذي بنته روسيا في جنوب إيران. وأضاف «نحتاج إلى ما بين 10 و15 يوما بداية من الآن لإنهاء نقل قضبان الوقود إلى مبنى المفاعل قبل تحميلها في المفاعل ذاته».

وينتظر أن يبدأ هذا التحميل مع «نهاية شهر شاريوار الإيراني - في 22 سبتمبر لينتهي بعد شهر من ذلك، حيث تعتزم السلطات «غلق غطاء المفاعل» مع نهاية شهر مهر الإيراني - 22 أكتوبر (تشرين الأول)، بحسب معطيات قدمها صالحي الأسبوع الماضي. وكانت السلطات الإيرانية أعلنت في البداية أن ربط المفاعل البالغة طاقته ألف ميغا واط بالشبكة الكهربائية الذي يصبح ممكنا بعد تشغيل المفاعل بنسبة 50 في المائة من طاقته، يمكن أن يتم نهاية أكتوبر أو بداية نوفمبر (تشرين الثاني). وتعتبر محطة بوشهر رسميا منشأة نووية منذ 21 أغسطس.

ويأتي حصول إيران على الطاقة النووية رسميا بينما تخضع الجمهورية الإسلامية منذ 2006 لستة قرارات تبناها مجلس الأمن الدولي بينها أربعة مرفقة بعقوبات ضد برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي يشتبه الغرب بأنه يخفي أغراضا عسكرية. وأقنعت روسيا الأمم المتحدة بعدم شمل بوشهر بالحظر الدولي على نقل أي معدات أو تكنولوجيا نووية، وذلك عبر قطعها تعهدا بتزويد المحطة بالوقود النووي وإعادته إثر استخدامه لخفض مخاطر انتشار البلوتونيوم الموجود في البقايا النووية.

وفي هذا الإطار، أكد صالحي أن طهران تلقت ردا «إيجابيا» من موسكو على اقتراحها، المقدم في 26 أغسطس، بالمشاركة في إنتاج الوقود النووي ضمن كونسورسيوم مشترك. وقال: «حتى الساعة، الرد الروسي على الاقتراح الإيراني إيجابي»، مضيفا أن «الرد الكامل والنهائي يرتبط بدراسات مستقبيلة ومفاوضات مستقبلية. نأمل في أن تسمح المؤشرات الإيجابية المرسلة من جانب الروس في التوصل إلى اتفاق». وكان صالحي علل الأسبوع الماضي لطلب الإيراني بالقول إن «على طهران أن تثبت للعالم قدرتها على إنتاج اليورانيوم وتحويله إلى وقود نووي».

ويدخل تخصيب إيران لليورانيوم في صلب نزاعها مع المجتمع الدولي، الذي يعتبر أن طهران لا تملك في الوقت الحاضر أي استخدام ممكن لليورانيوم الذي تخصبه إلا في المجال العسكري، نظرا لعدم معرفتها كيفية تحويله إلى وقود نووي مدني. كما أكد صالحي أن طهران تجري اختبارات على أجهزة الطرد المركزي التي تملكها من الجيلين الثاني والثالث، التي من شأنها تسريع إنتاج اليورانيوم المخصب. وأوضح أن «مرحلة الاختبارات، على قاعدة اختبارية لا تجارية، قد تستغرق من سنة إلى ثلاث سنوات».

إلى ذلك، أكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله علي خامنئي، دعمه لمشروع إلغاء الدعم المالي الحكومي للطاقة والمواد الأساسية الذي يثير قلق جزء من المحافظين، بحسب ما ذكرت الصحف أمس. وقالت «وكالة الأنباء الإيرانية» الرسمية إن [آية الله] خامنئي طلب من الحكومة خلال لقاء مع الرئيس محمود أحمدي نجاد، مساء الأحد، أن «تطبق بجدية (...) خطة إلغاء الدعم المالي». وتنوي الحكومة تطبيق مشروعها لإلغاء الدعم المالي للطاقة والسلع الأساسية تدريجيا. وتفيد التقديرات الرسمية بأن هذا الدعم يكلف ميزانية الدولة مائة مليار دولار سنويا. ويفترض أن يطال هذا الإجراء الطاقة أولا، الوقود والغاز، الذي تدعمه بشكل كبير الحكومة التي لم توضح حجم زيادة الأسعار ولا ما إذا كنت ستتم تدريجيا.

وعبر عدد من مسؤولي التيار المحافظ في الأشهر الأخيرة عن قلقهم من نتائج هذا الإجراء على اقتصاد يعاني أصلا من تضخم كبير وأجواء اجتماعية متوترة مع ارتفاع البطالة. وحاول مجلس الشورى التأخير والحد من تطبيق الإجراء باعتراضه على سعي الحكومة إلى أن تقرر وحدها إعادة توزيع الدعم من الأموال التي يتم توفيرها، في شكل مساعدات مباشرة للطبقات الأكثر فقرا. ولم تذكر الحكومة أي معلومات عن طريقة إعادة توزيع هذه المساعدات. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن [آية الله] خامنئي قوله لأحمدي نجاد إن «الناس يدعمونكم لشعارات العدالة الاجتماعية والحرص على الدين ومكافحة الاستكبار، فاحرصوا على هذه الأهداف».

ظل انعقاد عدة اجتماعات رفيعة المستوى لقيادات الدول من مختلف أنحاء العالم»، مشيرا إلى أنه «رغم كون قرارات الجمعية العامة لا تعدو كونها مجرد توصيات فإنها تحرج وتكشف المواقف المختلفة للدول».